جماعة الإخوان المسلمين الآن في وضع حرج جدا وتقريبا علاقاتها مع كل التيارات السياسة محتقنة بشكل كبير .
السبب الأساسي في ذلك يعود – في رأيي – إلى أن هناك خللا في عملية الرؤية من هذه التيارات السياسية إلى الإخوان ، فمعظم التيارات السياسية لا تستطيع أن تستوعب طبيعة الجماعة وطبيعة تكوين العقل الجمعي ونمط التفكير الحاكم لأفراد الجماعة ، كما أنها لا تستطيع أن تستوعب أيضا آليات اتخاذ القرار داخل الجماعة .
وإذا كانت هذه التيارات لا تستطيع استيعاب وتفهم هذه التفاصيل الضرورية فإن من المنطقي أن تبقى حالة الاحتقان هذه كما هي دون تحسن ملحوظ .
الحديث الآن في هذا المقال يدور حول اثنين من أهم محددات التفكير داخل جماعة الإخوان ، سواء على مستوى القيادات أو حتى على مستوى القواعد التنظيمية .
المحدد الأول :
في العصر السابق كانت القاعدة : الوضع الأمني يفرض علينا التنازل حفاظا على الأفراد ، وفي العصر الحالي تغيرت هذه القاعدة إلى : الحرب الإعلامية على الدعوة تفرض علينا مزيدا من التكاتف حفاظا على وحدة الصف .
والتكاتف هنا لا يكون مقصودا به إلا التركيز على التنظيم ، وعلى تقوية ارتباط الأفراد بهذا التنظيم .
وهذه الرؤية – دون الدخول في جدل حول مدى صوابها – مبررة بشكل كبير لأن أهم ما يميز هذه الجماعة – إن لم يكن هو المصدر الوحيد لقوتها السياسية – هو ذلك التنظيم الذي تعتبر القيادة دائما أن أول واجباتها هو الحفاظ عليه بعيدا عن كل ما يهدد تماسكه وارتباط أفراده به ، وكذلك ارتباط هذا التنظيم نفسه بقيادته .
وهنا ينبغي أن نؤكد على أن هذه القيادة حينما تحافظ على التنظيم ، فهي لا تحافظ عليه لمصلحة شخصية أو فئوية ، وإنما تحافظ عليه لأنها ترى أن هذا التنظيم هو الوسيلة الأفضل لدعم الوطن وخدمته ، وإذا انهار هذا التنظيم فإن الخاسر الأول هو الوطن ، قبل أن يكون الجماعة .
كما ينبغى أن نؤكد أيضا على أن رؤية الحفاظ على هذا التنظيم تنطلق من كونه واجب شرعي يرجع إلى أصل يؤمن أنه " لا إسلام بلا جماعة ولا جماعة بلا إمارة ولا إمارة بلا طاعة " وهو قول منسوب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه رواه الدارمي .
المحدد الثاني :
الأمر الأول : هو أن معظم هذه القواعد هي في نفس الوقت قيادات في مستوى إداري أقل ، فمسئول الشعبة ، عضو مجلس شورى منطقة ، وهكذا ..
وهذا الوضع يجعل من الطبيعي أن يتصور كل واحد من هؤلاء (القيادات – القواعد) أن قائده مشغول بالشكل الذي يجعله لا يحاول مناقشته كثيرا في تفاصيل ومبررات أي قرار يقوم هذا القائد بإبلاغه إلى من تحته .
إلى جانب أنه أيضا يفترض أن لدى قائده من المعلومات التي لا تتاح لمن هو في مستوى إداري أقل ، لديه من المعلومات ما يجعله قادرا على اتخاذ قرار أقرب إلى الصواب من ذلك الذي يحكم بناء على قدر أقل من المعلومات .
الأمر الثاني : هو أن عددا كبيرا من هذه القواعد الإخوانية لم تمارس العمل السياسي بتفصيلاته وتعقيداته وإنما اقتصر دورها على إتمام وإنجاح عملية الحشد وتجميع الأصوات لمرشحين الجماعة أو لخياراتها التصويتية في أي انتخابات عامة أو خاصة بفئة من الفئات ، وهذا العمل وإن كان جيدا إلا أنه في نفس الوقت يساهم في صناعة كتلة ضخمة من الأشخاص ترفض مجرد التفكير في احتمال أن يكون قرار من القرارات خاطئا ، وتقاوم هذا التفكير بمبررات عديدة مبنية غالبا على فهم خاطئ لمعنى الثقة في القيادة ، وهذه الكتلة رغم كونها مفيدة جدا في حالات التصويت والحشد ، إلا أنها تصبح في الوقت نفسه عبئا ثقيلا على الفكرة وعلى القيادة في حالة حدوث أي تغيرات فجائية غير متوقعة ، كما هي الأحوال هذه الأيام .
وكان لهم فضل في تعديل وإعادة صياغة بعض الفقرات في هذا المقال لتخرج بصورة أوضح ، فلهم منا جزيل الشكر .. جزاهم الله خيرا
وكان لهم أيضا ملاحظة مهمة أن أطرح رؤية للعلاج كما طرحت توصيفا للمشكلة ، ورغم أن رأيهم له وجاهته واحترامه ، إلا أني فضلت أن يكون طرح العلاج في مقال منفصل حتى لا يكون مبررا لتطويل مبالغ فيه في المقال ، وإسهاب يجعل القارئ يمل من المقال فلا يكمله إلى نهايته .
السبب الأساسي في ذلك يعود – في رأيي – إلى أن هناك خللا في عملية الرؤية من هذه التيارات السياسية إلى الإخوان ، فمعظم التيارات السياسية لا تستطيع أن تستوعب طبيعة الجماعة وطبيعة تكوين العقل الجمعي ونمط التفكير الحاكم لأفراد الجماعة ، كما أنها لا تستطيع أن تستوعب أيضا آليات اتخاذ القرار داخل الجماعة .
وإذا كانت هذه التيارات لا تستطيع استيعاب وتفهم هذه التفاصيل الضرورية فإن من المنطقي أن تبقى حالة الاحتقان هذه كما هي دون تحسن ملحوظ .
الحديث الآن في هذا المقال يدور حول اثنين من أهم محددات التفكير داخل جماعة الإخوان ، سواء على مستوى القيادات أو حتى على مستوى القواعد التنظيمية .
المحدد الأول :
" الحفاظ على التنظيم "
على مستوى القيادات - سواء كانت هذه القيادات في مكتب الإرشاد أو في أصغر شعبة من شعب الإخوان - على مستوى هذه القيادات توجد قاعدة غير مكتوبة تحكم كل القرارات التي يتم اتخاذها تقريبا . في العصر السابق كانت القاعدة : الوضع الأمني يفرض علينا التنازل حفاظا على الأفراد ، وفي العصر الحالي تغيرت هذه القاعدة إلى : الحرب الإعلامية على الدعوة تفرض علينا مزيدا من التكاتف حفاظا على وحدة الصف .
والتكاتف هنا لا يكون مقصودا به إلا التركيز على التنظيم ، وعلى تقوية ارتباط الأفراد بهذا التنظيم .
وهذه الرؤية – دون الدخول في جدل حول مدى صوابها – مبررة بشكل كبير لأن أهم ما يميز هذه الجماعة – إن لم يكن هو المصدر الوحيد لقوتها السياسية – هو ذلك التنظيم الذي تعتبر القيادة دائما أن أول واجباتها هو الحفاظ عليه بعيدا عن كل ما يهدد تماسكه وارتباط أفراده به ، وكذلك ارتباط هذا التنظيم نفسه بقيادته .
وهنا ينبغي أن نؤكد على أن هذه القيادة حينما تحافظ على التنظيم ، فهي لا تحافظ عليه لمصلحة شخصية أو فئوية ، وإنما تحافظ عليه لأنها ترى أن هذا التنظيم هو الوسيلة الأفضل لدعم الوطن وخدمته ، وإذا انهار هذا التنظيم فإن الخاسر الأول هو الوطن ، قبل أن يكون الجماعة .
كما ينبغى أن نؤكد أيضا على أن رؤية الحفاظ على هذا التنظيم تنطلق من كونه واجب شرعي يرجع إلى أصل يؤمن أنه " لا إسلام بلا جماعة ولا جماعة بلا إمارة ولا إمارة بلا طاعة " وهو قول منسوب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه رواه الدارمي .
المحدد الثاني :
" الثقة المفرطة "
على مستوى القواعد لابد أن نلاحظ بقوة وجود أمرين مهمين : الأمر الأول : هو أن معظم هذه القواعد هي في نفس الوقت قيادات في مستوى إداري أقل ، فمسئول الشعبة ، عضو مجلس شورى منطقة ، وهكذا ..
وهذا الوضع يجعل من الطبيعي أن يتصور كل واحد من هؤلاء (القيادات – القواعد) أن قائده مشغول بالشكل الذي يجعله لا يحاول مناقشته كثيرا في تفاصيل ومبررات أي قرار يقوم هذا القائد بإبلاغه إلى من تحته .
إلى جانب أنه أيضا يفترض أن لدى قائده من المعلومات التي لا تتاح لمن هو في مستوى إداري أقل ، لديه من المعلومات ما يجعله قادرا على اتخاذ قرار أقرب إلى الصواب من ذلك الذي يحكم بناء على قدر أقل من المعلومات .
الأمر الثاني : هو أن عددا كبيرا من هذه القواعد الإخوانية لم تمارس العمل السياسي بتفصيلاته وتعقيداته وإنما اقتصر دورها على إتمام وإنجاح عملية الحشد وتجميع الأصوات لمرشحين الجماعة أو لخياراتها التصويتية في أي انتخابات عامة أو خاصة بفئة من الفئات ، وهذا العمل وإن كان جيدا إلا أنه في نفس الوقت يساهم في صناعة كتلة ضخمة من الأشخاص ترفض مجرد التفكير في احتمال أن يكون قرار من القرارات خاطئا ، وتقاوم هذا التفكير بمبررات عديدة مبنية غالبا على فهم خاطئ لمعنى الثقة في القيادة ، وهذه الكتلة رغم كونها مفيدة جدا في حالات التصويت والحشد ، إلا أنها تصبح في الوقت نفسه عبئا ثقيلا على الفكرة وعلى القيادة في حالة حدوث أي تغيرات فجائية غير متوقعة ، كما هي الأحوال هذه الأيام .
دعوة للتفكير
ودمتم بخير ؛
----------------------------------
عرضت هذا المقال على الإخوة والأخوات : د. أنور حامد – أحمد أبو خليل – أسامة طلبة – محمد مصطفى – أسماء أنور شحاتة – ولاء هلال . ودمتم بخير ؛
----------------------------------
وكان لهم فضل في تعديل وإعادة صياغة بعض الفقرات في هذا المقال لتخرج بصورة أوضح ، فلهم منا جزيل الشكر .. جزاهم الله خيرا
وكان لهم أيضا ملاحظة مهمة أن أطرح رؤية للعلاج كما طرحت توصيفا للمشكلة ، ورغم أن رأيهم له وجاهته واحترامه ، إلا أني فضلت أن يكون طرح العلاج في مقال منفصل حتى لا يكون مبررا لتطويل مبالغ فيه في المقال ، وإسهاب يجعل القارئ يمل من المقال فلا يكمله إلى نهايته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق