الاثنين، مارس 31، 2008

25- تصميمات قديمة

هذان تصميمان قمت بتنفيذهما من أجل مساندة الإخوان الأربعين المحالين للمحكمة العسكرية في مصر



وهذا تصميم قمت بتنفيذه في الذكرى العشرين لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس



قرار ديموقراطي رقم 1 ( وربما يكون الأخير )

بعد استطلاع الرأي الذي لم يشارك فيه سوى 4 أفراد .
وبعض مشاورة الكثير من الأصحاب والمعارف .
وبعد التفكير الجدي والواقعي قررت التالي :

1- سوف تكون كل مشاركاتي العامة الطويل منها والقصير في مدونة واحدة هي هذه المدونة : كباية شاي .
2- يستمر التجهيز لعمل مدونة عن فلسطين فقط ويشاركني في هذه المدونة آخرون نعلن عن أسمائهم في حينها .
3- أنتظر منكم المتابعة الجيدة للمدونة خلال الأيام القادمة فهي تحمل الكثير من النشاط بإذن الله تعالى .

والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

24- اللمحات الثالثة - لمحات الإحباط


لمحات إحباط :
ورغم أنها لمحات إحباط إلا أنني أحب أن أبدأ بها حتى يفيق النائمون .

لمحة إحباط :
من الدول العربية التي عجزت عن مجرد أن يجتمع قيادات الصف الأول فيها ( إن صح التعبير ) في قمة عربية عادية في دمشق ( حتى وإن كان لهم خلافات مع النظام السوري فهذا ليس مبرر )

لمحة إحباط :
الإحباط من الشباب المصر على أن يبقى سلبيا ولايؤثر مما يحدث من تغييرات في المجتمع .

لمحة إحباط :
أراها تزداد رسوخا في كل يوم أقرأ فيه صفحة أخرى من تاريخ فلسطين وأزداد يقينا أن المسئول الأول عما حدث ويحدث في فلسطين هو الدول العربية وليس الفلسطينيون .


ويبقى الأمل :
ورغم ذلك فإنني أستمد لمحة الأمل وشعاع النور من كلام إمامنا الشهيد الإمام البنا رحمه الله :
" أيها الشباب ... لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين ، وأحلام الأمس حقائق اليوم وأحلام اليوم حقائق الغد "

وأما لمحة الأمل الكبرى فأنا أستمدها من كلام ربنا سبحانه وتعالى :

(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف:110)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

23- أرجو ألا يكون غرورا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد أن أقول :

من الثابت عند الجميع ان أي تحرك شعبي على نطاق جغرافي واسع لن ينجح إلا إذا شارك فيه جماعة الإخوان المسلمين أو على الأقل ربما يقل تأثيره وانتشاره ( التحرك ) بين الناس .

وفي ضوء هذه النقطة التي يكاد يكون عليها إجماع بين الجميع ( ويدخل في هذا الجميع الجميع وعلى رأسهم : أمن الدولة ثم الأحزاب وأخيرا كفاية والحركات المماثلة مواطنون ضد الغلاء وغيرهم ) أنا أريد أن أتسائل :

ماذا ينتظر الإخوان ليعلنوا أنهم سيشاركون في الإضراب يوم 6 أبريل

ماذا تبقى من محن تصيب الشعب حتى يتحرك الإخوان من أجل هذا الشعب ؟
العيش ... خلاص بح
الزيت ... خلاص بح
الفول ... خلاص بح
الوظايف ... خلاص بح
طيب الشعب يعمل إيه ؟
ينتحر
يقتل نفسه
يولع في نفسه بجاز ؟
حتى الجاز خلاص .... بح بح بح بح

لابد ان يتحرك الإخوان فبدونهم لن تكون لهذا الإضراب أي نتيجة مؤثرة ؟

والآن أعيد سؤالي مرة أخرى :
لماذا لايشارك الإخوان في إضراب 6 أبريل
أرجوا ألا يكون غرورا
لأنه إذا شعر الإخوان ولو ليوم واحد بالغرور وبأنهم قد أصبحوا الفصيل الذي لايمكن الاستغناء عنه في الوسط السياسي المصري فلعنة الله على الظالمين وإنا لله وإنا إليه راجعون فإنه يمكن ساعتها أن نقول :
لقد انهارت دعوة الإخوان التي اسسها الإمام البنا رحمه الله تعالى .
لذلك
أرجوا ألا يكون غرورا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأحد، مارس 30، 2008

22- النصر قادم ولكن بشرط


من اليقين عندي - والمفترض عند كل مسلم - أن النصر قادم
ولكن الشرط هو : " إن تنصروا الله ينصركم "
تصميم جديد في ذكرى استشهاد الشيخ الشهيد أحمد ياسين

ملحوظة : اضغط على الصورة لعرضها بالحجم الكامل

الخميس، مارس 27، 2008

21- اللمحات الثانية

اللمحات الثانية : حول وفاة جدي كامل
هذه اللمحات كتبتها بعد وفاة جدي بيومين ( يوم الخميس 20/3/2008 )
لمحة صبر :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(( ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبض صفيه فصبر إلا الجنة )) فنحن نحتسب عند الله عز وجل جدي العزيز ونصبر عسى أن يرزقنا الله بصبرنا الجنة .

لمحة وفاء :
عمي الحاج عبد العزيز هو نسيب جدي ( والد زوجة خالي ) ومع ذلك فإنه - جزاه الله كل الخير - كان متواجدا معنا يوميا حين كان جدي في المستشفى كما تواجد معنا يوم الوفاة منذ إعلان خبر الوفاة الساعة 9:30 صباحا وحتى بعد صلاة الجنازة ولم ينصرف إلا الساعة 5:00 مساءا تقريبا ليعود لنا مرة أخرى في نفس اليوم حوالي الساعة 8:00 مساءا بعد صلاة العشاء .
وفي اليوم الثاني للعزاء جاءنا عمي الحاج بعد العصر ولم ينصرف إلا بعد المغرب .
وفاء منا له أقول له : جزاكم الله خيرا .

لمحة شكر :
من لم يشكر الناس لم يشكر الله ...
أتقدم بخالص الشكر لكل من شاركونا وقدموا لنا واجب العزاء وهم كثيرون نحسب أن الله سيجعل لهم هذا العمل في ميزان حسناتهم .
وأخص بالشكر :
الدكتور علاء عبد الرؤوف والأستاذ الحسيني إبراهيم والإخوان : أحمد حسني ومحمد حسني وعبد الله حسني وأحمد رأفت وصلاح مسلم ومصطفى حازم والدكتور سالم عبد العزيز والأستاذ الحسيني الغربي وغيرهم الكثيرون ....

لمحة يقين :
نحن على يقين بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك لذلك لا نقول إلا ما يرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون .

لمحة حمد :
الحمد لله على كل حال والحمد لله في السراء والضراء : أحسب ان دخول جدي إلى المستشفي قبل الوفاة كان فضلا ونعمة من الله عز وجل الذي لم يرد لنا أن نفجع في مصابنا بأن يموت فجأة وإنما كان للأمر مقدمات نحمد الله عز وجل عليها .

لمحة حب :
جدتي - الله يعطيها الصحة - أصيبت بصدمة يوم الوفاة فلم تنطق بكلمة إلا مع الوالد الكريم المهندس رجب وكان السؤال الوحيد الذي سألته عنه هو كالتالي :
جدي ظل في المستشفي تقريبا لمدة 18 يوم فهل عليه صلاة في هذه الأيام وإن كان عليه صلاة فهل يجوز لها أن تقضيها عنه ؟
أحسب أنها لمحة الحب بين الزوجين والتي لا يصح أن أكتب بعدها كلاما آخر


هذه اللمحات كتبتها اليوم الثلاثاء ( 24/3/2008 )
لمحة نور :
في بعض الأحيان قد نضطر آسفين إلى أن نقول كلاما لم نكن نريد قوله وقد نضطر آسفين إلى أن نرتكب أفعالا لم نكن نتوقع في يوم من الأأيام أن نقوم بها لذلك .... كل الاعتذار والتحية والتقدير للإخوة والأخوات في فريق النور ( ولا تطلبوا مني تفسيرا لهذه اللمحة بالذات )

لمحة فخر :
في ذكرى استشهاد الشيخ الشهيد أحمد ياسين
( 22/3/2004 ) لابد للجميع أن يفخر ... لابد أن نفخر أنه مسلم وأنه مجاهد كما لابد بالتأكيد أن نفخر أننا ننتمي معه لدعوة الإخوان المسلمين .

لمحة يقين :
" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " حين تعلن الحكومة الصهيونية أنها ستوقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ( عباس - فياض ) إذا تفاوضت السلطة مع حركة حماس فهذا يدفعني إلى اليقين بأن الحوار هو الصواب وأن هذا الحوار فيه من الخطر على وجود اليهود ما يكفي ليدفعهم لرفضه قبل أن يبدأ .

لمحة عزة :
السيد حسن نصر الله أعلن أن الرد على اغتيال الحاج عماد مغنية قادم لا محالة وأن زوال هذا الكيان الصهيوني قادم لا محالة وهذا أمر يدعو الجميع للعزة ( بعض النظر عن عقيدة الرجل ) لأن ما عرفناه عن هذا الرجل وأمثاله أنه إذا قال صدق وإذا وعد أوفى ...

ملحوظة : ما زال باب التعليق مفتوحا حول التدوينة التي كتبتها من يومين عن أمي رحمها الله .
دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


20- أمي التي أعرفها - الحلقة السادسة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم الحلقة السادسة من الحديث عن أمي رحمها الله عز وجل واليوم أتحدث عن ما بقي لي من
لقد كانت أمي رحمها الله مدرسة بكل ما تحمل الكلمة من معاني ورحم الله القائل
أمي رحمها الله عز وجل .
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
وأنا أحسب أن عوامل نشأة أمي رحمها الله وعوامل تربينها قد أعدتها إعدادا يجعلها ممن يدخلون في إطار هذا البيت من الشعر .
لقد تعلمت من أمي الكثير كما تعلم منها غيري كثيرون وما تعلمته من أمي ربما لا يكون كلاما محددا ولكن أثره يظهر عمليا حين أجد نفسي في مواقف أتذكر حينها إحدى نصائح أمي والتي غالبا ما تكون على صواب ولكن ما أريد أن أتحدث عنه فقط هو أربعة عناصر كان لأمي رحمها الله الفضل الأول فيها رحمها الله تعالى .
ما تعلمته من أمي
تعلمت من أمي رحمها الله الكثير ومن هذا الكثير :
قيمة القرآن الكريم - العلوم الشرعية - القراءة والكتابة - الخطابة

أولا : قيمة القرآن الكريم :

أهدتني أمي رحمها الله تعالى مصحفا كتبت لي في أوله :
ابني الغالي ... وحبيبي ... ونور عيني ... :- أهديك هذا الكتاب : إنه نور الدنيا والآخرة فبالله عليك ... اتخذه لك نورا ... يكن لك عزا . ( اضغط على الصورة للتكبير )
رحم الله أمي كانت كلماتها القليلة تحمل من المعاني الكثير والكثير :
هذا القرآن نور الدنيا والآخرة واليوم صرت أحفظ قول الله عز وجل : "
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) " المائدة ( 15-16) هذا القرآن نور الدنيا والآخرة واليوم صرت أعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : « اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ ». رواه الإمام مسلم بسنده من حديث أبي أمامة الباهلي .
اليوم صار هذا الأمر مؤكدا لي أكثر مما كان مؤكدا من قبل واليوم صرت أؤمن أن ما قالته أمي وما أوصتني به كان صوابا .
أوصتني أمي : اتخذه لك نورا يكن لك عزا : ووالله ما هنّا على كل الأمم وما هانت قيمتنا على أنفسنا إلا بعد ان ابتعدنا عن مصدر النور الرباني وهو القرآن الكريم ... والله أنا على يقين أن عزة هذه الأمة لن تكون إلا بعودتها إلى كتاب الله سبحانه تعالى كما قالت أمي رحمها الله : اتخذه لك نورا يكن لك عزا .

ثانيا : العلوم الشرعية :

بحكم دراستي الأزهرية فقد كان من المقررات الدراسية علينا بدءا من الصف الأول الإعدادي علوما شرعية هي العلوم التالية : النحو – الصرف – الأدب والنصوص – البلاغة – التفسير – الحديث – التجويد – العقيدة – الفقه . وكان من أهم هذه العلوم التي أحتاج إلى توضيح بعض النقاط الغامضة فيها علم الفقه ، وفي المرحلة الإعدادية كنا ندرس كتاب الفقه الميسر للشيخ السيد الطنطاوي ( شيخ الأزهر ) وفي المرحلة الثانوية كنا ندرس كتاب الإقناع في حل ألفاظ متن أبي شجاع وهو كتاب في الفقه على المذهب الشافعي . وكثيرا ما كنت أتوقف أمام الكثير من المسائل المختلفة في أبواب الفقه وخصوصا في فقه الطهارة وفقه الصلاة وكانت أمي رحمها الله خير عون لي على تفهم مثل هذه المسائل فكانت تشرح لي ما أتوقف أمامه وأحسب ان هذا العمل كان مما دفع المرء إلى التعمق أكثر وأكثر في مجال العلوم الشرعية وأنا أحسب أن أول من أدين لهما بالفضل فيما أعلمه من العلوم الشرعية بعد الله عز وجل هما أمي رحمها الله وخالي الأستاذ عبد الخالق كامل فجزاهما الله عز وجل عني خير الجزاء .

ثالثا : القراءة والكتابة :

علمتني أمي رحمها الله ان أقرأ في أي مجال ولأي كاتب وقد كنت في مرحلة من المراحل يمكن أن تسموني : دودة كتب كنت أقرأ أي شيء عن أي شيء في أي وقت وكنت كثيرا ما أتناقش مع أمي رحمها الله فيما أقرأ وكانت توضح لي بعض ما يغيب عني وكانت توجهني إلى ما أريد من مصادر تزيدني معرفة في موضوع معين أسألها عنه . والحمد لله عندنا مكتبة متوسطة الحجم ولكن فيها من الكتب القيمة ما يرفع قيمتها كثيرا وكانت أمي تنصحني بالقراءة كثيرا لأن هذه القراءة هي المصدر الأساسي للمعرفة ومهما تنوعت المصادر فإن نهايتها في كثير من الأحوال إلى القراءة .
ومن أهم الكتب التي لم أكن لأكمل قراءتها دون دعم امي وتشجيعها كتاب التاريخ الشهير :
البداية والنهاية للإمام ابن كثير رحمه الله فما كنت لأكمل قراءة هذا الكتاب ( 13 جزء ) دون ذلك الدعم المعنوي والتشجيع من أمي رحمها الله . لذلك أنا أنصح الجميع بالقراءة صغارا وكبارا وأنصح كل الأمهات والآباء ( وخصوصا الأمهات ) بتشجيع الأبناء على القراءة لأنها ( القراءة ) تعلم القارئ الكثير والكثير .

رابعا : الخطابة :

الحمد لله لقد حصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في الإلقاء والخطابة مرتين حتى الآن : مرة في 2006 والثانية في 2008 ( هذا العام ) والمرتين من خلال المسابقات التي تقيمها وزارة التعليم العالي لطلاب المعاهد العليا والجامعات . وأنا أذكر أن أول ما تعلمته في فن الخطابة كان من أمي رحمها الله فقد كان أبي ( منذ زمن مضى ) خطيبا وكنت أستمع لأمي رحمها الله وهي تصحح لأبي بعض ما وقع فيه من أخطاء أثناء الخطب . وحين بدأت الحديث في المسجد في الخواطر في شهر رمضان وكنت تقريبا في الصف الثاني الثانوي كانت أمي تستمع لما قلت ثم توجهني إلى الأصح كما كانت تنقل لي تعليقات الكثيرات ممن لم يكن متاحا لي أن أتعرف مباشرة إلى آرائهن . ورحم الله أمي كانت تشجعني إلى الحديث في أي مكان حتى ولو لم يكن هو المكان أو المسجد الذي اعتدت الحديث فيه . كنا يوما نفطر في بلد أمي ( صفط زريق ) في رمضان وبعد الإفطار وقبل الذهاب لصلاة التراويح اقترحت أمي علي أن أتحدث للمصلين في فترة الاستراحة بين الركعات وأخبرتني أن من يتحدث في أحد المساجد يمكنه أن يتحدث في كل المساجد وأنني ينبغي أن أنقل للناس ما أعلمه من الدين وإن قل وبالفعل تحدثت للناس يومها وأذكر انني قد حدثتهم عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم : «
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ ».ومن الطرائف أنني يومها كنت أقرأ هذا الحديث من صفحة كاملة من كراسة في يدي ورغم ذلك فقد استجاب الناس للحديث وكان هذا مشجعا لي أن أتحدث بعد ذلك مرات ومرات . واليوم أنا أخطب الجمعة في أحد المساجد وأنا أقول أن الفضل الأول في إزالة الرهبة من المنبر يعود بعد الله عز وجل إلى أمي رحمها الله تعالى .

أنا أقول في نهاية الحديث أنه إذا كان من نصيحة إلى الأمهات فهذه النصيحة هي أن تبحث كل أم عن مهارات أبناءها وتنميها وتوجهها في الاتجاه الصحيح لأن هذا التوجيه هو ما يبقى في نفوس الأبناء مهما طال الزمن .

إلى هنا أكون قد انتهيت من الحديث عن أمي وإن كان الحديث عن امي حديث لا ينتهي لكن يبقى أمران مهمان :

الأول : أن من يبقون في الذاكرة يبقون ليس لأسمائهم وإنما لأعمالهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو له رواه الترمذي بسنده عن أبي هريرة وقال حَسَنٌ صَحِيحٌ. وأنا أحسب ان أمي رحمها الله قد تركت اثنين على الأقل من هذه الثلاثة ولذلك أنا أقول أن سيرة أمي تبقى بين الناس طالما بقى من تعلموا منها أي شيء وطالما قام هؤلاء بنقل ما تعلموه إلى غيرهم .

الثاني : أن حديثي أنا عن أمي قد انتهي ولكن يبقى المجال مفتوحا لمن أراد أن يكتب عن أمي رحمها الله وأنا أعلم أن الكثيرين كان لهم مع أمي رحمها الله مواقف لا تنسى والآن أدعوهم ليكتبوا هذه المواقف كما يريدون .

جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأربعاء، مارس 26، 2008

20- امي التي أعرفها - الحلقة الرابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم الحلقة الرابعة من الحديث عن أمي التي أعرفها ... أم جهاد رحمها الله تعالى .

تحدثنا في الحلقة السابقة عن أمي في البيت وبدأنا بالحديث عن أمي وكيف كانت تتعامل مع أبي
واليوم ما زلنا داخل البيت ولكل ننتقل إلى مكان آخر ومعنى آخر .

في بيتنا أم
ثانيا : أمي وأهل أبي :
بدون الخوض في أي تفصيلات جانبية لا داعي لها وهي الآن في ذمة التاريخ فإنه قد كان هناك بعض الخلافات بين أبي وإخوته وبعيدا عن هذه الخلافات وتفاصيلها ومن المخطئ فيها ومن المصيب - رغم أن لي رأيا في هذه الأحداث - إلا أن لي تعليقين على موقف أمي رحمها الله خلال هذه الفترات التي كانت بها هذه الخلافات .
أولا : يعلم الله عز وجل ان أمي قد لاقت من الإيذاء النفسي الكثير ( وهو أشد من الأيذاء البدني ) ورغم ذلك فقد كانت أمي رحمها الله تحرص على أن تتعامل مع الجميع بكل احترام وعلى رأس هؤلاء الجميع حماتها التي كانت كثيرا ما ترعاها أمي في بعض فترات مرضها حين كانت تأتي إلى بيتنا رغم ما كان بينهما من خلافات .
ثانيا : وهذا أمر لا أظن أن كثيرات من أمهات هذا الزمان قادرات عليه - وهو امر اود ان اؤكد عليه اكثر من مرة - فقد كانت أمي رحمها الله أكثر الناس حرصا على أن يظل الأبناء بعيدا عن خلافات الأبناء ولذلك لم تكن أمي لتقبل ان يتحدث أحدنا عن أحد أعمامي بشكل غير لائق سواء كان هذا الحديث في وجود أبي او غيابه بل أكثر من ذلك لم تكن أمي رحمها الله تسمح لنا من حيث المبدأ بمناقشة ما بين أبي وإخوته من خلافات بل وكانت في بعض الأحيان تعاقب من يفتح هذا الموضوع وهذا التصرف من أرقى وأعظم التصرفات التي كانت أمي رحمها الله تداوم عليها .

أنا أقول :
ينبغي على كل أب وأم أن يحرصا على التالي :
- خلافات الآباء لا دخل للأبناء فيها هذا إن كنتم تريدون لهذه الخلافات أن تنتهي اما أن تغرسوا في عقول وقلوب أبنائكم العداوة من الصغر فلا تتوقعوا أبدا أن تحل هذه الخلافات .
- احرصوا دائما على ان تتعاملوا مع الجميع بالحسنى متمثلين قول الله سبحانه وتعالى : " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "

جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

20- أمي التي أعرفها - الحلقة الخامسة

مازلنا في بيتنا ومازال الحديث متصلا عن الوالدة الكريمة رحمها الله وبعد أن تحدثنا عن أمي وتعاملاتها مع أبي وأمي وتعاملاتها مع أهل أبي نأتي للجزء الثالث وهو تعامل أمي رحمها الله مع الأبناء .

في بيتنا أم

ثالثا : أمي وأبنائها وبناتها :

1) أمي مع البنات :

رحم الله أمي كانت دائما تحرص على أن تكون في كل واحدة من أخواتي عدة صفات ربما هي موجودة بالفعل فيهما لكن بنسب متفاوتة وهذه الصفات أراها صفات مطلوبة من حيث المبدأ في كل فتاة مسلمة ، هذه الصفات هي :

· الفهم الواضح للدين الإسلامي كتشريع :

وبعيدا عن أنني وإخوتي كلنا أزهريون فإن أمي كانت حريصة جدا على أن تعلـِّم أخواتي الفقه الإسلامي بشكل جيد وخصوصا فقه النساء .

وربما تكون المشكلة عند بعض الأمهات أنهن لا يملكن من المؤهلات الشرعية ما يمكنهن معه أن يعلمن بناتهم مثل هذه الموضوعات من الفقه والحل من وجهة نظري يكمن في :

أن تحرص الأخوات العاملات في قسم الأخوات المسلمات من الجماعة على نشر هذا الفقه بين الأمهات كما تحرص الأخوات الطالبات على نشره بين زميلاتهن ( طبعا بشكل صحيح والأمر مرهون بضوابطه الشرعية ) ومع استمرار هذا الأمر سوف ينشأ جيل من النساء يفهم هذا الفقه بشكل جيد وتنقله كل واحدة من بنات هذا الجيل إلى بناتها وهكذا ... .

· الالتزام الخارجي بشروط الحجاب الشرعي :

حرصت أمي رحمها الله على أن تغرس في أخواتي الحرص على الحجاب وعلى أن يكون بضوابطه الشرعية فكانت تحرص رحمها الله على أن تتأكد كل واحدة من أخواتي بنفسها من أن حجابها لا يكشف شيئا مما يجب ستره وتتأكد من أن الجلباب أو العباءة التي ترتديها أختي ليست ضيقة بشكل يحدد تفاصيل جسدها إلى غير ذلك مما ينبغي أن تحرص عليه كل فتاة مسلمة

ولعل من المناسب هنا أن أشير إلى الموقع الرائع الذي دلتنا عليه الأخت خديجة عبد الله وهو موقع حملة حجابي حجاب والحملة وإن كان نطاق عملها في الأردن إلا أن أفكارها ومبادئها قابلة للتطبيق في كل مكان .

· العلاقات الاجتماعية :

حرصت أمي رحمها الله على أن تغرس في أخواتي وخصوصا الأخت الكبرى (جهاد ) أن تكون لها علاقات اجتماعية عالية مع كل الناس وكانت دائما ما تؤكد لنا رحمها الله قولا وعملا على قول معاوية رحمه الله : ( لو كان بيني وبين الناس شعرة ما قطعتها إن شدوها أرخيتها وإن أرخوها شددها ) وهذه الصفة أنا أراها من أهم الصفات التي ينبغي أن تتواجد في الفتاة المسلمة وخصوصا الأخت التي تدعو إلى الله عز وجل فإن هذه العلاقات هي المسار الأساسي بل وأحيانا ربما يكون الوحيد الذي يمكن من خلاله أن تنشر الأخت فكرتها الإسلامية بسهولة تتناسب طرديا مع قوة هذه الروابط والعلاقات الاجتماعية .

هذه بعض الصفات التي أود أن أركز عليها لأنني أراها غائبة بعض الشيء عن مجتمعنا المصري وخصوصا مجتمع الأخوات المسلمات ( وربما تكون نظرتي قاصرة بعض الشيء ) ولكن هذه الصفات أراها مهمة جدا أن تنتشر بين النساء بوجه عام وبين الأخوات المسلمات ( من جماعة الإخوان المسلمين ) بوجه خاص .

ولا يعني أن حديثي قد اقتصر على هذه الصفات أن الوالدة رحمها الله لم تهتم بغيرها من الصفات بل إن الوالدة رحمها الله حرصت على غرس الكثير من الصفات الطيبة في كل من تعاملوا معها سواء كانوا من أبنائها وبناتها من الرحم أو كانوا من أبناءها وبناتها من أبناء الدعوة وهم كثير والحمد لله رب العالمين . \

2) أمي مع الأبناء :

تعاملت أمي رحمها الله معنا بأسلوب أنا أراه – في ضوء ما قرأت بعد وفاتها رحمها الله – من أرقى الأساليب التربوية التي غرست فينا الكثير .

كانت أمي رحمها الله تعاملنا على أننا رجال البيت في غياب الوالد وكانت رحمها الله تحرص على غرس الكثير من القيم التي تدعم هذا المعنى وتقويه وكثير من هذه الصفات أراها ربما غابت عن كثير من الشباب بل والرجال في هذا المجتمع الذي نعيش فيه ، وهذه القيم كثيرة ولكنني أذكر منها فقط بعض ما أراه مهما لكل الشباب اليوم :

· المشاركة في أعمال المنزل

كانت أمي رحمها الله تحرص على أن تغرس فينا عمليا كيف أن الرجل ليس من يجلس على مائدة الطعام لتخدمه المرأة بل ينبغي عليه أن يساعد في تجهيز الطعام وتنظيف مائدة قدر استطاعته وقد أخبرتني أمي ذات يوم أن من علمها مع غيرها من الأخوات هذه القيمة كان شيخنا الأستاذ وجدي غنيم .

أخبرتني أمي رحمها الله أنها كانت في لقاء في الإسكندرية يحاضرهم فيه شيخ الإسكندرية الأستاذ وجدي غنيم وكان هذا من سنوات قبل رحيله عن مصر وكانت المحاضرة عن تربية الأبناء وأخبرهن الأستاذ أن من ضمن وسائل التربية أن تغرس الأم في أبناءها الذكور قيمة المشاركة في أعمال المنزل لأن مثل هذه المشاركة تعلم الابن الإيجابية والتواضع وصفات أخرى كثيرة ليس هذا مجال ذكرها .

ومن العجيب والبسيط في نفس الوقت أن أمي رحمها الله لم تواجه المشكلة التقليدية عند عدم مشاركة الأب في أعمال المنزل فيقارن الأبناء ( خصوصا الذكور ) بينهم وبين أبيهم ، لقد حلت أمي المشكلة ببساطة شديدة من خلال أمرين مهمين :

الأول : أن الوالد في بعض الأحيان كان ومازال يشاركنا في أعمال المنزل قدر الإمكان مما قلل من فرص حدوث مثل هذه المقارنة .

الثاني : أن أمي بسطت لنا الأمر فعلمتنا أن الجهد المبذول لا ينحر فقط فيي وضع الطعام وغسيل الأطباق ولكن الأمر أكبر من ذلك فكل من يؤدي عملا يستفيد منه أهل المنزل هو بذلك يشارك في أعمال المنزل ولذلك فإن أبي يشارك في أعمال المنزل عن طريق عمله الذي يحضر منه النقود التي نستخدمها في المنزل .

· العلاقات الاجتماعية :

حرصت أمي رحمها الله على أن تشجعنا على تكوين العلاقات الاجتماعية لأنها كانت ترى – وأنا كذلك – أن هذه العلاقات هي الرصيد الذي نملكه في هذه الحياة وكلما زاد حجم هذه العلاقات كلما زادت خبراتنا الحياتية التي نكتسبها في المقام الأول من تعاملاتنا مع الناس .

· تحمل المسئولية :

حرصت أمي رحمها الله على أن نتحمل المسئولية من الصغر لذلك حرصت على أن أكون وأخي مع الوالد في عمله ( المقاولات ) بالقدر الذي تسمح به دراستنا ويعلم الله عز وجل كم من الخبرات التي استفادها المرء من التعامل مع الناس ومن العمل في المهن المختلفة والفضل الأول في هذه الخبرات يعود بعد الله سبحانه وتعالى إلى الوالدة رحمها الله فجزاها الله عنا خير الجزاء .


الحلقة القادمة موضوعها خاص بي أنا فسوف أحدثكم عما تعلمته من أمي رحمها الله .

مصعب رجب

الثلاثاء، مارس 25، 2008

20- أمي التي أعرفها - الحلقة الثالثة ....

كنت قد بدأت الكتابة عن أمي " أم جهاد " رحمها الله تعالى فحدثتكم عن نشأتها وحدثتكم عن أمي في مدرستها كأستاذة وأعجبني وأفرحني ما لقيته من تجاوب من زوار المدونة سواء عن طريق التعليق المباشر أو الرسائل الخاصة لي وإن شاء الله سوف أكمل الكتابة ولكن أود أن أوضح نقطة مهمة جدا : أنا لا أذكر كل ما كانت أمي تفعله فهناك الكثير من الأمور التي يمنعني منها أنها تمس أشخاصا بعينهم أو أن هناك دواعي أمنية معينة تمنعني ان أشير إلى هذه المواقف لذلك ليعذرني الجميع حين أمتنع عن الاستفاضة في الحديث عن بعض المواقف ... بقيت نقطة أخيرة : هناك الكثيرون ممن يزورون هذه المدونة كانت لهم معرفة شخصية بأمي رحمها الله ( وهذا شرف لي ولمدونتي أن يزوروها ) ولكن أرجوا أن تحتفظوا بذكرياتكم مع أمي رحمها الله لفترة من الزمن لن تطول إن شاء الله وبعدها سوف أدعوكم لتكتبوا وتقولوا عن امي رحمها الله ما أردتم أن تقولوه أما الآن فأنا أرجوا من الجميع ألا يكتفوا فقط بالدعاء لأمي ( جبع جزاكم الله خيرا على الدعاء وتقبله منكم وجعله في ميزان حسناتكم ) ولكن أود أن أعرف رأيكم ما أذكره من آراء وتعليقات على ما كان يحدث من مواقف في حياة أمي رحمها ... أريد مكم ( لطفا وفضلا لا أمرا ) أن تناقشوني في رأيي أيضا فهذه رسالتي التي أود أن تصل إلى كل واحد فيكم من خلال كتابتي عن أمي رحمها الله .... جزاكم الله خيرا .

في بيتنا أم
اليوم أحدثكم عن أمي رجمها الله في بيتنا وربما يكون هذا الحديث طويلا ( وهو كذلك بالفعل ) ولكنه لن يكون إن شاء الله تطويلا مملا أو لا داعي له بل إنني مع الإطالة اكون قد اخترصت كثيرا من الأحداث كما أنني أكون مقصرا في حق أمي رحمها الله .

أولا : أمي وأبي :
حرصت أمي رحمها الله على أن تكون شريكة مع أبي في كل حياته وأشهد لها أنها كانت دائما بجانبه في كل الأحوال ولا أذكر فيما عشته من حياتي بينهما أن أمي قد غضبت من أبي يوما فتركت بيتها إلى بيت أبيها وإنما كان أقصى ما يمكن أن يحدث أن تنام أمي في غرفة وينام أبي في غرفة أخرى ولم نكن ندرك ( ونحن كنا صغار في ذلك الوقت ) أن هناك خلافا بين أمي وأبي ولكن أمي هي التي أوضحت لنا هذا الأمر قبل وفاتها بشهور حين كانت توصي كل واحد فينا بما يفعله في بيته بعد زواجه ، ولذلك لا أستغرب أن أبي كان لايدري كثيرا عن تفاصيل البيت ( أو هكذا كنت أرى ) فقد كانت شئون البيت كلها مع أمي رحمها الله .

كانت أمي رحمها الله مدبرة لشئون البيت ( وخصوصا الأمور المالية ) حتى أننا لم نحس يوما أن هناك مشاكل مالية تواجه الوالد في عمله ( رغم أنها حدثت كثيرا ) ولكنها كانت تحرص دائما على أن يكون هناك احتياطي من النقود في المنزل للطواريء .

كانت امي رحمها الله تحرص على أن يكون هناك يوم في كل أسبوع لا تطبخ فيه طعاما جديدا وإنما كانت تقوم بتسخين ما تبقى عندنا من طعام الأسبوع وكان لها في ذلك هدفين أخبرتنا بهما أكثر من مرة :
الأول : كانت تريد منا ألا نتعود على التبذير في كل حياتنا وخصوصا في الطعام .
الثاني : كانت دائما ما تذكرنا أن هناك غيرنا لايجدون ما ياكلونه وأنا أذكر أننا كنا في هذه الفترة نعاصر أحداثا كثيرة فيها هذا المعنى ( الصومال - أفغانستان - الشيشان - سراييفوا - البوسنة والهرسك - فلسطين - حصار العراق اقتصاديا ) هذا إلى جانب أنها كانت دائما ما تذكرنا أن لنا جيرانا يعيشون طوال الأسبوع بخمسة جنيهات أو أقل ولابد لنا أن نحس بهم .

كانت أمي حريصة على أن تحمل عن أبي الكثيرمن مشاكل البيت ومشاغله وهذا التصرف وإن كان جميلا وصالحا إلا أن تحمل أمي لعبء البيت عن أبي طوال الوقت كان له من السلبيات ما بدا واضحا عند وفاة أمي رحمها الله فقد بدا واضحا في حينها ان أبي لا يعلم الكثير عن حياة كل واحد منا بينما كانت أمي رحمها الله تعرف كل صغيرة وكبيرة عن كل واحد فينا .
لذلك أنا أرى :
أنه ينبغي على كل زوجة أن تحرص على أن يكون الزوج متابعا لحياة أبناءه ولو بشكل جزئي وأن يشاهد الأبناء أثرا فعليا من الأب بأنه يعرف عن حياتهم الكثير وسواء كان هذا الأثر في صورة سؤال الأب لأبناءه عن دراستهم أو أن يوجههم الأب في شكل نصيحة مباشرة فهذا لا يعنيني كثيرا ويختلف باختلاف ظروف كل بيت ولكن لابد أن يكون الأب متابعا لأبناءه ، وهذا له تأثيران إيجابيان مهمان :
الأول : في حالة لاغياب الزوجة لن يجد الأب نفسه في مأزق انه لايدري شيئا عن حياة الأبناء .
الثاني : ألا يتعود الأبناء الاستغناء عن الأب في كل أمور حياتهم بل لابد ان تبقى بعض الأمور التي لا ينبغي أن يتخذ الأبناء فيها قرارا قبل الرجوع إلى الأب في وجود الأم .

أمي وأبي والخلافات الزوجية :
من الأمور المهمة التي لابد أن أذكرها أيضا : أنني طوال حياتي بين أمي وأبي لم ألحظ يوما أن أمي وأبي قد اختلفا مع بعضهما ( رغم أنهما كانا يختلفان مع بعضهما في بعض الأمور ) ولكن أمي رحمها الله كانت حريصة على ألا تتعدي خلافات الزوجين باب حجرتهما وكانت تحرص أكثر على ألا يتدخل الأبناء في خلافات الأب والأم وهذا أمر ربما يغيب عن كثير من البيوت فنجد البيت قد تحول إلى ساحة معركة حربية الأب وبعض الأبناء ( غالبا الذكور ) في جهة والأم وبعض الأبناء ( غالبا الإناث ) في الجهة المقابلة وتدق طبول الحرب .

أخيرا : تعرض أبي للاعتقال ذات مرة لعدة أيام في أثناء أحداث انتخابات مجلس الشعب 2000 ولكن أنا وإخوتي وكل اهل أبي وكل أهل أمي لم نعلم الخبر إلى تقريبا في عام 2005 أي بعد خمس سنوات وحينما ناقشت أمي في هذه النقطة أذكر أنها قالت لي أننا كنا في دراسة وكان هذا الخبر سيؤثر على دراستنا بدون داعي لذلك فضلت أمي ان تنتظر بضعة أيام فإن لم يخرج أبي أعلنت الخبر والحمد لله خرج أبي قبل أن تعلن أمي هذا الخبر .

أكتفي بهذا القدر وفي المرة القادمة أحدثكم إن شاء الله عن أمي وكيف كانت تتعامل مع أهل أبي .
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاثنين، مارس 24، 2008

20- أمي التي أعرفها - الحلقة الثانية....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم أحدثكم للمرة الثانية عن أمي رحمها الله ، وكما قلتت لكم من قبل فإن الحديث عن أمي حديث شيق يطول ولكنني أكتب مواقف من الذاكرة فلربما يفوتني بعض الأشياء التي ألتمس منكم أن تعذروني فيها .


أمي ومدرسة النجاح

تخرجت أمي والحمد لله من كلية تربية قسم أحياء وتم تعيينها مدرسة علوم في مدرسة النجاح الإعدادية المشتركة بديرب نجم .

دخلت أمي هذه المدرسة بصفتها أستاذة العلوم فكان دورها داخل المدرسة أكبر من ذلك بكثير ، والحقيقة أن معظم معلوماتي عن هذه الفترة لم يكن مصدره هو أمي رحمها الله وإنما كان مصدره آخرون عاصروا هذه الفترة من حياتها .

من المواقف التربوية المتميزة التي ما زلت أذكرها لأمي رحمها الله :
أنها كانت تحاسب الطلاب والطلابات في أول الحصة على الصلوات الخمس في اليوم السابق كما كانت تحرص على أن يحفظ التلاميذ ما يتيسر لهم حفظه من كتاب الله تعالى .
ولعل هذا هو الدور الذي أتخيله لأستاذ يقضي مع الطالب وقتا أكثر مما يقضيه هذا الطالب مع أبيه ولو أدرك الأستاذ أن هذا الأمر يدخل في باب ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ما فرض أستاذ في أداء هذا الواجب وحرص كل أستاذ على غرس كل ما يستطيع من قيم لا أشك لحظة واحدة في أنها تبقى في نفوس هؤلاء الطلاب مهما طال بهم الزمن .

من الطرائف التي حدثت في هذه الفترة : ان أحد تلاميذ أمي في هذه المدرسة هو عمي محمد أخو والدي ( وكان هذا قبل الزواج ) . كانت أمي أستاذة عمي حتى ترك المدرسة وكما حكت لي أمي فإنه كان متفوقا جدا في الدراسة إلا أنها كان كثيرا ما يفرط في الصلاة .

ولعل من الأمور التي تدعوا للتعجب والسرور في نفس الوقت أن أمي نجحت في أن تغرس في طلابها قيمة : " قل الحق ولو على نفسك " لذلك كما حكي لي عمي وحكت لى أمي فإن طلابها حين كانت تسألهم عن صلاة الفجر ( أو الصبح ) كان من لم يصل يعلن عن ذلك رغم علهم المؤكد بأن ذلك سوف يؤدي إلى عقابهم لتركهم الصلاة .


رحم الله أمي وجعل هذا العمل في ميزان حسناتها .

المرة القادمة إن شاء الله أحدثكم عن أمي في بيتنا وكيف كانت تتعامل معنا .

حتى نلتقي ... دمتم بخير
ولكم مني كل التحية والاحترام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأحد، مارس 23، 2008

20 - أمي التي أعرفها - الحلقة الأولى ...



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ...نعم الأمر وبكل بساطة هو كما ترون وكما فهمتم من الصورة السابقة ...

بكل بساطة ...
لقد قررت أن أكتب عن أمي

ولن أكتب عن أمي مجرد تدوينة واحدة وإنما العديد من التدوينات القادمة سوف تتحدث عن أمي رحمها الله .

أمي هي الأستاذة نبيلة كامل عبد الخالق ( أم جهاد ) من مواليد قرية صفط زريق مركز ديرب نجم محافظة الشرقية .
لها من الإخوة خمسة عبد الخالق وأشرف ومصطفى ( والآخير توفي من مدة تزيد على 10 سنوات ) ومرفت وسميرة .
كانت أمي رحمها اله هي الأكبر بين أخوتها وكما هي العادة في مصر وخصوصا في الريف فإن البنت الكبرى تتحمل الكثير من مسئوليات البيت وأشغاله .

وكما حكت لي أمي رحمها الله وكما حكت لي جدتي وخالاتي فإن أمي رحمها الله شاركت وبفاعليه كبيرة في تحمل هذه المسئولية .
كانت أمي رحمها الله تشارك في مهام البيت وتساعد إخوتها في دراستهم وأيضا كانت تهتم بدراستها هي .
يضاف إلى ذلك أن جدي رحمه الله كان قد سافر فترة من الزمن للعمل في السعودية لتتحمل أمي وجدتي قدرا آخر من المسئولية في ذلك الوقت .

ودخلت أمي كلية التربية جامعة الزقازيق قسم أحياء وتعرفت هناك على دعوة الإخوان المسلمين وكان لمسيرها في ركب هذه الدعوة المباركة عدة أسباب وعوامل :

العامل الأول : التربية :
وأنا أعتبره العامل الأهم على الإطلاق فقد حرص جدي رحمه الله على أن يغرس في أبناءه القيم الإسلامية الصحية مما جعلهم أرضا طيبة ينمو فيها نبت هذه الدعوة المباركة ولذلك لا أتعجب أن كل أخوالي وخالاتي ماعدا خالي مصطفى رحمه الله كلهم يسيرون في ركاب هذه الدعوة المباركة .

العامل الثاني : الدعاة إلى الله عز وجل :
وقد كان من أهم الدعاة الذين أثروا في أمي رحمها الله سواء بشكل مباشر أو غير مباشر الحاج إبراهيم أبو طالب وكان من إخوان ديرب نجم رحمه الله والشيخ على متولي ( يعطيه الله الصحة والعافية ) وهو من إخوان أبو حماد

العامل الثالث : الصحوة الإسلامية :
في هذا الوقت بدأت تنتشر في مصر كلها وخصوصا في الجامعات موجة الصحوة الإسلامية التي حمل لواءها في ذلك الوقت شباب وشيوخ الإخوان المسلمين وكانت الدعوات تنصب كلها على العودة إلى المظاهر الإسلامية وعلى العودة إلى تطبيق شرع الله عز وجل في كل نواحي الحياة ويمكن أن نقول أن هدف الإخوان في ذلك الوقت هو تكوبن الفرد المسلم وأعتقد أن من أبرز من تكونت فيهم بالفعل صفات الفرد المسلم والذين يحملون هذه الدعوة على اكتافهم الآن : المهندس خيرت الشاطر ( جامعة المنصورة ) والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان ( جامعة القاهرة ) وغيرهم الكثيرون من دعاة ورموز الإخوان الذين كان انتشارهم اكثر إقليمية وعلى نطاق أقل انتشارا من الأسماء السابقة .

قبل هذه العوامل كلها يأتي العامل الأهم على الإطلاق والذي لابد من ذكره قبل كل شيء وهو قول الله عز وجل :
" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء "

في المرة القادمة إن شاء الله أحدثكم عن أمي رحمها الله في فترة بعد التخرج
وحتى نلتقي لكم مني أطيب التمنيات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مصعب رجب

الجمعة، مارس 21، 2008

قرار ديكتاتوري رقم 552435634512576932.04543863

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

تجاوبا مع آمال وتطلعات شعبنا المناضل وحرصا على مستقبل هذه الجماهير الغفيرة التي تنهال من كل حدب وصوب نحو المدونة قراءة وكتابة وإيمانا منا بأن الخطأ لابد من إصلاحه وأنه رغم وجود الصواب فدائما هناك الأصوب فقد قررنا الآتي :

1- عمل مدونة جديدة اسمها لمحات : هذه المدونة أكتب فيها تعليقات سريعة على بعض المواقف التي قد تحدث لي في حياتي العامة وتعاملاتي مع الجمهور .

2- الإبقاء على المدونة الحالية : كباية شاي . على أن تكون المدونة الرئيسية لي وفيها أكتب المقالات التي قد يعتبرها البعض طويلة بعض الشيء والتي سأحرص على أن تكون متخصصة تناقش الواقع وتحلله إن شاء الله .

3- إعادة فتح المدونة التي قمت بعملها منذ زمن لعرض إبداعاتي الفنية التي ليس لها مثيل لا على كوكب الأرض ولا في المجموعة الشمسية كلها وسوف أحرص إن شاء الله على أن أزودها كل فترة بما هو جديد من الإبداعات المتواصلة إن كان في العمر بقية .

4- قررت أن أفتح في أول شهر مايو مدونة جديدة تتحدث عن فلسطين والتي أدعوا الله عز وجل أن تكون إضافة متميزة وهي ليست جهدا منفردا لي وحدي ووإنما معي آخرون أعلن عنهم في حينها إن شاء الله .

5- قررت أن أنهي بحث أصول الفقه خلال الأسبوع القادم وأرفعه على الشبكة لمن يريد الإطلاع عليه .

هذا والله الموفق

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

والله أكبر ولله الحمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الإعلامي لكتائب التدوين الإسلامي
فرع أبو أسامة المصري

الأحد، مارس 16، 2008

19- اللمحات الأولى - لمحات وخلفيات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اليوم لن أتحدث عن موضوع محدد ولكن هي لمحات في موضوعات كثيرة :

اللمحة الأولى : كل عام وأنتم بخير بمناسبة مولد خير الأنام صلى الله عليه وسلم وأنا ألاحظ أنه تقريبا يصر أعداء النبي على ان ينشروا ما يسيء إليه صلى الله عليه وسلم كل عام في ذكرى مولده ولا أدرى هل هو أمر مقصود أم أنها صدفة خير من ألف ميعاد

اللمحة الثانية : كنت أريد أن أحثكم عن أمي رحمها الله ولكن أنا ( وبكل صراحة ) في حيرة من أمري ما بين أن الحديث عن يوم الام يدفعني للحديث عنها وما بين أنني أميل كثيرا إلى الرأي الذي يقول ان عيد الأم بدعة لا نبغي أن نوافق عليها كأمة مسلمة .

اللمح الثالثة : على إحدى القنوات الفضائية تتصل إحدى الفتيات بمذيعة برنامج أعاني وتطلب أغنية للمطرب المشهور : تامر حسني . المذيعة سألتها : اشمعنى تامر حسني ؟ ردت البنت بكل بساطة : أصل أنا بحبه جدا في الله
ولا أدري ما معنى أن تحب فتاة أحد الشباب ( حتى وإن كان تامر حسني ) في الله
والحقيقة أنا في حيرة من أمري لا ادري هل أفرح لأنها تحاول أن تربط حياتها بالدين أم أحزن لأنها لم تفهم المعنى الحقيقي للحب في الله
وهل هذا الموقف يعبر عن مبشرات الانتصار بالقرب من الله عز وجل أم أنه يعبر عن عوامل الهزيمة بعدم الفهم لهذا الدين وخلط المفاهيم ومحاولة إكساب بعض الأفعال شرعية زائفة . عموما سوف أتحدث مرة أخرى عن هذه النقطة بالذات .

اللمحة الأخيرة : في الكلية قبل أن يبدأ الدكتور المحاضرة ذهبت إلى بعض الزملاء وطلبت من كل واحد منهم جنيه تبرع لفلسطين وخلال ربع ساعة فقط أو أقل كان قد تجمع معي حوالي 80 جنيه وللعلم فليس كل الأشخاص دفع جنيها واحدا بعضهم قلت له : أريد جنيها تبرعا لفلسطين فأخرج عشرة جنيهات والآخر قلت له : نحن نجمع التبرعات لفلسطين فأخرج لي 50 جنيها وأعطاها لي .
أعتقد أن هذه فعلا هي مبشرات الانتصار .

جزاكم الله خيرا على سعة صدوركم واحتمالكم لي في هذه اللمحات
وأتمنى أن أرى تعليقاتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاثنين، مارس 10، 2008

18- شهداؤنا طريق الانتصار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم يكون قد مر أربعة أيام ( الجمعة - السبت - الأحد - الاثنين ) على عملية القدس البطولية الي قام بها أحد الاستشهاديين حين اقتحم مدرسة توراتية لا تخرج إلى المجرمين من اليهود واستطاع أن يصل إلى مكتبة المدرسة ليقتل عشرة ويصيب ما يزيد على الاربعين - وهذه الأعداد مشكوك فيها لأن مصدرها هو اليهود وهم ليسوا أهلا للثقة - وبعد ذلك استشهد المجاهد البطل ليلقى ربه شهيدا نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله .
ما أريد أن أتحدث عنه الآ هو بعض توابع هذه العملية الرائعة :
أولا : إغلاق الضفة :
أعتقد أن إغلاق الضفة الآن أو فرض الحصار عليها قد وحد الكثيرين ممن كانوا بظنون أن السبب في حصار غزة هو أن حماس هي التي تحكمها والآن صار واضحا أن الهدف من هذا الحصار هو تركيع الشعب الفلسطيني وكسر شوكة المقاومة وصمودها وإلا فليخبرني أحدكم ما لا أعلمه عن حماس التي استطاعت ان تنقلب أيضا على الشرعية الرئاسية لتكم الضفة هي الأخرى .

ثانيا : إدانة محمود عباس وفريقه لهذه العملية البطولية :
أعتقد أيضا أنه قد بات من الواضح جدا من هو الحريص على مصلحة الشعب الفلسطيني ومن هو الحريص على مصلحة الصهاينة .
حينما يعلن عباس أن هذه العملية خطأ لا يوجد ما يبرره فإنه بالتأكيد لا يحرص بكلماته هذه على مصلحة الشعب الفلسطيني .
حينما يطالب الرئيس عباس أجهزته الأمنية بأن يطلقوا النار على من يرونه يطلق الصواريخ على اليهود فهو بالتأكيد لا يحرص بذلك على مصلحة الشعب الفلسطيني .
حينما يقوم السيد سلام فياض ليس فقط بجمع أسلحة المقاومة وصواريخها وإنما أيضا إرشاد الصهاينة إلى أماكن إطلاق هذه الصهواريخ فهذا ليس بالتأكيد حرصا على مصلحة الشعب الفلسطيني .
الأمثلة كثيرة للأسف وكلها بالتأكيد ليست في مصلحة الشعب الفلسطيني .

ثالثا : لغة الانتصار ولهجة الانكسار :
أعتقد أنه قد آن الأوان ليتحدث الجميع بلغة الانتصار وأن نتحدث عن قوتنا وصمودنا وعزتنا .
لابد أن نفخر جميعا بما يقوم به هؤلاء الأبطال على أرض فلسطين .
ولا يعني هذا أبدا أنني أستهين بآلاف الشهداء والجرحى من كل الفئات والمراحل العمرية ، لا يعني هذا الكام أبدا أنني أستهين بهم ولكن مهما كانت التضحيات عظيمة وغالية فإن الوطن أعظم وديننا ومقدساتنا أعلى وأعظم ألف مرة ، ومهما كانت الخسائر المادية والبشرية فادحة فإن خسارتنا النفسية - إن حدثت وهي لن تحدث إن شاء الله - ستكون أفدح .
هذه الكلمات موجهة إلى الجميع ..
إلى الإعلاميين
إلى المدونين
إلى الشباب في الجامعات حين يتحدثون عن فلسطسن
إلى كل من يتحدث في قضية فلسطين .
دعونا نثبت للجميع أننا أمة صامدة أقوى من الظلم والظالمين .
دعونا نبث الأمل في نفوس قومنا .
دعونا نتحدث عن انتصارات المقاومة قبل أن نتحدث عن خسائر الشعب .
دعونا نتحدث عن إنجازات هذا الشعب الصامد في وجه الطغيان
دعونا نتحدث عن ذلك وكفانا حديثا عن الهوان
كفانا حديثا عن الأطفال التي تمموت كل يوم بل كل ساعة .
كفانا حديثا عن النساء التي لا تجد من يغيثها .
كفانا حديثا عن معتصم مات ولم يعد هذا زمانه .

دعونا نصنع بكلماتنا ألف صلاح الدين وألف معتصم يقود هذه الأمة .

إخوتي في الله ...يا كل من تهتمون بفلسطين وتتحدثون عنها ...
لتكن كلماتكم روحا ونورا يسري في هذه الأمة .
لتكن كلماتكم حربا على اليهود لا على الفلسطينيين
لتكن سيوفكم وسنان حرابكم موجهة ضد اليهود لا ضد الفلسطينيين .
دعونا نثبت لكل العالمة أن أمة الإسلام أمة تثور من أجل كرامتها
تثور من أجل دينها
تثور من أجل مقدساتها .
دعونا نعلن للعالم كله أن المقاومة هي السبيل الوحيد للحرية والتحرير .
والله أكبر ولله الحمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الأحد، مارس 09، 2008

17- نقد للإخوان - د/عبد الحليم قنديل

الدستور - السبت 8/3/2007
إدانة الاعتقالات الهمجية للإخوان واجب وطني ، ونقد السلوك السياسي لجماعة الإخوان - أيضا - في حكم الفريضة الوطنية .
واعتقالات الإخوان تبدوا مقطوعة الصلة بسلوكهم السياسي فهم يبدن تهادنا غريبا مع السلطات ، ورغم اللين البادي لا تتوقف الاعتقالات ربما لأن غريزة البطش لدى السلطات أقوى من بقايا العقل المتآكل ، وربما لأن غريزة شفط الثروة والسلطة أقوى من دواعي التقدير الميداني ، وهو ما يجعل التعاطف مع الإخوان المعتقلين موقفا متصلا بنقاوة الضمير الإنساني ، بينما السلوك السياسي للإخوان مثير لتحفظ أمثالي ممن لا يصح وصفهم بعداوة منهجية للجماعة المظلومة ، فالإخوان قرروا المشاركة في انتخابات المحليات وربما يورطهم هذا - عن غير قصد - في جريمة تجميل وجه النظام وخداع الناس وتصوير الأمر كأننا قد نكون بصدد انتخابات فيها احتمالات بينما النتيجة المحققة معروفة سلفا وهي أنه لن يسمح بفوز إخواني واحد في مهزلة المحليات ، وقيادة الإخوان حرة طبعا في أن تقرر ما تحب ، لكننا - فقط - ننبه إلى الخطأ الذي سبقوا إليه بالمشاركة في اتخابات الشورى الأخيرة ، وم يسمح لهم بفوز مرشح واحد ، وكان الأجدى أن توجه طاقة الإخوان لعمل وطني أنفع للناس كأن يشاركوا في مظاهرات الغضب السياسي أو في تمردات الغضب الاجتماعي ، وحتى يكون صوت اعتقالهم مسموعا باتساع الشارع لا أن يبدو كخبر معزول في صفحة الحوادث .
وقد تفاءلنا خيرا بمشاركة الإخوان في قرارات إضراب الأطباء وأساتذة الجامعات ثم تبين - كما نشرت الصحف - أن الإخوان ليسوا متحمسين تماما للإضراب ، بل إن بعضهم يتهم السباقين في الدعوة إلى الإضراب أنهم يريدون التصعيد ، وهذه لغة أمنية لا تليق بجماعة سياسية وتثير ظنونا تسيء للإخوان بعامة ، وتصورهم في وضع موانع الصواعق ضد النظام ، وفي سياق صفقات ضمنية لن يكتب لها التحقق ، كان يتصور الإخوان - في قيادة بعض هيئات التدريس - أن التراجع قد يفيد في أحكام براءة تصدر لصالح متهمين في المحكمة العسكرية ، ونتمنى ألا تكون الظنون في محلها ، فهي تصور الإخوان كأن لهم أمل إبليس ، وتحجز طاقة الإخوان عن المشاركة بعمل يليق في معركة الغضب المصري ، وتحبس كوادر الغخوان في المخازن ، وكأنهم يتحركون لكسب مقاعد في النقابات أو في مجالس إدارة هيئات التدريس ، وليس لهدف إلا لتجميد الهيئات المدنية وشل أدوارها الديمقراطية المفترضة وجعلها ملاجيء إيواء اجتداعي وخدمي صرف ، وهو ما يؤدي بالطبيعة إلى دعم نظام يضطهد الغخوان أولا ، ويعاملهم بطريقة عنصرية تماما ويسعى لشطب وجودهم بحملات الاعتقال والمحاكم العسكرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى مقال الدكتور عبد الحليم
وأعتقد أنه قد آن الأوان بعد مرور 3 أيام من فتح باب عدم الترشيح للمحليات أن يراجع الإخوان ( وأنا أقصد هنا القيادة العامة متمثلة في مكتب الإرشاد ) أنفسهم ويقرروا أي اتجاه سيسيرون فيه وأى طريق سيختارون .
بصراحة أنا أوافق على كل كلمة قالها الدكتور عبد الحليم في هذا المقال .
أعتقد أنه آن الأوان بعد ما يزيد على 600 معتقل أن يبدأ الصدام السلمي مع هذا النظام الفاسد الذي لم يعد هناك فائدة تذكر من وجوده بيننا .
في انتظار آراءكم
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاثنين، مارس 03، 2008

16- على خلفية الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أر هذه الرسوم المسيئة التي يتحدثون عنها حتى الآن رغم أنها نشرت من قبل ولا أريد أن أراها ويكفيني أن الخبر قد ورد من مصدر أنا أثق في صدقه مثل الدكتور القرضاوي حفظه الله .
ما أريد أن أتحدث عنه بخصوص هذه الرسوم هو أمرين :
الأول : تعليق على شعار إلا رسول الله .
والثاني : تعليق على الدعوة لمفاطعة البضائع الدنماركية .

إلا رسول الله
هذا الشعار رفعه الكثيرون من محبي رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرون منهم رفعوه وهم لا يدركون حقيقة معناه ودلالته .
من المعلوم عند أهل العربية أن كلمة " إلا " هي أداة استثناء
فيكون معنى هذا الشعار أن كل شيء يهون إلا رسول الله
يهون ديننا ولا يهان رسول الله
تنهب ثرواتنا ولا يهان رسول الله
تضيع مقدساتنا ولا يهان رسول الله

أنا لا أقلل أبدا من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم لا أشك في أن مسلما يتردد في أن يضحى بكل ما يملك وروحه فداءا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن
عندنا من المقدسات الكثير والكثير إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذا إن صح أننا نقدس رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
عندنا أرض المسلمين التي يحتلها الغاصبون .
عندنا دماء المسلمين تسفك كل يوم بل كل دقيقة في كل بلاد المسلمين التي يحتلها الغاصبون .
عندنا فلسطين
عندنا القدس
عندنا الأقصى
كل هذه وغيرها مقدسات لا يصح أبدا أن نتنازل عنها فكلها لها أهميتها عند كل مسلم .
لذلك أرى أنه من الخطأ أن نستخدم شعار : إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

مقاطعة البضائع الدنماركية
أسمع أصواتا تتعالى بأن المقاطعة لا طائل لها ولا فائدة منها وليس لها تأثير وأسمع أصواتا بأنه يجب على من يقاطع أن يقاطع كل شيء بدءا من القمح الأمريكي وحتى الكمبيوتر الأمريكي والبرامج الامريكية .
أيها الأحباب :
من المبادئ الثابته في الفقه الإسلامي : ما لا يدرك كله لا يترك كله ، وقد قال الله عز وجل : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
فلا يصح شرعا أن نقول أن من لا يستطيع مقاطعة كل المنتجات فلا يقاطع ولا منتج واحد هذا كلام غير صحيح
ربما لا أستطيع تغيير سياسة الدولة ( في هذه المرحلة ) حتى تقاطع القمح الأمريكي
ولكن أستطيع أن أتخلى أنا عن الجبنة الدنماركية
ربما لا أستطيع التخلي عن الوندوز الأمريكي ولكن أستطيع التخلي تماما وبدون بدائل عن البيبسي والكوكاكولا والشيبسي والشيكولاتة جالكسي .
ربما لا نستطيع التخلي عن الأدوية ولكن نستطيع التخلي عن شاي ليبتون .
هذه خواطر سريعة على خلفية الإسائة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

أما ما يجب علينا عمليا فأنا أراه على النحو التالي :
1- أن يرفع الجميع شعار فداك يا رسول الله بدلا من إلا رسول الله وأن نسعى لنشر هذا الشعار بين الناس .
2- أن نعيد إلى أذهان الجميع مبدأ المقاطعة بتأصيله الشرعي وأن يسعى كل فرد من المسلمين ليجيب ويرد على ما يتردد بين الناس من شبهات حول المقاطعة .

جزاكم الله خيرا
دمتم بخير
في انتظار تعليقاتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته