الأحد، أبريل 24، 2011

الإخوان بعد الثورة ، ما هو المطلوب ؟

الإخوان بعد الثورة

ما هو المطلوب ؟؟؟

مقدمة :

في المقال الأول من هذه السلسلة حاولت التعمق داخل عقل كل واحد من الإخوان للنظر في نمط التفكير السائد داخل الجماعة ، اتفق معظم القراء على تحليل نمط التفكير بالشكل الذي ذكرته ، وكان الخلاف حول الحكم على هذه الطريقة في التفكير هل هي إيجابية أم سلبية ، لكن المتفق عليه في كل الأحوال أنها موجودة .

 

في المقال الثاني تحدثت عن واقع الإخوان بعد الثورة ، أيضا اختلفنا في تحليل الأحداث ، وإن كنا قد اتفقنا على نموذج السيارة الضخمة التي وإن كانت تملك مميزات تفيدها كثيرا عن غيرها إلا أنها في نفس الوقت تفتقر إلى العديد من الإمكانيات المتاحة للسيارات الأصغر حجما .

 

اليوم في هذا المقال والمقالات القادمة من هذه السلسلة نحاول أن نرسم خريطة يمكن أن تساهم في إرشاد من يريد تطوير الجماعة ونقلها إلى مستوى أرقى وأفضل يعينها على أداء وتحقيق أهدافها ورسالتها لخدمة هذا الدين .

 

ضوابط الحديث عن التطوير

بالنسبة لي حين أتحدث عن أي موضوع يتعلق بتطوير الجماعة فإنني أضع في اعتباري الضوابط التالية :

1-     التركيز على الهدف المطلوب وتوضيحه بشكل جيد مع ترك مساحة واسعة لمتخذ القرار للبحث عن الوسيلة المناسبة لتحقيق هذا الهدف .

2-     إذا تحدثت عن الوسيلة فإنني أتحدث عنها حديثا عاما لا يخوض في التفاصيل ، وإنما أترك هذه التفاصيل لأهلها ، مراعاة للتخصص هذا أولا ، وثانيا لأنه كلما زادت مساحة الحديث في التفاصيل كلما زادت مساحة الخلاف وهو ما نسعى لتأجيله في الوقت الحالي .

3-     حينما أتحدث عن التطوير فإنني أضع في اعتباري دائما أن المستهدف الأول من أي عملية تطوير داخلية يجب أن يكون عقول الأفراد وثقافتهم وليس اللوائح والأشكال الإدارية ، وهذا لأن هذه العقول إذا تطورت واتسعت مداركها فإنها ستطالب من نفسها بتطوير اللوائح والأشكال الإدارية أو على الأقل ستنجح في تخطي العوائق والعراقيل التي ستضعها هذه اللوائح غير المطورة .

4-     التركيز على الفرد داخل الإخوان لأن هذا الفرد هو الممثل الحقيقي للجماعة عند العامة ، وهذا الفرد هو صانع الأحداث ، وهو من ينفذ القرارات التي تصدر له من القيادات ، باختصار .. الفرد داخل الإخوان هو محور الجماعة كلها .

5-     يبقى الحديث عن تطوير الجماعة حديثا عاما لا يناقش التفاصيل وإنما يضع أطرا وضوابط عامة لهذا التفصيل بما يضمن أن يكون هذا التطوير تطويرا حقيقيا وجذريا ويحدث أثرا في واقع ومستقبل الجماعة .

6-     هذا الضابط كان ينبغي أن يكون الأول وليس الأخير ، ولكن آثرت أن يكون آخر ما أكتبه في هذه الفقرة ليكون آخر ما يُقرأ فيبقى عالقا في الأذهان ، يتردد في سمع القارئ فلا ينساه .

أؤمن أن الجماعة كلها بكل ما فيها من أفكار ومؤسسات ولوائح وأقسام .. إلخ ، هذه الجماعة كلها ما هي إلا مجرد وسيلة لخدمة الإسلام ، صحيح أنها وسيلة فعالة وقد تكون الوسيلة الأفضل ، لكنها لم ولن تكون الوسيلة الوحيدة .

ولذلك لا حدود عندي لنقد الجماعة أو لنقد أداءها ، وكما أن الوسائل تقاس بنتائجها ، فإن ما يحكم تطوير الجماعة هو مدى إفادة هذا التطوير للعمل الإسلامي وللدعوة الإسلامية ، ومدى مساهمة هذا التطوير في تعجيل تنفيذ مشروع نهضة هذه الأمة .

ليست هناك تعليقات: