الثلاثاء، سبتمبر 30، 2008

كل عام وأنتم بخير

كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم بخير
تقبل الله منا ومنكم
كل عام وأنتم بخير

نسعد بتلقي تعليقاتكم حول التصميمين والاثنين من عندي

اضغط على الصور للتكبير

الأربعاء، سبتمبر 24، 2008

تاج

هذا التاج جاءنا من الأخت الكريمة : أختكم في الله صاحبة مدونة : أجمل أيامنا .
لكن لنا كلمة قبل أن نجيب على ما فيه :
بداية أنا لا أحب أن نسمي الأشياء بغير أسماءها فالبداية كانت بالتاجات ثم بعد ذلك الواجبات ولا أدري ما بعد ذلك ، وأنا لا أعترض على المضمون بل أراه أمرا مفيدا أن نسعى لمعرفة الآخرين والتعارف إليهم .
ولكن أحيانا قد أجد بعض الأسئلة شخصية أكثر مما ينبغي أو بعضها الآخر سطحي أيضا أكثر مما ينبغي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعونا ندخل في الموضوع مباشرة وأعدكم أن الإجابات لن تكون طويلة على الإطلاق بل ربما بعضها سيكون قصيرا ( أيضا أقصر مما ينبغي ) .

1- الحالة الجسمانية بمعنى هل سيادتك تتمتع بصحة جيدة ولا الاخ صاحب مرض ؟
الحمد لله على كل حال ، أعتقد أنني بشكل عام جيد ما عدا بعض الحساسية التي تتسبب في ضيق في التنفس وبعض آثار البدانة مثل الإرهاق السريع وعدم القدرة على الجري وهكذا وإن كنت لا أعاني من البدانة المفرطة ( فقط 40 كجم زيادة عن المعدل الصحي ) .

2-الحاله الاجتماعية بمعنى هل علاقتك بمن حولك جيدة ولا عامل مشاكل مع طوب الارض ؟
الحمد لله في المجمل يمكن أن نقول أن لي علاقات جيدة وأخرى غاية في السوء والأسباب مختلفة ولكن جزء كبير من الوضع أتحمل أنا أسبابه .

3-الحاله العقلية بمعنى هل تشعر ان عقلك يعمل ولا حضرتك منيم دماغك ؟
الحمد لله يعمل بشدة .

4-الحاله العاطفية مش محتاجة تفسير ومش عايز استعباط ؟
أحتفظ بالإجابة لنفسي .

5-الحاله الروحية بمعنى هل علاقتك بربنا كويسة ولا الكلام على ابو لهب ؟
الحمد لله يوم فوق ويوم تحت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخمس اسئلة اللى جاية دى اسئلة متنوعة
الاول : اكتر عيب فيك ونفسك تتخلص منه ؟
العيوب كثيرة ولكن أعتقد أن الأهم حاليا هو عدم ترتيب الأولويات .

الثانى : ايه الحاجة اللى عملتها وندمت انك عملتها قوى ؟
أشياء كثيرة فعلتها وندمت عليها ، ( ولا تفصيل ) .

الثالث : اية الحاجة اللى لسة معملتهاش وحتموت وتعملها ؟
أيضا كتير :
1- إنهاء الدراسة على خير .
2- المزيد من العلوم الشرعية .
3- الزواج بزوجة صالحة .
4- السفر إلى فلسطين .

الرابع : اكتر دعاء بتقوله وبتردده دائما؟
دعاءان أصر على تكرارهما دائما سواء كان في صلاة التهجد أو في خطبة الجمعة أو في السجود أو حتى في اللقاءات :

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .
اللهم اجمع كلمة المجاهدين في فلسطين ووحد فرقتهم واجمعهم على الحق والصواب .

الخامس : لو عرفت انك هتموت دلوقتى وقالولك اخر حاجة نفسك فيها ايه ؟
أموت وأنا ساجد لله في الصلاة
ولكن كلها أحلام :
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت .

هنا وصل التاج إلى محطته النهائية وقد رحل منها مباشرة إلى مقبرة التاجات مفتخرا بكل من أجاب عليه .

الجمعة، سبتمبر 19، 2008

50 - مدونات صديقة (1) تعلمنا منهم

في حياتنا نلقي الكثير من الناس ونتعلم منهم الكثير سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا في الأفكار أو حتى في المعتقدات .

وخلال مسيرة 9 شهور هي عمري التدويني حتى الآن فقد قرأت والحمد لله الكثير من المدونات ( أتابع الآن 220 مدونة على الأقل ) ولكن والحق يقال لم ولن أتوقف عند كل المدونات لأعلق على ما فيها وإنما هناك مدونات لا تستطيع إلا أن تحترم أصحابها حتى وإن اختلفت معهم في الرأي في مسألة أو أخرى .
الأستاذ حسام الغمري
حسام الغمري :
تلميذ أستاذنا الدكتور إبراهيم الزعفراني وأحد العاملين في مركز ضحايا لحقوق الإنسان .
تعلمت منه كيف أفهم الآخرين وأحس بهم
تابعته منذ أن كان مجرد أخ جامعة وإلى أن صار أمين المكتبة .
حكاوي أمين المكتبة



م مهدي الحوساني المهندس مهدي الحوساني :
أستاذنا في التقنية والتدوين ورجل من القلائل الذين يصرون على البحث عن البدائل المجانية للبرامج بعيدا عن البرامج المضروبة والمسروقة .... وقبل كل ذلك ... هو فلسطيني يعيش في فلسطين .

المهندس مهدي رجل متميز مهنيا على حد علمي ورغم ذلك هو يدير أربعة مدونات بجدارة يغبطه الجميع عليها :
مدونة الغياب
مدونته الشخصية .

مدونة رحلة ضوء
مدونة عامة وإن كان الجانب التقني فيها واضحا .

مدونة اكتشف
معلومات جديدة دائما .

مدونة Intro2Matlab
خاصة بالمهندسين ومستخدمي برنامج MATLAB .





الأستاذ فتحي عبد الستار الأستاذ فتحي عبد الستار :
أستاذ التربية والإنسان الرائع جدا
عرفت مدونته من زمن قد يزيد عن الستة شهور
ولم ألتق به إلا من أيام وكم كانت سعادتي بلقياه
مدونته الرائعة تحمل إسما أروع وإن كانت تحتاج في رأيي إلى مزيد من الاهتمام لأن كثيرا مما بها يكون منقولا مما يكتبه الأستاذ على إسلام أون لاين .
تعلمت منه كيف أسمع وأطيع قبل أن أعبر عن رأيي






الأستاذ مينا ذكري الأستاذ مينا ذكري :
مراقب مصري يكتب كثيرا حول حقوق الإنسان .
يكره الإخوان بشده ولكن كراهيته لهم لم تكن يوما دافعا له للتحامل عليهم أو اتهامهم بشيء غير صحيح .
مازلت أختلف معه في كثير مما يكتب وإن كنت أحترمه أيضا في كثير مما يكتب .






أخيرا : شكرا أروى فقد علمتِنا أن من لم يشكر الناس لم يشكر الله في تدوينتك الرائعة : أشخاص .
هذه التدوينة غيض من فيض ولابد أن نعود

الثلاثاء، سبتمبر 16، 2008

49 - الوقفات العشر

كتب : مصعب رجب
قدر الله عز وجل لنا أن نكون مع من كانوا في القافلة المتحركة من أمام نقابة الصحفيين في السادسة صباحا يوم العاشر من رمضان العاشر من سبتمبر نحو معبر رفح لكسر الحصار عن إخواننا في غزة .
لم تتحرك القافلة من القاهرة إلى حوالي 60 كم فقط ليوقفنا الأمن عند كارتة الإسماعيلية ( قبل الإسماعيلية بحوالي 25 كم ) .
كان إيقافنا تقريبا في الثامنة والنصف ، ومن ذلك الوقت وحتى الثانية عشرة ظهرا تقريبا ونحن بين شد وجذب مع الأمن ومع أنفسنا حتى حانت صلاة الظهر ليصلي بعضنا ( والبعض الآخر لا ) وبعد الصلاة عاد البعض إلى القاهرة مع السيارات التي أجبر الأمن سائقيها لى العودة وتحرك البعض إلى العريش ( وكنت منهم ) في مجموعات صغيرة بالمواصلات وبقي البعض الآخر في السيارة الوحيدة الباقية في انتظار القافلة الأخرى .
في الطريق على العريش أجبرنا الأمن على العودة مرة أخرى بعد أن أوقفني أنا وآخر معي في كمين في قرية بالوظة قبل العريش بحوالي 40 كم .
في طريق العودة جائنا تليفون أن القافلة الثانية تحركت بالفعل من أمام نقابة الأطباء بعد إعاقة لمدة 3 ساعات من الأمن وأنها الآن موجودة مع القافلة الأولى في نفس المكان فقررنا أن نعود إلى هناك مرة أخرى .
وصلنا إلى الكارتة لنبقى مع الإخوان لنفطر ثم بعد ذلك أناشيد وهتافات ولافتات من أجل فلسطين ثم بعد ذلك المؤتمر الصحفي ثم أعلن الدكتور محمد البلتاجي أننا راحلون إلى القاهرة فتحركنا ومن القاهرة عدت إلى بيتنا في الزقازيق في الثانية والنصف ليلا لأكون بذلك قد قضيت في هذه الرحلة 24 ساعة بالتمام والكمال فقد خرجت من بيتنا أيضا في الثانية والنصف ليلا .
ــــــــــ
أنا لا يهمني كثيرا ما حدث في هذه الرحلة بقدر ما يهمني أن أعرض عليكم ما توقفت عنده من نقاط :
الوقفة الأولى : التعبير عن الهوية .
الوقفة الثانية : التطور الفكري عند السلفيين .
الوقفة الثالثة : الحمد لله على نعمة الإخوان .
الوقفة الرابعة : يوجد آخرون .
الوقفة الخامسة : أخوات ... أحمدك يارب .
الوقفة السادسة : أخوات ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الوقفة السابعة : منهج التغيير .
الوقفة الثامنة : هذا الخط خطي .
الوقفة التاسعة : حوار لم يكتمل .
الوقفة العاشرة : استعن بالله وحده .
ولأنهن ( الوقفات ) كثير فسوف أجتهد أن أختصر في الحديث ولا أطيل وليرزقكم الله الصبر .
ــــــــــــــــــــــــــ
1- التعبير عن الهوية .
في هذه الرحلة التقيت بشباب طفاية وشباب 6 أبريل وشباب حزب العمل ووجدت الجميع كل يفخر بانتماءه ويعلنه .
الفريق الوحيد الذي لم يعلن شبابه صراحة عن انتماءهم ( إلا قليل منهم ) هم شباب الإخوان المسلمين ( وأنا أتحدث عن القافلة الأولى ) رغم أن الأمر كان مهما أن نعلن عن وجودنا بعد أن تعرض الإخوان للهجوم وقيل أنهم يرفضون أن يدعموا هذه القافلة لأنهم يريدون أن يسيطروا عليها ( أو هكذا قيل ) .
أتوقع أنه كان معنا من 20 : 30 فرد من شباب الإخوان في القافلة الأولى ولم يعلن أحدهم عن انتماءه للإخوان إلا ثلاثة كنت أحدهم .
ما أريد أن أقوله أن في منهجنا الكثير والكثير من الأفكار والأطروحات التي تجعلنا نفخر بالانتماء إلى هذا المنهج وتدفعنا لنعلن هذا الانتماء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- التطور الفكري عند السلفيين .

لا يمكنني أن أصف لكم مدى سعادتي بوجود بعض إخواننا السلفيين معنا في القافلة ومنهم عم الشيخ عبد الرحمن ( كما كنا نناديه ) وهو رئيس جمعية أنصار السنة تقريبا في أحد المناطق .
هذا التواجد السلفي يشير إلى تطور مهم جدا في فكر الحركة السلفية فبعد أن كانت المظاهرات خروجا عن الحاكم وبعد أن كان هناك رفض مطلق لأي عمل سياسي خاصة وإن كان ضد الحكومة والنظام الآن أصبحنا نراهم معنا في تحركاتنا الشعبية حتى التي ليس لها مظهر إسلامي بحت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- الحمد لله على نعمة الإخوان .


في القافلة الأولى كان تواجد الإخوان ضعيفا بالمقارنة مع الثانية وللأسف الشديد حدثت اختلافات كثيرة في الصباح في وجهات النظر وفي الآراء واستقل كل شخص وليس كل فريق برأيه حتى صرنا نرى البعض يريد أن يقطع الطريق ويوقفه بينما البعض الآخر يريد أن يترك الطريق بلا إيقاف .
في هذا الموقف قلت مع كثيرين غيري : الحمد لله على نعمة الإخوان ، فالإخوان والحمد لله يستطيعون أن يديروا ( أو هم يديرون بالفعل ) عددا أكبر بكثير من ذلك الذي كان موجودا في هذا اليوم دون أن يحدث أي اختلاف في الرأي بهذه الصورة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- يوجد آخرون .
في هذه الرحلة تعلمت أن هناك آخرين موجودون في هذه البلد ويعملون من أجلها " بإخلاص " .
تعلمت أن الأطروحة المنتشرة بين كثير من الإخوان أن الإخوان هم فقط المخلصون في عملهم وسعيهم السياسي وأن غيرهم كلهم من الباحثين عن الشهرة أو السلطة أو غير ذلك من " الأطماع الدنيوية " ، تعلمت أن هذه الأطروحة خطأ وليست موجودة بالفعل على أرض الواقع .
ليس فقط الإخوان هم الموجودون على الساحة وليس فقط الإخوان هم المخلصون في عملهم ولكن يوجد آخرون يعملون بالفعل ولكن للأسف الشديد لا يعلم الكثيرون عنهم شيئا .
ولكن ...
في رأيي أن هؤلاء الآخرون لا يصلحون للقيادة ، هم فقط يصلحون للعمل أما القيادة فلن تكون بشكل صحيح إلا إذا تكوّن ائتلاف وطني من كل القوى العاملة بالفعل فيكون قرار هذا الائتلاف قرارا واحدا ملزما لكل المشاركين فيه ( ملزما بشكل جدي وليس بشكل إعلامي فقط ) أما غير ذلك فلن يستطيع فصيل واحد أيا كان حجمه وأيا كانت قوته أن يدير هذه المعركة مع النظام ، أما إن كان هناك من لا يزال يؤمن أن هناك أمل في هذا النظام أو أننا لسنا في أصلا في معركة مع النظام فقل على الدنيا السلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- أخوات ... أحمدك يارب .
مابين القافلة الأولى والقافلة الثانية تغيرت الكثير من الأوضاع .
في القافلة الأولى لم يكن معنا أخوات تقريبا ووجدنا اختلاطا مبالغا فيه بين الشباب والفتيات وخصوصا في مجموعة 6 أبريل .
أما في القافلة الثانية فسبحان الله حينما تصل إلى مكان القافلة تستطيع أن تدرك بكل سهولة أن هنا إخوان فالنساء في مجموعات ليس فيها رجال والرجال كذلك ليس بينهم نساء ، هذا عن الإخوان أما غير الإخوان فربما كان وجود الإخوان والأخوات بهذا الشكل المحترم يدفع غيرهم ليكونوا منضبطين إلى حد ما عن الصباح حتى غابت الميوعة التي رأيناها منذ الصباح .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- أخوات ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قررت بعد الإفطار أن أتحدث مع أحد الللواءات الموجودين في المكان وتقريبا كان هو اللواء الوحيد الذي كان موجودا في الصباح ، وبينما أنا أتحدث معه وأنا مع مجموعة من الشباب جاءت بعض الأخوات لتستمع ( لا مشكلة حتى الآن ) ، كذلك أتى أيضا لواء آخر ليشارك معنا في الحديث وكان اللواء الثاني يتحدث بشكل ساخر قليلا فقامت إحدى الأخوات بالرد عليه ( سامحها الله ) لتضيع علينا حوارا جميلا كان قد أوشك أن يكتمل .
ولا تعليق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7- منهج التغيير .

حين تم قطع طريق مصر الإسماعيلية الصحرواي وجدنا آراء كثيرة من المشاركين في القافلة ووجدنا تصرفا واحدا من الأمن .
الآراء كانت :
قطع الطريق بشكل كامل للضغط على الأمن لتسليم الرخص واستمرار المسيرة .
قطع اتجاه واحد والدخول في مفاوضات مع الأمن والتهديد بقطع الاتجاه الآخر .
الوقوف باللافتات على جانب الطريق وعدم قطع الطريق أبدا .
وأخيرا : التحرك إلى الإسماعيلية ثم العريش ثم رفح وترك السيارات فارغة للأمن .
وكان لكل رأي من الآراء فريق يؤيده ويراه الحل الأمثل .

أما التصرف فكان من الأمن حين قطعنا الطريق أن قام بسحب قوات الأمن المركزي ليتركونا نصطدم مباشرة مع السائقين والركاب لنخسر تعاطفا شعبيا مهما جدا في مثل هذه المواقف .
أستطيع أن أقول بكل ثقة أن تعطيل مصالح الناس لايمكن أن يكون منهجية للتغيير بأي حال من الأحوال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8- هذا الخط خطي .


يعلم الله أنني كنت لا أريد أن أكتب هذه الكلمات وما كتبتها إلا لأذكركم وأنصح نفسي وإياكم ونسأل الله أن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل .
لا أدعي أن خطي رائع ولكنه ليس سيئا .
حين وصلت إلى القاهرة بحثت عن ضياء الصاوي ( لأنه المنظم للقافلة على حد علمي ) وأخبرته أن معي أقلاما وورقا أبيض إن أراد أن يكتب أي لافتات وقد كتبنا بالفعل .
ما أود أن أقوله أنه أحيانا قد يكون عند البعض إمكانيات يمكن أن تفيد الآخرين ورغم ذلك يسكت ولا يعلن عن هذه الإمكانيات رغم أن المكان الذي هو فيه قد يحتاج إلى هذه الإمكانيات ، والحل يكمن في أن يتحلى الإنسان بالذاتية ويسعى ليعمل دون أن يطلب منه أحد ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9- حوار لم يكتمل .
لعل البعض قد تسائل عن طبيعة الحوار الذي كان بيني وبين اللواء جمال ( تعرفت عليه ) والذي أشرت إليه في النقطة السادسة .
ملخص الأحداث أننا حين صلينا الظهر قنتنا ودعونا على الظالمين كما دعونا لأهلنا في فلسطين وكذلك فعلنا في صلاة العصر وكنت أريد أن أخبر هذا اللواء أن الله سيحاسبه على ما يفعله حتى أكون قد أديت حق النصيحة الواجب علي .
لم تتيسر لنا أن أخبره بهذه الكلمات في الصباح ولكن في المساء أخذت أخي وحبيبي عمار البلتاجي وأخبرته بنيتي وذهبنا سويا إلى اللواء .
تعرفت عليه وعرفته بنفسي : مصعب رجب من الإخوان المسلمين من الشرقية ، ثم طلبت منه أن يستمع إلى نصيحة من أخ أصغر وأخبرته بموقف كنت أذكره .
سيدنا عبد الله بن المبارك جاءه أحد الجلادين يسأله : يا إمام ... هل أنا من أعوان الظالمين ؟ فقال له ابن المبارك : لا بل أنت من الظالمين ، أما أعوان الظالمين فهم من يسكتون على ظلمك .
أخبرت اللواء بهذه القصة لنبدأ بعدها حوارا تناقشنا فيه مع اللواء فحدثته عن الوضع القانوني للقافلة وكيف أنه لا يصح احتجازنا واحتجاز السيارات وأنه لا يصح أن نمنع المواطنين من التحرك داخل وطنهم .
وحدثنا عن أنه إذا أردنا أن نقوم بتوصيل أي مساعدات لفلسطين فيجب أن يكون ذلك بطريق رسمي عن طريق الهلال الأحمر المصري وحدثته أن الهلال الأحمر هو مؤسسة شأنها شأن كل المؤسسات الحكومية التي لا تخلو من الفساد وحتى إن خلت فهي ليست موضع ثقة كما حدثته أيضا أن القافلة قد خرجت من القاهرة باسم لجنة الإغاثة الإنسانية وهي لجنة معترف بها عالميا وليس حكوميا فقط ... وقبل أن أكمل الحديث تدخلت الأخت سامحها الله فلم يكتمل الحوار والحمد لله على كل حال .
أقول لكم :
كثيرون من هؤلاء يؤمنون أننا على صواب ولو يملكون لشاركونا ما نقوم به ولذلك لا يصح أن نعاملهم كأعداء وإن كان هذا لا يعفينهم من المسئولية عند الله عز وجل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10- استعن بالله وحده .
الأخيرة
في الطريق إلى العريش كنا مجموعة من 5 أشخاص ( 3 شباب وبنتين )
3 شباب : اثنان ملتحيان ( أنا وأحمد ) والآخر لحيته خفيفة ( حسن ) والبنتين إحداهما منقبة .
وبما أن مجموعة بهذا الشكل هي مجموعة مشبوهة أمنيا بكل تأكيد فقد اتفقنا أن ننفصل إلى مجموعتين .
المجموعة الأولى : البنات ولما لم يكن يصح أن يسافرن وحدهن فقد تركنا معهم حسن .
المجموعة الثانية : أصحاب اللحى ( وهم أنا وأحمد الكردي ) .
مررنا في الطريق على ثلاثة أكمنة :
الكمين الأول على مدخل كوبري السلام وهذا لم يحدث فيه شيء .
الكمين الثاني بعد كوبري السلام بـ 20 كم تقريبا وهذا الكمين دار فيه هذا الحوار بين المخبر وأنا :
المخبر : انت من الشرقية يا مصعب ؟
أنا : أيوه يا باشا .
المخبر : انت روحت أمن الدولة عندكم قبل كده يا مصعب ؟

أنا : لأ مروحتش يا باشا ، هو أنا لازم اروح ولا إيه ؟
المخبر : طبعا انت مش مربي دقنك يبقى لازم تروح أمن الدولة .
أنا : أستأذن يعني ... حاضر يا باشا أول ما أرجع هروح على طول . ( طبعا ولا رايح ولا بتاع ) .

وضحك المخبر وضحكت ومررنا من هذا الكمين .
الكمين الثالث كمين بالوظة قبل العريش بحوال 45 كم .
قبل هذا الكمين كنت أجلس بجوار أحمد في الكرسي الأخير فطلبت من أحمد أن يبدل الأماكن مع الشاب الذي يجلس بجواره حتى لا نكون اثنين ملتحين بجوار بعضنا .
وكانت النتيجة أن أوقفنا الأمن وأنزلنا نحن " الثلاثة " أنا وأحمد والغلبان الذي جلس بيننا ( مسكين الولد ... ظلمناه معنا ) .
ما أريد أن أقوله أنه حين اعتمدنا على الله وحده مررنا من الكمين الأول والثاني أما حين أردنا أن نتدخل في إرادة الله ونعتمد على أنفسنا خسرنا كل شيء لأننا اتكلنا على تخطيطنا ولم نعتمد على الله ( وهذا لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب ) .
الطريف في الأمر أن المجموعة الأخرى مرت من كل الأكمنة ووصلوا إلى العريش بالفعل ليكونوا من ضمن المجموعة التي تظاهرت يومها عند معبر صلاح الدين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصور كلها منقولة وليست من تصويري .
صور القافلة الثانية موجودة في أكثر من مكان ولكن الكمية الأكبر موجودة على : إخوان أون لاين - وهذا الألبوم : القافلة

الخميس، سبتمبر 11، 2008

48 - مابين الانشقاق والتمايز ... شعرة

كتب : مصعب رجب
في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين نماذج كثيرة صدرت قرارات بفصلها من تنظيم الجماعة ( ولا شأن للتنظيم بالأفكار ) ورغم ذلك من ينظر في التاريخ يجد تباينا واضحا بين بعض هذه النماذج والبعض الآخر .
أعطيكم أمثلة :
الشيخ محمد الغزالي

من يقرأ التاريخ جيدا يعلم أن الشيخ رحمه الله كان من الإخوان المسلمين حتى عام 1953 تقريبا حين صدر قرار من مكتب الإرشاد بفصله من الجماعة بعد أحداث متداخلة ، ورغم ذلك فالرجل ما زال مدرسة فكرية يلجأ إليها الجميع وعلى رأسهم الإخوان أنفسهم .

المهندس أبو العلا ماضي

المهندس ابو العلا ماضي هو وكيل مؤسسي حزب الوسط وأيضا هو الآخر صدر قرار بفصله من الجماعة بعد أحداث تقديم أوراق حزب الوسط للجنة الأحزاب في التسعينيات من القرن الماضي ، ولكن الرجل لم يخرج كثيرا ليتحدث عن حزب الوسط وفكرته ومشروعه بقدر ما خرج كثيرا ليتحدث عن عيوب ومساوئ جماعة الإخوان المسلمين فكرة وتنظيما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتى من خارج جماعة الإخوان المسلمين يمكنني أن أقارن بسهولة بين :

الشيخ محمد إسماعيل المقدم


وبين الشيخ محمد سعيد رسلان

والاثنان لهما اتجاه سلفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو بين الدكتور رفيق حبيب


وبين الدكتور رفعت السعيد

والاثنان لهما اتجاه علماني وإن كان الأول ليبراليا والثاني اشتراكيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كل هذه المقارنات ستجعلني أخرج بنتيجة واحدة :
مابين الانشقاق والتمايز شعرة :
المنشق يهتم كثيرا بتضعيف المشروع والفكرة التي انشق عنها .
بينما المتمايز يهتم أكثر بتقوية وتوثيق فكرته ومشروعه الذي يعيش من أجله .

ورحم الله الإمام البنا فقد كان يقول :
"ما دمتم قد أعددتم أنفسكم - أيها الإخوان - للعمل للإسلام في ميدان اتخذتموه فأوصيكم أن تكونوا بنائين لا هادمين وحينئذ عليكم أن تفكروا في ابتكار ميادين تعملون فيها وتخدمون الإسلام بها ودعو الخصومة جانبا فإن الانصراف إلى البناء خير ألف مرة وأجدى من الانصراف إلى الهدم" كلمات الأستاذ البنا من كتاب : حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية - عباس السيسي .


روابط مشابهة :
مابين الانشقاق والتجديد - محمد سعد حمدة .
السيد عبد الستار .. إخواني خرج عن النص - فتحي عبد الستار .
المليجي ... عندما يحرق الرمز نفسه - مصطفى النجار .
تعقيب الدكتور المليجي .. علي مقال عندما يحرق الرمز نفسه - السيد عبد الستار المليجي .

على الهامش :
  • لم أقم بالرد على التعليقات حول المقال الأخير ( فن الانحدار رؤية وقراءة متأنية ) وليس ذلك احتقارا أو استهتارا بأي من المشاركين لاسمح الله ولكن لأن كلمات كل من شارك في التعليق تستحق أن يفرد لها تدوينة خاصة تناقش ما بها من أفكار كثيرة لذلك أنصح الجميع بأن يكتبوا رأيهم ( كفعل وليس كرد فعل ) حول هذا الموضوع وحينها يمكن أن نعلق على ما يكتبون .
  • شاركت والحمد لله في قافلة فك الحصار التي انطلقت يوم الأربعاء ( 10 رمضان - 10 سبتمبر ) من أمام نقابة الصحفيين الساعة 6 صباحا ثم من أمام نقابة الأطباء السعة 3 عصرا ، فقط أرجوا ممن حضر أن يرسل لي ما التقطه من صور خصوصا من كانوا معنا في الصباح على بريدي الالكتروني abo.osama1@gmail.com .
  • أخيرا أرجوا ألا تنال هذه الكلمات الأخيرة ( على الهامش ) حظا أكثر مما يناله الموضوع الأساسي للمقال وذلك في تعليقات القراء .

الثلاثاء، سبتمبر 09، 2008

47- فن الانحدار ... رؤية وقراءة متأنية

( ملاحظات حول مقال : فن الانحدار وحرفية الانهيار وما تلقيته من تعليقات حول المقال )
مصعب رجب

أهوى دائما أن أحتفظ بنسخة مطبوعة من المقالات التي تحمل فكرا متميزا حتى وإن كنت أختلف مع هذا الفكر ، ولكن ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أطبع فيها مقالا أنا كاتبه ، ولكن كنت أحتاج إلى هذه النسخة المطبوعة بشدة حتى أستطيع استيعاب معظم ( إن لم يكن كل ) ما في التعليقات من أفكار كلها مهمة بالفعل .
هذا التمهيد أراه مهما لأن الهدف منه هو طمأنة الجميع إلى أن كل ما في هذا المقال سواء المقال نفسه أو التعليقات أو حتى ردودي عليها كل ذلك قد أعدت قراءته أو لنقل أعدت دراسته مرة أخرى حتى خرجت بهذه الملاحظات التي أرجوا أن تكون على صواب وأعتذر مقدما عن الإطالة ولكن أعتقد أن كل ملاحظة تناقش موضوعا هاما لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله .

1- الأفكار الثوابت :
طالما ظلت الأفكار حبيسة العقول أو الأوراق الخاصة وطالما أنها لم تخرج للنور فإنها يمكن أن تكون خاطئة وليست المشكلة في خطئها بقدر ما أنها في تجذر هذه الأفكار داخل العقول حتى أنها قد تصبح قناعات وثوابت وعقائد عند الإنسان لأنها لم تجد من يصححها .
سعدت كثيرا بكل من اتفق معي أو عارضني وسعدت أكثر بكل من ناقش ما كتبت بموضوعية فهذا صحح عندي بالفعل بعضا من المفاهيم التي كادت أن تتحول إلى تلك الثوابت التي كنت أتحدث عنها .
لذلك أنا أشكر الجميع وأخص بالشكر كلا من : محمد ناصر - أروى الطويل - حبيب - غادة ورفيدة - جودة ، فتعليقاتهم بالفعل كانت الأفضل في رأيي حتى وإن اختلفت مع بعض ما فيها .
لذلك أنا أقول أنه أيا كان ما يكتبه الجميع فإن الأفضل دائما أن تعرضوا هذه الكتابات على الآخرين وتتعرفوا إلى رأيهم فيها .

2- نظرة المجتمع للإخوان :
الواقع الذي نعايشه جميعا كأفراد في المجتمع هو أن الكثيرين من عامة الناس ( بعيدا عن القلة المثقفة ) ينظرون إلى الإخوان على أنهم ملائكة لا يمكن بل لا يجوز أن يخطئوا وسواء كانت هذه النظرة عن حسن نية أو عن سوء نية فإن من أهم نتائجها أن هفوات الإخوان تصبح جرائم في نظر العامة والأسوأ من ذلك أن بعض تصرفات الإخوان التي لا تتعارض مع الشرع قد يعتبرها عامة الناس كبائر لا تغتفر لأن ثقافة هؤلاء العامة تفرض عليهم ذلك .
هذا الواقع يفرض على الإخوان بشكل أو بآخر أن تنضبط تصرفاتهم بضابط آخر " إلى جانب " الضوابط الشرعية هو ضابط أعراف المجتمع .

3- قصة ثعلبة :
ثعلبة هو ذلك الرجل الفقير الذي جاء إلى النبي وطلب منه أن يدعوا له الله أن يرزقه مالا كثيرا فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما عاهده ثعلبة أن ينفق من هذا المال في سبيل الله تعالى ويتصدق منه على الفقراء ... وتمر الأيام وينمو مال ثعلبة حتى وكلما زاد ماله زاد ابتعاده عن النبي صلى الله عليه وسلم فترك الاستماع إلى النبي بعد الصلاة فصار يصلي ثم يغادر مسرعا ثم ترك صلاة الجماعة ثم ترك صلاة الجمعة وأخيرا ذهبوا إليه ليأخذوا منه زكاة ماله فقال لهم : والله إنها الجزية ورفض أن يدفع للمبعوثين من النبي الزكاة فنزل فيه قول الله عز وجل : " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) " سورة التوبة .

4- مابين الحكم الشرعي والرؤية الحركية :
النقطة التي أثارها أخي أحمد الخشاب في نهاية التعليقات أنه لا يصح أن نقول أننا لا نناقش الموضوع من الناحية الشرعية ، وأنا بالطبع لا أوافق على هذا الكلام .
المقصود بالناحية الشرعية هو البحث في النصوص والأدلة عن حكم شرعي أما غير ذلك فنحن ننظر للقضية من زاوية اجتماعية أو حركية أو سياسية أو غير ذلك ، وهذا لا ينفي أن مرجعيتنا النهائية في الحكم على الأفكار هي أحكام هذا الدين فما تعارض معها نرفضه موضحين ما فيه من تعارض وما لم يتعارض مع النصوص فهو يخضع بعد ذلك لأحكام العقل المعترف بها شرعا والتي من ضمنها الاستحسان والعرف والمصالح المرسلة وفقه المصالح ، فكثير من الأفعال قد تكون مباحة من الناحية الشرعية ولكن لا يصح فعلها لأن ضررها أكبر من نفعها أو لأن هناك عملا آخر أولى بالتنفيذ أو لغير ذلك من الأسباب التي تختلف العقول والأفهام البشرية في تقديرها .
وحتى نصل إلى مثل هذه الأحكام " العقلية " ينبغي أن نبتعد قليلا عن الرؤية الشرعية ( فيما يتعلق بالمباحات ) ونناقش القضايا من مناظير أخرى غير ذلك المنظور الشرعي .

5- المظهر والجوهر :
بداية لابد أن نقر أن المظاهر ما هي إلا انعكاسات لما في داخل النفوس ( الجوهر ) ، ولابد أن نقر أيضا أن أي مظهر خارجي لابد أن له عند الإنسان نفسه مبررات تبيح له هذا الوظهر وترجحه ( ولسنا هنا بصدد مناقشة مدى صحة هذه المبررات وإن كان لابد من التأكيد على وجودها ) .
وفيما يتعلق بموضوعنا فإننا حين نتحدث عن مظهر الإخوان لابد أن نوضح النقاط التالية :
أ) بعض تصرفات الأفراد قد تتعارض مع أحكام التشريع وهذه لامجال للحديث حول قبول صدورها منهم لأنها بكل بساطة " حرام " .
ب) بعض التصرفات الأخرى تدخل في دائرة المباحات وهذه كما قلنا تخضع للدراسات العقلية وفي النهاية قد يصل البعض إلى أنها تصرفات صحيحة بينما قد يراها البعض الآخر جانبها الصواب .
جـ) لابد أن نكون على يقين تام أن كل التصرفات التي تتعارض مع الشرع ( حتى وإن أقرها المجتمع ) أشد خطرا من تلك التصرفات المباحة والتي قد يرفضها المجتمع وتأثيرها يكون أشد سوءا سواء على الفرد نفسه أو على الجماعة كأفراد يحيطون بهذا الشخص أو حتى الجماعة ككيان متكامل يعتمد في تكوينه في النهاية على هؤلاء الأفراد .

6- مظاهر وأفعال مرفوضة :
بعد كلمات أروى الطويل ، والفاتح الجعفري ، وغيرهما لابد أن نتفق جميعا على أن هناك مظاهر ووأفعال مرفوضة إما شرعا وإما حركيا لمن ارتضى أن ينتظم داخل جماعة الإخوان المسلمين .
من الناحية الشرعية :
المحادثات بلا داعي بين ( بعض ) الإخوة والأخوات سواء على المحمول أو على البريد الإلكتروني أو بأي شكل آخر هي بلا شك خلوة غير شرعية ( حرام ) .
إرتداء أي شيء لا يتفق مع أحكام الزي الإسلامي ( للرجل والمرأة ) أيضا بلا شك أمر غير شرعي ( حرام ) .
أخيرا : التفريط في صلاة الجماعة تحت مسمى اللقاءات والمواعيد أنا أراه محظورا شرعيا قبل أن يكون محظورا حركيا .
أما من الناحية الحركية :
فأنا لن أتحدث عنها حتى لا يقال أنني لا أنصب نفسي حاكما بأمره على الإخوان ولكن الضابط العام ( في رأيي ) أننا ملزمون كأفراد بتوجيهات الإمام البنا رحمه الله فيما يخصنا كأفراد مثل الأوراد والوصايا العشر وصفات الفرد المسلم وما شابه ذلك .

7- من المسئول :
أخيرا نقول أن هذا الوضع الحالي الذي يكاد يتفق عليه الجميع أن هناك انحدارا داخل صف الإخوان ( حتى وإن اختلفنا في تحديد مظاهره ) يدفعنا للتساؤل حول الأسباب التي أدت إلى هذا الانحدار .
البعض قد قال أن التربية هي السبب في النهاية والبعض قال أن أفراد الإخوان في النهاية جزء من المجتمع ويؤثر فيهم ما يؤثر في هذا المجتمع سلبا وإيجابا .
وأنا أتفق معكم أن التربية هي الأساس ولكن مهلا ... دعونا نتوقف للحظات .
هل يقع عبء تربية الإخوان على الأسر فقط أم أن بيوت الإخوان تتحمل نصيبا من هذا العبء ( خصوصا أن الكثير من مظاهر هذا الانحدار توجد بين أبناء الإخوان أكثر مما توجد في غيرهم من غير أبناء الإخوان ) ، وقبل كل ذلك ألا ينبغي أن يتحمل كل فرد ( فينا ) عبء تقييم نفسه وتقويمها أولا بأول ؟
أنا لا ألغي مسئولية قسم الأسر عن هذه " الظاهرة " ولكن فقط أقول أنه لايمكن أن نغفل أن هناك من المؤثرات ما يتداخل ( سلبيا في الغالب ) مع ما تقوم به الأسر لذلك تبقى المسئولية الأولى ( في رأيي ) قبل كل شيء على عاتق الأخ ( أو الأخت ) نفسه فهو الذي يجب أن يصحح ويصلح نفسه أولا بأول ... هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الحق والرشاد .

تحديث بتاريخ 11- 9 - 2008
لم أقم بالرد على التعليقات حول المقال الأخير ( فن الانحدار رؤية وقراءة متأنية ) وليس ذلك احتقارا أو استهتارا بأي من المشاركين لاسمح الله ولكن لأن كلمات كل من شارك في التعليق تستحق أن يفرد لها تدوينة خاصة تناقش ما بها من أفكار كثيرة لذلك أنصح الجميع بأن يكتبوا رأيهم ( كفعل وليس كرد فعل ) حول هذا الموضوع وحينها يمكن أن نعلق على ما يكتبون .

الثلاثاء، سبتمبر 02، 2008

47- فن الانحدار وحرفية الانهيار

البداية دائما تكون مشاهد متكررة وإن اختلفت بعض التفاصيل الغير جوهرية .
الأخ فلان كان ملتحيا ومرة واحدا حلق لحيته لأنه أحس أن شكله سيكون أفضل بدونها ، الأخت فلانة كانت ترتدي النقاب ومرة واحدة خلعته وأيضا لا سبب ، الأخ فلان كان حريصا على درس أو خاطرة أسبوعية يعطيها للمصلين في أحد المساجد ومرة واحدة توقف الأخ عن هذا الدرس وكالعادة : لا سبب ، الأخت فلانة كانت ترتدي الخمار ومرة واحدة قررت أن تستبدله بـ ( طرحة ) طويلة مستوفية لكل شروط الحجاب الشرعي وأيضا كالعادة : لا سبب لهذا التغيير .
هذه المشاهد أصبحت أراها بكثرة في مجتمع الإخوان ( على الأقل في المكان الذي أتعايش مع بشكل مباشر ) .
منذ عدة أسابيع كنت في حفل عقد قران ابنة أحد الإخوان ولاحطت شيئا غريبا : كثيرات من الأخوات في هذا اليوم قد خلعن الخمار واستبدلنه بـ ( طرحة ) قصيرة ربما كانت الأخت بالأمس فقط تنصح صديقتها بعدم ارتداء واحدة مماثلة لأنها لا تتماشي ولا تتوافق مع شروط الحجاب الشرعي ، وحين حاولت مناقشة هذا المظهر الغريب جائني السبب أخيرا : هذا فرح !!!
هذه التصرفات أو ما يشبهها أنا أراها حالة متكررة من الانحدار من مستوى مرتفع إيمانيا وسلوكيا إلى مستوى منخفض . ولست أتحدث هنا من منطق شرعي عن حكم حلق اللحية أو كشف المرأة لوجهها أو ستره ، وإن كنت آخذ برأي فريق من العلماء في هذه المسألة أو غيرها .
ولكنني أتحدث :
أولا : من منطق الخوف والحب في الله لإخواني وأخواتي فأنا أثق تمام الثقة أن هذه التصرفات إن لم يكن لها مبرر ودافع قوي ( مثل التهديدات الأمنية أو ما شابه ذلك ) فهذه الخطوة – في رأيي – لا داعي لها وإن تمت فأنا أخاف أن تكون بداية الانهيار الحقيقي .
ثانيا : من منطق الغيرة على هذه الجماعة ( الإخوان المسلمون ) التي يحمل كل هؤلاء الأشخاص اسمها وتتحمل الجماعة رغما عنها مسئولية هذه التصرفات .
لذلك أنا أقول أن هذه التصرفات أنا أراها فنا بارعا في الانحدار بطريقة ربما تخدع الشخص نفسه إذا لم ينتبه جيدا .
التوجيه النبوي : كان من دعاء النبي : اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك
مصعب رجب