بقلم : نبيلة كامل ( أم جهاد ) المقدمة
1- عقيدة فريدة تحكم كل شيء ... ويصدر عنها كل شيء
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3) مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8) ))
الله عز وجل يأمر هذه الأمة في شخص رسولها الكريم بإرساء القواعد الأساسية لهذا الدين في نفوسها وضمائرها وأخلاقها وحياتها كلها ، فهو مصدر واحد للتشريع وطريق واحد للسير وهدف واحد يتجه إليه المسلم لتحقيق العبودية فلا ازدواجية ولا خلط للمعايير والقيم والمبادئ .
+ الطريق العملي لتحقيق العبودية الكاملة لله :-
1- تقوى الله .
2- اتباع وحي الله وسنة نبيه الكريم .
3- عدم طاعة الكافرين والمنافقين .
4- التوكل على الله وتفويض الأمر إليه .
إذن ...
1- تقوى الله هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله ، وأن تترك معصية الله على نور من الله مخافة عذاب الله .
2- صاحب العقيدة الحق لا يملك أن يتجرد من مقتضيات عقيدته في موقف واحد من حياته أو يستمد تصورا واحدا من مصدر آخر غير عقيدته .
3- صاحب العقيدة الحق لا يقول أفعل هذا بصفتي الشخصية وأفعل ذلك بصفتي الإسلامية ، إنه شخص واحد وقلب واحد .
4- صاحب العقيدة الحق لا يتوانى في نشر دعوته بين الناس ويتحمل في سبيلها عناء ومشقة السبق في التغيير .
5- صاحب العقيدة الحق يرفق ويشفق بالآخرين حتى يبلغ دعوته ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ )) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ ... » ( سنن أبي داوود : 8 ) .
+ (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ... ))
الآية بدأت بالنبي الخاتم لأنه أشرفهم وأكرمهم ثم رتبت الباقين بحسب بعثتهم ، فالمسلم الحق لا ينسب لنفسه شرفا ولا مكانة حتى وإن كانت حقيقية فيكفيه أن الله يعلم ذلك فيه .
فأمانة الدين ميثاق غليظ أخذه الله على أولي العزم من الرسل ثم تأتي من بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمته لتحمل تبعة هذا الميثاق فهي مسؤولة أمام الله عز وجل عن هذا الدين وإقامة حدوده في دنيا الناس ، وتجاهد في سبيه بكل إخلاص وتجرد لله ... فإذا كان الله تعالى سيسأل الصادقين عن صدقهم ... فما بال غيرهم ؟؟؟
كل الناس هلكى إلا العالمون
وكل العالِمين هلكى إلا العاملون
وكل العاملين هلكى إلا المخلصون
والمخلصون منهم على خطر عظيم
تابعونا فما زال لدينا المزيد