السبت، أبريل 18، 2009

77- كتائب الإخوان العسكرية ... متى تكون ؟

حينما كتبت موضوعي السابق : كتائب الإخوان القادمة ، وفي التعليقات سألني صديقي :

ولماذا البقاء على الإسم ما دام المحتوى غير عسكرى كما تقول؟؟

فأجبته

أتصور أن الإبقاء على الإسم له أكثر من سبب :

الأول : أنه الإسم الذي اختاره الإمام المؤسس وطالما لا يوجد ما يدعونا لنغيره فلماذا نغيره .

الثاني : أن الإسم ما زال يحمل معنى مرتبط بالجندية وهذا المصطلح ( الجندية ) هو الآخر منتشر بكثرة في كتابات الإمام الشهيد حسن البنا ولذلك فمصطلح الكتيبة في حد ذاته عامل مساعد على تعميق الجندية التي هي وحدة الترابط الأساسية بين الإخوان كجماعة .

الثالث : أن مصطلح الكتيبة يجعل عند الإخوان المشاركين فيها نوعا من استشعار المسئولية والمشاركة ولو النفسية للمجاهدين في فلسطين .

وحينها أجابني :

طيب الأسباب كلها اللى انت قلتها دى

توحى بالتجهيز لعمل عسكرى

وليست اعمال مدنية

فهل الإخوان قائمة فى مركزيتها على العمل العسكرى؟؟

ولما لم أفهم السؤال فلت له :

لم أفهم السؤال جيدا

من قال أن إجابتي تعني أن الإخوان قائمة على العمل العسكري ؟؟

فأجابني موضّحا :

بمعنى انت تقول

لأول : أنه الإسم الذي اختاره الإمام المؤسس وطالما لا يوجد ما يدعونا لنغيره فلماذا نغيره .

وأظن ان الإمام البنا اختاره(اى الكتائب) على حد علمى - لكى يعد به الأثنى عشر الفاالمجاهدين الذين سيغزو بهم كل جبار..الخ

والسؤال هنا

لماذا الإستمرار على شكل اسباب وجوده فى المقام الأول هى عسكرية بالرغم من اختلاف الزمان والظروف والأحوال؟؟

الثاني : أن الإسم ما زال يحمل معنى مرتبط بالجندية وهذا المصطلح ( الجندية ) هو الآخر منتشر بكثرة في كتابات الإمام الشهيد حسن البنا ولذلك فمصطلح الكتيبة في حد ذاته عامل مساعد على تعميق الجندية التي هي وحدة الترابط الأساسية بين الإخوان كجماعة .

اذا انت تؤكد ان من ضمن الأهداف الخاصة بالجماعة هى الجندية ، والجندية تعنى التجهيز بطريقة ما - لا اعرف ملامحها التفصيلية - ولكن هى فى اخر المطاف تصب فى الناحية العسكرية البحتة

السؤال هنا

هل فعلا هذه الجندية لها هدف خفى تسعى الجماعة لإستثماره فى المستقبل بمعنى هل ستترجم هذه الجندية الى عمل عسكرى ايضا -لا اعرف ملامحمه التفصيلية-؟؟

الثالث : أن مصطلح الكتيبة يجعل عند الإخوان المشاركين فيها نوعا من استشعار المسئولية والمشاركة ولو النفسية للمجاهدين في فلسطين .

هذا ايضا يؤكد ايضا نفس الكلام الذى ذكرته سابقا

وفى اخر المطاف انا اعنى التالى

فكرة الإخوان المسلمين كفكرة هى قائمة فى مركزيتها او صلبها على انها ستترجم فى اخر المطاف فى عمل عسكرى يمكن للفكرة فى ارض الواقع؟؟

أم أنها فكرة مدنية بحتة تتعامل مع الواقع والمجتمع عبر السبل الشرعية والقانونية؟؟

هذا ما اردته

ارجوا انى اكون قد استطعت أن انقل اليك وجهة نظرى


والحقيقة أنني ترددت كثيرا قبل أن أجيب على هذا السؤال لعدة أسباب :

الأول : أنني لم أنظر للموضوع من هذا المنظور كثيرا من قبل .

الثاني : أن رأيي في التغيير بالقوة لم يتبلور بشكل واضح حتى الآن ولكنه في الغالب سيخالف ما يعلنه الإخوان دائما من أن التغيير بالقوة أمر مرفوض من المبدأ عند الإخوان .

الثالث : أنني على يقين أن هناك من يهوى أن ينفخ في النار ليزيدها اشتعالا وأعني بهم ( المصري ) المخبر اليوم وأتباعه لذلك لا اريد أن أكون سببا في انفراد صحفي يكون عنوانه :

" مدون إخواني (بارز) يعلن أن الإخوان يخططون للحصول على الحكم بالقوة " أو شيئا من هذا القبيل ليجعلوا مني مدون إخواني وبارز أيضا !!!

