الدكتور انور حامد – مدونة افكار وخواطر : كتب مقالا جميلا عن تحرير المصطلحات وتحديد المسميات في ضوء الأزمة الأخيرة ، والمقال قد أعجبني وهو في مجمله مقال جيد إلا أن لي بعض التعليقات على المقال .
ولم أرد أن أكتب هنا تعليقي على المقال دون أن أنقل المقال حتى تكون الرؤية واضحة لمن أراد أن يقرأ ... وإن كان هذا يعني طولا مبالغا فيه في هذه التدوينة ... فاعذرونا :) .
-----------------------
الاخوان المسلمون .... الفكرة ....والمؤسسة .......والتنظيم
بقلم : دكتور : أنور حامد
كانت ومازالت جماعة الاخوان المسلمين مثار كثير من التساؤلات والجدل بين ابنائها وخصومها والمهتمين بشأنها وشأن الامة الاسلامية والأمة الوطنية, فتارة يرون انها الامل والمخرج لهذه الامة ولهذا الوطن لما هو فيه ,لماتتمتع به من قدرات بشرية وتجميعية ومرونة تكتيكية , ولايوجد على الساحة غيرها من الاحزاب والتيارات والجمعيات من له القدرة على حشد الجماهير وتحريك الناس , وتارة اخرى يتهمونها بالجمود وعدم القدرة على استثمار الاحداث , وعدم القدرة على التطور ومواكبة العصر والاستفادة من تقنياتة ,وتارة يتهمونها بالتطرف والانغلاق الفكرى الذى يغذى الارهاب وتدعيم حركات العنف فى العراق وافغانستان وفلسطين , وتارة تتهم بالميكيافيلية والسعى وراء المصالح والمكاسب الشخصية والتى جوهرها وراس امرها عندهم هو الوصول للحكم , كل ذلك يتردد من اطياف شتى كل يرى حسب تكوينه الفكرى وارثه الثقافى ودافعه فيما يقول , وأرى ان معظم هؤلاء( مع احسان الظن بالجميع ) لايعرفون الاخوان حق المعرفة بل يخلطون كثيرا بين العام والخاص وبين الفكرة والمؤسسة والتنظيم .
وانطلاقا من الاحداث الاخيرة الخاصة بمكتب الارشاد وموضوع تصعيد الدكتور عصام العريان واللائحة ومااثير حول هذا الموضوع من لغط كثير فانه يتوجب علينا تحرير المصطلحات لتجنب الخلط والتعميم ومن ثم ارسال رسائل قد تكون صحيحة فى مضمونها لكنها تصل الى المتلقى بالخطأ او ربما تضل طريقها الى من يتوجب ان تذهب اليه .
بداية لابد من التفريق بين الاخوان كفكرة ... والاخوان كمؤسسة .....والاخوان كتنظيم .....فالاخوان كفكرة اكبر بكثير من الاخوان كمؤسسة ... والاخوان كمؤسسة اكبر بكثير من الاخوان كتنظيم .....
فالاخوان كفكرة اسلامية وسطية حركية معتدلة يؤمن بها الكثير من الناس فى شتى بقاع الارض ويعمل بنهجها مؤسسات كثيرة فى الكثير من بلدان العالم دون ان يجمعهم بالاخوان اطار تنظيمى او مؤسسى , واعتبرت جماعة الاخوان كل من يؤمن بالفكرة ويعمل بنهجها ,هو امتداد لها وان لم ينتمى تنظيميا لها فى يوم من الايام , وان لم تخاطبه الجماعة يوما , وان لم تكلفه بعمل ما , حتى وان كان هو لايعد نفسه من الاخوان , حتى وان كان له رأى خاص فى التنظيم او فى النهج , وهذا من عوامل المرونة والسعة فى الاخوان الذى تستطيع به التواصل والتوافق مع الاتجاهات المختلفة فيما بينها والمختلفة مع الاخوان وهذا مايميز الاخوان عن غيرهم , وبهذا تعتبر جماعة الاخوان ان رصيدها فى المجتمع وبين العلماء والدعاة ومن داخل الاحزاب والهيئات كبير جدا وهذه هى الميزة الكبرى للاخوان فى القدرة على التجميع.
اما الاخوان كمؤسسة فهو الاطار العملى والمسار الدعوى من خلال الهيئات المجتمعية التى تمارس الجماعة عملها وتؤدى من خلالها مهامها , وهذه المؤسسية عند الاخوان اوسع وارحب واكبر من التنظيم , وهذه المؤسسات قد يكون منها المؤسسات الاخوانية ومنها الغير اخوانية منها مايتبع التنظيم ومنها مالايتبع التنظيم ,بل قد تكون مؤسسات تتبع حركات اسلامية اخرى وهنا تظهر قدرة الجماعة على التعاطى مع النماذج المناظرة فاعتبرت كل مؤسسة او حركة فى بلد من البلدان تتبع نفس الفكر والنهج انها امتداد للجماعة ولاتقيم الجماعة لها هيئة ولاكيان فى هذا البلد والنماذج على ذلك كثيرة عالميا ودوليا مثل الجماعة الاسلامية بباكستان وحزب الرفاه وحزب العدالة والتنمية فى تركيا وحركة النهضة فى تونس .... وغيرها , كما ان مؤسسية الجماعة جعلت من العمل المؤسسى للجماعة فى الاقطار والبلدان المختلفة يخضع لاعراف البلد وقوانينه وظروفة دون تدخل او املاء لتوجهات او قرارات من قيادة الجماعة مادام الجميع يؤمن بالفكرة ويلتزم بالنهج العام للجماعة , وقد يتخذ الاخوان فى قطر من الاقطار توجها يناسب ظروفهم واحوالهم بالتقدم او التاخر او التوقف دون انتظار القرار من مكتب الارشاد ( مع الوضع فى الاعتبار الاطر التنظيمية والعلاقات التشاورية فى مختلف القضايا للجماعة عبر مختلف البلدان ) , والعمل المؤسسى الاخوانى يسع كل الاخوان سواء كانو اعضاء فى التنظيم ام خارج التنظيم ويسع كذلك غير الاخوان , ويتسع كذلك ربما لغير المسلمين , ولقد كانت مؤسسة الاخوان تضم مسيحيا يعمل مستشارا شخصيا للامام البنا , ومؤسسة الاخوان الان تضم د رفيق حبيب كمحلل ومستشار سياسى , وتلك هى مؤسسة الاخوان الكبرى والتى هى ارحب من عقول الكثيرين واوسع من صدورهم .
اما الاخوان كتنظيم : فهو الهيكل الادارى والتنظيمى للجماعة والذى يخضع للائحة الداخلية للجماعة , وهو هيكل متراكب متداخل ومتشعب , يصعب فكه وتركيبه , هذا الهيكل التنظيمى يدير التنظيم لكنه لايدير المؤسسة بل يعمل على استمرار العمل المؤسسى ويدفع به الى التوسع والانتشار , قد تستمر المؤسسة فى العمل بعيدا عن التنظيم ولكن قد لاتدوم وربما تنحرف عن الهدف , فالتنظيم هو ضابط الايقاع للمؤسسة والمحفز والدافع لها لكنه لايدير عملها بصفة مباشرة .
هذ التنظيم يعتمد فى تكوينه على سلامة الفكرة وسلامة النفس , والقدرة على العطاء والتضحية وتحمل التبعات وهذه الصفات لاتختبر الابالخبرة وعنصر الزمن ومن هنا كان لكل مسئولية ادارية فى الجماعة خبراتها المطلوبة ( الصفات اللازمة مع عدد سنوات الخبرة ) وكلما زادت درجة المسئولية زاد المطلوب , وهذا حق الجماعة الذى لايمارى فيه احد ولذا حين يتحدث الشباب صغار السن او من ليس لهم رصيد من الخبرة لدى الجماعة ( واعرف كثير من الشباب ممن يتحدثون وينتقدون ليس لهم رصيد خبرة لعمل دعوى واحد تولو القيام به ونجحوا فيه او كان لهم انتاج دعوى ذو قيمة مضافة للجماعة بل كثير منهم لم ينجح ليكون جنديا فى حلقته ولاصاحب راى قوى ومؤثر فى شعبته يصلح من عيوبها ويقيل عثرتها فوجد ضالته فى العمل على الكيبورد ومن خلال الانترنت ) او من يتحدثون من خارج الجماعة لايدركون هذه الحقيقة , او يدركونها ويريدون تجاوزها ظنا منهم ان هذ يثرى العمل ويدفع بدم جديد للجماعة , واقول ان جماعة بحجم وقوة جماعة الاخوان لايمكن لها البقاء بهيكل تنظيمى لاتختبر لبناته وتنتقى وهى تواجه تحديات عاتية داخليا وخارجيا واقليميا , اما من اراد ان يدفع بالدم الجديد والرؤى المختلفة الابداعية للجماعة فعليه ان يدفع بها فى المؤسسة وليس فى التنظيم حيث ان المؤسسة هى التى ستصقل هذه المواهب والزمن يختبرها ومن ثم تتلقفها الجماعة والتنظيم لخدمتها , وهذا لايعنى القول ان لبنات التنظيم كلها ليس بها عيوب او انها فوق النقد او انها قابعة فى اماكنها بالوراثة , فنحن بشر ولايؤمن على حى فتنة , ونحن جزء من المجتمع نتاثر بسالبياته ومميزاته ,ولكن ماذا تقول لمسئول انتقده الافراد واعترضو عليه وعلى ادارته ثم حين اجريت الانتخابات بالاقتراع السرى المباشر فإذا به يفوز بالاجماع ....!!!!!!! اليس هؤلاء هم الجماعة ؟ لماذا لم يختر المعترضون عليه غيره؟ او لماذا اختاروه ؟ او لماذا اعترضوا عليه؟واشتكى المسئولون يوما من احد الافراد من سوء ادارته فماكان من المشكى اليه الاان قال : مش انتو اللى اختارتوه ؟ وانتو اللى انتخبتوه ؟ثم بعدها بشهور فإذا بهم ,هم هم يختارونه مديرا ومسئولا عنهم , اننى اجزم ان هناك مشكلات وان السبب الغالب فيها ليس القيادة بل أؤكد انهم الافراد , فإرجوكم لاترسلو الرسالة الى المتلقى بالخطأ , وكونو جزءا من الحل لاأن تكونو جزءا من المشكلة.
اخيرا : كثر السؤال حول مدى تاثر الجماعة بالاحداث الاخيرة ؟
وهنا كانت الاجابات متنوعة ومتباينة , بين رأى قيادات التنظيم ان هذه الاحداث لاتؤثر فى الجماعة وستزيدها قوة كما مر بالجماعة من احداث اعتى من ذلك ، وبين من يرى ان هذه الاحداث تبدو كالنار تحت الرماد وانها نذير سىء لما هو اكبر ( مافيش دخان من غير نار ) .
واقول ان نظرة كلا الطرفين تبدوا الى حد ما صحيحة فالفريق الاول وهم قادة التنظيم يرون ان هذه الاحداث لاتؤثر على الجماعة ( وهم يعنون بالجماعة هنا التنظيم ) والتنظيم هنا لن يتاثر كثيرا بماحدث وستقوم الجماعة بعمل وضوح رؤية وتحليل للاحداث والتركيز على عناصر الثقة والثبات فى وجه المحن لتفادى اثار هذه الاحداث , بينما يرى الفريق الاخر ان الجماعة ستتاثر ( وهم يعنون هنا المؤسسة والفكرة ) حيث ان هناك اجيال متعاقبة فى الجماعة تختلف فى طريقة التفكير والتعاطى مع الاحداث وان جيل الشباب الحالى واكثرهم من سن العشرينات ودونها وهم يمثلون مستقبل الجماعة وان هؤلاء منهم الغاضبون والغير مستوعبين وبعضهم له مشاكل مع قيادته الوسيطة ومسئوليه , ومع اختلاف معطيات العصر وادواته والانترنت وتقنياته اصبح تاثير هؤلاء على جماعة الاخوان فكرة ومؤسسة اصبح وبات قويا ينذر بالخطر مالم تتدارك قيادات الجماعة والتنظيم ذلك .
نقطة اخرى وهى درجة الخطر التى يتحدثون عنها هل هى المتعلق ببقاء الجماعة او انتهائها ام المتعلق بفوات الفرص وتاخر التمكين وعرقلة المسير بدرجة او باخرى , المناقشات والحوارات معظمها يدور بين فريقين كل منهما يتحدث عن معنى للخطورة والاخر يرد بالاجابة عن معنى اخر , وهذا مااتضح من البيانات الصحفية والحوارات التلفزيونية والتعليق عليها وهو ماأوجد هوة بين الفريقين , وانى لأرى ان الخطورة على المؤسسة من النوع الثانى وليست من النوع الاول , وهذا يدعونا الى اعادة النظر والتفكير جديا فى معالجة الامر .
وقى الله هذه الدعوة والجماعة من كل سوء
د / انور حامد
-------------------------------------
تعليقا على مقال: الإخوان المسلمون .... الفكرة .... المؤسسة .... التنظيم
كتبه: مصعب رجب
بداية : الدكتور انور حامد هو أستاذي وبيننا مودة وحب أسأل الله عز وجل ان يديمهما ولكن ...
كما قال الإمام الشافعي رحمه الله : وما يمنعنا ان نكون إخوانا وإن اختلفنا ؟
الانطباع العام عن المقال : مقال جيد وإن كانت الأسئلة التى يفترض بالمقال أن يجيب عليها قد بقيت عالقة كما هي .
فما زال الفرق بين المؤسسة والتنظيم غير واضح المعالم ، وأنا هنا أتحدث عن الواقع العملي داخل مصر وليس عن الوضع العام للجماعة .
أتحدث عن أقسام مثل نشر الدعوة والطلبة والأخوات والمهنيين وغيرها ... هذه الأقسام هل هي من التنظيم أو من المؤسسة ؟
ولم يتحدث المقال من الأصل عن العلاقة بين رجال المؤسسة ورجال التنظيم .
إذن هو مقال جيد وبه العديد من المحاولات الناجحة لتوضيح الرؤية إلا أنه لا يكفي ونحتاج إلى المزيد .
-------------------------
أما إذا تحدثنا عن المقال بالتفصيل فأنا توقفت فقط عند ثلاث نقاط :
النقطة الأولى : إشكالية العلاقات بين المؤسسة والتنظيم :
قال الدكتور أنور : هذا الهيكل التنظيمى يدير التنظيم لكنه لايدير المؤسسة بل يعمل على استمرار العمل المؤسسى ويدفع به الى التوسع والانتشار , قد تستمر المؤسسة فى العمل بعيدا عن التنظيم ولكن قد لاتدوم وربما تنحرف عن الهدف , فالتنظيم هو ضابط الايقاع للمؤسسة والمحفز والدافع لها لكنه لايدير عملها بصفة مباشرة .
أعتقد أن الواقع يخالف هذا الكلام في كثير من الأحيان .
في كثير من الأحيان يكون على رأس المؤسسات من يدير هذه المؤسسة وهو في نفس الوقت من رجال التنظيم .
ومازالت إشكالية العلاقة بين المؤسسة والتنظيم قائمة : ما هي صلاحيات التنظيم ورجاله داخل المؤسسة ؟ وهل يتساوون مع رجال المؤسسة في المكانة والصلاحيات داخل المؤسسة ؟ أم ان الجماعة تعطي رجال التنظيم أفضلية وأولوية عن رجال المؤسسة في كل الأعمال سواء كانت داخل التنظيم او داخل المؤسسة ؟
---
النقطة الثانية : إشكالية العمل والانتقاد :
قال الدكتور أنور: ( واعرف كثير من الشباب ممن يتحدثون وينتقدون ليس لهم رصيد خبرة لعمل دعوى واحد تولو القيام به ونجحوا فيه او كان لهم انتاج دعوى ذو قيمة مضافة للجماعة ...
... بل كثير منهم لم ينجح ليكون جنديا فى حلقته ولاصاحب راى قوى ومؤثر فى شعبته يصلح من عيوبها ويقيل عثرتها فوجد ضالته فى العمل على الكيبورد ومن خلال الانترنت )
أعلم أن الفقرتين هما في المقال فقرة واحدة ولكن قسمتهما ليكون التعليق واضحا ومحددا :
بالنسبة للجزء الاول :
المفترض في الجماعة (الفكرة والمؤسسة والتنظيم) أن تتقبل كل نصح وتوجيه وإرشاد وتدرسة لا أن ترفضه من حيث المبدأ طالما أن مصدر هذا النقد هو شخص من غير العاملين .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه : الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ... أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
أما الجزء الثاني فلي عليه تعليقان :
الاول : أنه ليس شرطا أن الشاب لم يستطع أن يكون صاحب رأي قوي ومؤثر في شعبته يصلح من عيوبها ويقيل عثرتها أن تكون المشكلة هي في الشاب نفسه ، بل ربما في كثير من الأحيان تكون المشكلة في الذين يرون هذا الشاب خطرا على الدعوة وأن الحل المثالي هو إقصاؤه عن العمل ... ولا أتحدث هنا عن نماذج افتراضية ولكن أتحدث عن أمثلة واقعية منتشرة في اكثر من محافظة ... ولولا أن هذا فعلا من الخاص الذي لا يصح الحديث فيه على العلن لكنت كتبت تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع ولكن يكفي ان أقول أن كثير من الإخوة الأفاضل في شعبتنا الكريمة يحاسبونني على ما أكتبه على مدونتي ومبدأ المحاسبة عندي مقبول ولا شيء فيه ولكن الغير مقبول على الإطلاق أن يحاسبني إخواني الأفاضل على كلمات كتبتها لم يقرأوها وإنما فقط سمعوا من أحد الإخوة أن مصعب يشتم الإخوان على مدونته .... الشاهد أنه ليس دائما لأن الأخ لا يستطيع أن يؤثر في شعبته أن تكون المشكلة عند الأخ بل ربما في كثير من الأحيان تكون المشكلة هي في رجال التنظيم الموجودين في الشعبة .
الثاني : من قال أن العمل على الانترنت وعلى الكيبورد ... هو إفراغ للطاقة وفقط ....
في رأيي أن الانترنت ليس مجرد مجال لتفريغ الطاقات ولكنه باختصار وبكل وضوح : مستقبل الإعلام .
وإذا كانت نظرتنا إلى الانترنت وإلى تواجد شباب الإخوان على الإنترنت أنه مجرد تفريغ للطاقات فهذا - بصراحة - لا يبشر بالخير.
---
النقطة الثالثة : التنظيم ما بين الفعل ورد الفعل :
قال الدكتور أنور: والتنظيم هنا لن يتاثر كثيرا بماحدث وستقوم الجماعة بعمل وضوح رؤية وتحليل للاحداث والتركيز على عناصر الثقة والثبات فى وجه المحن لتفادى اثار هذه الاحداث
من ضمن أكبر المشكلات التي تواجه التنظيم الإخواني - في رأيي - هي أنه في كثير من الأحيان ينتقل من مربع الفعل إلى مربع رد الفعل من خلال انتظار أن تقع المصيبة ليبدأ بعدها العزف على نغمات الثقة والثبات في وجه المحن ... دون أي محاولة لإجراء حوار حقيقي متبادل بين المستويات الإدارية المختلفة من أجل دراسة الأسباب الحقيقية لهذه المحن وبحث الوسائل المختلفة لمعالجة هذه الأسباب واقتلاعها من جذورها .
أتوقع أن تأتي التبليغات الإدارية للإخوان بدون تفاصيل ما حدث وبصياغة لن تختلف كثيرا عن البيانات المنشورة على موقع الجماعة الرسمي : إخوان أون لاين ... وكالعادة ستكون هذه التبليغات مصحوبة بتوجيه للإخوان أن من عنده أي ملاحظة يكتبها ويطلب رفعها لتصل - إذا أراد الله عز وجل - إلى مكتب الإرشاد ... وإن كانت في كثير من الأوقات لا تتجاوز المناطق إلى المكاتب الإدارية أساسا.
باختصار : ما يجب أن يكون الآن داخل التنظيم والمؤسسة - وكلاهما متشابك مع الآخر في رأيي - هو إجراء حوار حقيقي بين المستويات الإدارية المختلفة وبين العاملين في التنظيم والعاملين في المؤسسات حتى وإن لم يكونوا من رجال التنظيم ، ويتم خلال هذا الحوار بحث العلاقة بين التنظيم والمؤسسة ، وبحث تطوير المؤسسة والتنظيم - وكلاهما يحتاج إلى تطوير دائم لا يتوقف - بالإضافة طبعا إلى بحث الأسباب الحقيقية للأزمة الأخيرة وغيرها من الأزمات وبحث كيفية معالجة هذه الأسباب حتى لا تتكرر الأزمات .
-----------------------------
ملحوظة : ألفاظ : الجماعة والفكرة والمؤسسة والتنظيم : هي مستخدمة في هذا التعليق ومعناها هو المعنى المذكور في سياق مقال الدكتور أنور حامد .
جزاكم الله خيرا