الأحد، فبراير 28، 2010

991 يوم من الحصار




بدأ الحصار على غزة يوم
14 يونيو 2007

بعد قرار الكيان الصهيوني
بإغلاق المعابر الموجودة على حدود القطاع

991
يوم على حصار غزة
ويستمر الحصار

شاركونا على FaceBook
مجموعة ألف يوم غزة تحت الحصار

السبت، فبراير 27، 2010

هل يتوقف الحصار ؟

بدأ الحصار على غزة يوم
14 يونيو 2007
بعد قرار الكيان الصهيوني
بإغلاق المعابر الموجودة على حدود القطاع

990
يوم على حصار غزة

ويستمر الحصار

شاركونا على FaceBook
مجموعة ألف يوم غزة تحت الحصار

الاثنين، فبراير 15، 2010

حينما يعلو صوتنا

* مقال في علنية النقد وأسبابها.

---------------

بين الحين والآخر تثار قضية علنية النقد الذاتي ومدى صوابه أو خطأه ، ويحاول كلا الطرفين – المؤيد والرابض لهذه العلنية – أن يفرض على الآخر رأيه بكل ما يملك من وسائل وذرائع .

وأنا أرى أن أهم ما يعتمد عليه الداعمون لعلنية النقد هذه هو ان هذا هو الأمر الواقع أننا ننتقد علنياً بالفعل وأن يجب على الجميع أن يقرّ بوجود هذه العلنية قبل أن يبدأ في معالجتها أو التعامل معها.

وكذلك أرى أن أهم ما يعتمد عليه الرافضون لعلنية النقد هو أن هذه العلنية ما هي إلا خرق للسفينة من الداخل وهدم للبناء وشق للصف ، وهذه المبررات في حقيقتها ما هي إلا استدعاء تلقائي لحمية وعصبية الكثير من المهتمين بالإبقاء على الجماعة وبناءها الداخلي قبل النظر إلى أي اعتبارات أخرى .

ولست هنا بصدد مناقشة رؤيتي لهذه المبررات من الطرفين ، وأنما أنا معنيٌ هنا بالبحث في ما يدفعنا – كمنتقدين علنيا – إلى اللجوء إلى هذه العلنية بموازاة المسار الداخلي أو ربما تجاهل المسار الداخلي والاكتفاء بالنقد العلني .

وفي رأيي أنه إذا سلمنا بحسن النية وتركنا أمر البحث في النوايا إلى من يعلم بها – سبحانه وتعالى – فإنه لا يبقى أمامنا إلا أن نتجاوز الاتهام باتباع هوى النفس أو السعي وراء الشهرة أو السمعة أو حتى المال أو غير ذلك من الاتهامات التي لا أصل لها ولا يقوم عليها دليل ولا تستحق النظر فيها فضلا عن تكلف عناء الرد عليها .

وعليه فإن البحث الموضوعي في أسباب علنية النقد يؤدي بنا إلى الأسباب التالية :

1- الإعذار إلى الله عز وجل .

2- الحرص على الدعوة .

3- تداول الأفكار .

4- التغلب على المعوقات الإدارية .

وفي رأيي أن هذه الأسباب الأربعة هي أهم ما يجعلنا نلجأ لعلنية النقد ونعمد إلى رفع صوتنا أمام الجميع بما نريد إعلانه من اعتراضات .

1- الإعذار إلى الله عز وجل :

قال الله عز وجل :{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ، وقبل أي شئ أنا أؤكد أن الاستشهاد هنا – يقينا – ليس إلا بقول الله عز وجل :{ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} ولا يعني ذلك على الإطلاق أننا نضع الآخر في خانة : { قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} .

كل القضية أننا نؤدي ما نراه واجبا شرعيا وفريضة دينية من التنبيه إلى الخطأ إسقاطا للفريضة عن أعناقنا أمام الله عز وجل أولا وقبل أي شئ آخر .

2- الحرص على الدعوة :

مما لا شك فيه – عندي – أن جماعة الإخوان المسلمين الآن هي من أهم ركائز العمل الإسلامي ليس في مصر وحدها وإنما في كل العالم . ولا شك عندي أن ضعف الإخوان المسلمين يعني يقينا ضعف العمل الإسلامي والدعوة الإسلامية .

وأحسب أن من يرفعون أصواتهم بالنقد علنا من الإسلاميين – سواء من الإخوان المسلمين أو من غيرهم – هم جميعا حريصون على دعوة الله عز وجل ويسعون هم أيضا مثل غيرهم من العاملين للإسلام إلى تطوير وتحديث آليات ووسائل العمل للإسلام بالشكل الذي يرونه صحيحا من وجهة نظرهم .

3- تداول الأفكار :

من أهم ما يميز علنية النقد هو أنها تتيح المجال لمناقشة الأفكار وتداولها على نطاق واسع بما يعطي إمكانية كبيرة لتصحيح هذه الأفكار وتنقيحها إن تم التعامل مع هذه الانتقادات على نحو صحيح .

وتداول الأفكار هو أمر لا يمكن تحقيقه بشكل جيد داخل إطار تنظيمي ما زال محكوما – في كثير من الأحيان – بعقلية ترى أن مجرد تداول الأفكار الانتقادية في غير المستويات الإدارية المعنية بها هو تكوين لجيوب انشقاقية تسعى لتفجير الجماعة من الداخل .

وأما إذا تم الاكتفاء بتداول الانتقادات داخل المستوات الإدارية المعنية بها فقط فهذا وحده كفيل بقتل أي محاولة لتداول الأفكار ، حيث يتم الاكتفاء – في أحسن الأحوال – بالتحقيق في هذه الانتقادات والبت فيها إما بحفظها لحين الحاجة إليها أو برفضها من حيث المبدأ ، دون أي محاولة حقيقية لإجراء حوار خارج المستويات الإدارية المعنية لإدراك طبيعة هذه الانتقادات ومدى صحتها .

4- التغلب على المعوقات الإدارية :

في كثير من الأحيان يكون من أهم أسباب اللجوء إلى النقد العلني كبديل عن النقد الداخلي أو موازيا له أن النقد العلني يُواجَه في كثير من الأحيان بالعديد من المعوقات التي ربما يأتي على رأسها ما يلي :

· تعنت المسئول :

في بعض الأحيان يكون تعنت المسئول سببا في تعويق مسارات النقد الداخلي أو ربما تعطيله تماما في بعض الأحيان .

ومن أهم مظاهر تعنت المسئول ما يلي :

- أن يشترط المسئول المباشر اقتناعه بهذا النقد حتى يقبل – متنازلاً ومتفضلاُ – أن يقوم برفع هذا النقد إلى المستوى الإداري الأعلى .

- أن يشترط المسئول غير المباشر موافقة المسئول المباشر على هذا النقد حتى وإن كان هذا النقد الداخلي موجّها ضد ذلك المسئول المباشر .

- في حالة حدوث شكوى ضد المسئول المباشر إلى المسئول الأعلى إدارياً فإنه كثيرا ما يتم الاكتفاء بإنكار المسئول المباشر (المشكي في حقه) كمبرر لإغلاق الموضوع دون أي محاولة للتحقيق الجدي في الأمر .

- أن تكون كثرة الانتقاد الداخلي مبررا كافيا عند بعض المسئولين لاستبعاد هؤلاء المنتقدين من العمل داخل الإطار التنظيمي إما بشكل غير رسمي أو بشكل رسمي ، والأخير – الرسمي – قليلا ما يحدث داخل الجماعة .

· غياب التغذية العكسية :

وأعني بهذا أن النقد الداخلي في كثير من الأحيان لا يكون له إلا مسار واحد من أسفل إلى أعلى ولا يوجد – غالبا – أي رد رسمي أو غير رسمي على أي انتقاد يتم تقديمه في المسار الداخلي الرسمي .

وربما يبدو هذا الغياب مشتركا بين النقد الداخلي وذلك العلني ، إلا أن النقد العلني يتوفر عنه بميزة مهمة سبق الحديث عنها وهي تداول الأفكار ومناقشتها .

· النقد بعد اتخاذ القرار :

من أهم المعوقات الإدارية التي تمنع الكثيرين من اتخاذ الإطار التنظيمي الداخلي كمسار للنقد هو أن هذا النقد مسموح به ربما قبل اتخاذ القرار لكنه في كثير من الأحيان مرفوض بعد صدور القرار ، ربما بسبب سوء فهم لمصطلحات إدارية وتنظيمية وشرعية مثل الثقة والشورى والانضباط التنظيمي .

ونتجاهل في كثير من الأحيان أن كثيرا من القرارات يتم اتخاذها في مستويات إدارية ضيقة ولا تتجاوز في كثير من الأحيان مجلس الشورى العام أو ربما لا تتجاوز مكتب الإرشاد ، وبالتالي لا يصح منع من لم يؤخذ رأيه في القرار قبل صدوره أن يعترض عليه وينتقده بعد صدوره .

الخلاصة

إننا حين يرتفع صوتنا بالنقد لسنا نسعى لشهرة أو سمعة أو رياء أو حتى نسعى لشق الصف أو بلبلة الأفكار أو إثارة النزاعات والانشقاقات كما يدّعى البعض .

وإنما نحن حين نرفع صوتنا فإننا نفعل ذلك لأننا نرى أن لدينا المبررات المنطقية لذلك ، وقبل ذلك لأننا نرى أن هذه العلنية هي حقٌ طبيعيٌ لنا لا يحقّ لأحد أن يسلبنا إياه .

وإن جماعة تعلن ليل نهار أنها تسعى لمزيد من الانفتاح على المجتمع ، حريٌ بأفرادها أن ينفتحوا على أنفسهم وأن يتقبلوا وجود أفكار مخالفة داخل نفس البناء التنظيمي ، ويفترض بهم أن يقوموا بمناقشة هذه الأفكار وتصحيح ما بها من أخطاء ، لا أن يتم إقصاءها واستبعادها من الإطار التنظيمي دونما أي حوار حقيقي متكافئ مع أصحابها.