ولكن ...

لما كان توضيح الأمور وإعلانها بصراحة حتى وإن تسبب في بعض المشاكل الإعلامية هو أفضل من الإبقاء على الغموض الذي يتيح المجال لمزيد من المشاكل الإعلامية فقد قررت أن أجيب عن هذا السؤال ، ولكن قبل أن أجيب أود أن أوضح بعض الأمور :

الأمر الأول : أن رأيي لا يلزم شخصا غيري فضلا عن أن يلزم جماعة بكاملها .

الأمر الثاني : أن رأيي يعتمد أولا وأخيرا على مدى اطلاعي وعلى مدى فهمي لتوجهات وسياسات وقبلهما فكر الإخوان .

بعد ذلك نأتي لإجابة السؤال الذي طرحه صاحبي :

فكرة الإخوان المسلمين كفكرة هى قائمة فى مركزيتها او صلبها على انها ستترجم فى اخر المطاف فى عمل عسكرى يمكن للفكرة فى ارض الواقع؟؟

أم أنها فكرة مدنية بحتة تتعامل مع الواقع والمجتمع عبر السبل الشرعية والقانونية؟؟

وهذا السؤال كان له صياغة أخرى أذكرها أيضا لتكون الإجابة أكثر وضوحا :

هل فعلا هذه الجندية لها هدف خفى تسعى الجماعة لإستثماره فى المستقبل بمعنى هل ستترجم هذه الجندية الى عمل عسكرى ايضا -لا اعرف ملامحمه التفصيلية-؟؟

والإجابة ستكون في عدة نقاط :

أولا : من الناحية القانونية وعلى حد علمي فلا يوجد ما يمنع أن يكون هناك تجمع من الناس من أجل تدريب رياضي بدني ( دون استخدام السلاح ) .

ثانيا : فهم مصطلح الجندية في إطار المعنى العسكري هو في رأيي فهم قاصر وغير واقعي للأمور .

جماعة الإخوان قائمة بشكل كامل على الجندية بمعناها الواسع الواضح جدا في أركان البيعة العشرة عند الإخوان وهي :

الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأخوَّة، والثقة

هذه الأركان العشرة من بينها أركان خمسة توضح معنى الجندية وهي أركان الجهاد والتضحية والطاعة والثبات والثقة .

لذلك معنى الجندية عند الإخوان أوسع من أن يكون مجرد تنظيم عسكري .

ثالثا : فكرة الإخوان قائمة في أصلها ومركزيتها على شمولية الإسلام لكل جوانب الحياة ومن بينها الجانب العسكري بالتأكيد .

رابعا : حدد الإمام البنا رحمه الله خطوات العمل ومراتبه بالشكل التالي :

الفرد المسلم

الاسرة المسلمة

المجتمع المسلم

الحكومة المسلمة

الدولة المسلمة

الخلافة الإسلامية

أستاذية العالم .

ويخطئ تمام الخطأ من يتصور أن هذه الخطوات يمكن أن تتم خصوصا ما يتعلق بالدولة المسلمة وما بعدها بدون قوة تحمي هذه المراحل المختلفة .

وهذا لأنه لابد للحق من قوة تحميه كما قيل قديما .

خامسا وأخيرا : الآن لا يمكن أن أتصور أن الإخوان لديهم تنظيم عسكري يتدرب على استعمال السلاح وما شابه ذلك ولكن في الوقت نفسه لا يوجد ما يمنع الإخوان من تكوين مثل هذا التنظيم إذا دعت الحاجة إليه ، ولا أتوقع أن تكون هذه الحاجة إلا احتلالا لمصر أو فتحا لباب الجهاد في سبيل الله سواء في فلسطين أو في غيرها .

أعتقد أن هذه الإجابة ليست واضحة ولكن هذا ما عندي


الأربعاء، أبريل 08، 2009

76- انتقاءية الدعوة

جماعة الإخوان المسلمين
كثيرا ما يسألني واحد أو غيره من أصحابي سؤالا محددا :
ماذا يفعل من يريد أن ينضم إلى الإخوان ؟
والحقيقة أن هذا السؤال لا يعني لي كثيرا - ليس استهانة بأصحابه - وإنما لأنني حين أجيب على مثل هذا السؤال فغالبا ما تكون الإجابة هي أن الإخوان هم الذين يختارون من يريدون ضمه إلى الجماعة ولابد من البداية أن نؤكد أن الوضع الي يعيشه الإخوان الآن بشكل عام والوضع الأمني بشكل خاص - وإن طال - فإنه سيظل وضعا استثنائيا وليس هو القاعدة .
وقديما عندما كان للإخوان فروع تغطى كل مصر فإن أمر الانضمام للإخوان في غاية السهولة مثله مثل الانضمام إلى أي حزب الآن وربما أسهل ، أما الآن وفي ظل التضييق الأمني الواضح للجميع فإن الإخوان يضيقون واسعا وذلك حرصا على عدم حدوث أي اختراق أمني للجماعة .
وقد صار لي الآن ما يقرب من 11 سنة بين الإخوان وخلالها تعلمت منهم وعنهم الكثير والحمد لله رب العالمين ، وفيما يتعلق بانضمام أفراد جدد للإخوان فإن مصادر الأفراد الجدد عند الإخوان - على حد علمي - هي ثلاثة مصادر :
الأول : أبناء الإخوان وهذا موضوع يستحق الحديث عنه بشكل منفصل فيما بعد .
الثاني : أقسام الأشبال والثانوي والطلبة وهذه أيضا يمكن الحديث عنها بشكل منفصل وليس مجالها الآن .
الثالث : الدعوة الفردية لأفراد الإخوان والمقصود بها الدور الدعوي الذي يمارسه كل أخ على حدة مع من حوله من الناس .
-------------
الدعوة الفردية ... سلبيات وإيجابيات

حينما يمارس أي واحد من الإخوان دوره الطبيعي الذي يفترض به أن يمارسه دائما بالدعوة إلى الله عز وجل وإلى الفهم الصحيح للإسلام فإنه بالتأكيد سيلقى استجابات متفاوتة من الناس ، ومهمة الأخ الأساسية - فيما يتعلق بضم جدد - هي أن يهتم بشكل أكثر تركيزا على واحد أو اثنين من هؤلاء الناس وهم الأكثر استجابة له والأكثر تفاعلا معه ومع دعواته .
وهكذا يختار الأخ من بين من يجيطون به من يجد فيه حدا أدنى من المواصفات الدينية والأخلاقية ليكون هذا الشخص قد وُضع على أول درجة من درجات سلم الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين .
إذن وبكل وضوح فإن عملية الدعوة الفردية هي عملية انتقاءية تعتمد بشكل أساسي على :
- رؤية الأخ وتقديره لذلك الحد الادنى المطلوب أن يوجد في المدعو .
- نشاط الأخ وقدرته على التواصل الفعال وعلى المدى الزمني الطويل مع الناس .
- رغبة المدعو نفسه في البقاء والانضمام للجماعة .
ولو أردنا أن نقارن بين سلبيات وإيجابيات هذا التطبيق الانتقائي فيمكن أن نلاحظ التالي :
  • الإيجابيات :
- هذا التطبيق يعد تدريبا عمليا لأفراد الإخوان على الاندماج والتواصل مع المجتمع .
- هذا التطبيق كجزء من منظومة متكاملة للتربية داخل الجماعة ونادرة الوجود أو معدومة خارجها هو أيضا جزء - في الوقت نفسه - من منظومة حماية الجماعة من أي اختراق أمني يمكن ان يحدث في ظل الوضع الاستثنائي الذي نعيشه الآن داخل مصر كلها وليس داخل الإخوان فقط .
- هذا التطبيق أيضا من الناحية العملية لا يمكن إيقافه - لمنع انتشار فكر الإخوان او لنقل الفهم الصحيح والمتكامل للإسلام في رؤية الإخوان - إلا بطريقة واحدة غاية في البساطة وهي : قتل كل الإخوان أما لو بقى واحد فقط من الإخوان فسوف يحمل هذه الدعوة على عاتقه وبشكل ربما أقوى مما لو كان معه غيره من الإخوان .
  • السلبيات :
- يعتمد هذا التطبيق بشكل واضح على الانتقاءية ، وهذه الانتقاءية تعنى بالتاكيد حرمان الجماعة من بعض الكفاءات التي ربما لا يستطيع أفراد من الإخوان الوصول إليها .
- يعتمد هذا التطبيق أيضا ومن البداية على مدى فهم الأخ لطبيعة الدعوة الفردية ومراحلها وكذلك على مدى تقدير الأخ للحد الأدنى المطلوب من الصفات ، ولابد من وجود اختلاف في التقديرات بين الإخوان .
هذا الإختلاف في التقديرات أو المعايير يؤدي في بعض الأحيان - وإن كان ليس كثيرا - إلى الابتعاد عن واحد يمكن أن يشكل إضافة للجماعة أو ضم واحد لا يشكل في النهاية إلا عبئا على الجماعة .
- هذا التطبيق بعيدا عن القواعد النظام والذي يطالب جميع الإخوان بتقديم أفراد جدد للجماعة بشكل دوري من خلال هرم عددي يعرفه الإخوان جيدا ، هذا التطبيق يصطدم بوضوح بالوضع القائم بالفعل داخل الجماعة وهو أنه كما أنه ليس كل الإخوان يحسنون الخطابة أو الأعمال العامة فكذلك ليس كل الإخوان يحسنون التواصل الطويل مع الأفراد حتى نفترض أنهم جميعا قادرون على أداء هذه المهمة .

دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته