الأحد، يونيو 15، 2008

40- النقد العلني ... القضية الشائكة -1 -

-1-

مقدمة

النقد العلني الصادر من أفراد الإخوان والموجه ضد قرارات الإخوان وتوجهاتهم ( وأحيانا ضد بعض رموز الإخوان وقياداتهم ) ... هذا النقد صار قضية تطرح نفسها بقوة خصوصا بعد الأحداث السياسية الأخيرة والمثيرة : انتخابات المحليات ، إضراب 6 أبريل ، إضراب 4 مايو وغيرها ، المحكمة العسكرية ، ... وغير ذلك من الأحداث الهامة والمؤثرة والتي كان للجماعة صلة مباشرة بها .

هذه القضية متشعبة بشدة لأنها تحمل آراء عديدة ووجهات نظر مختلفة وكل طرف من الأطراف الكثيرة يدعي أنه على صواب .

وهذه السلسلة ليس الهدف منها هو وضع حلول لهذه القضية بقدر ما هو توضيح لوجهات النظر المختلفة لجميع الأطراف لأن حل هذه القضية يحتاج إلى تدخلات واضحة وصريحة من الجماعة بتأييد إحدى وجهات النظر ليكون هذا التأييد القرار النهائي والحكم الفاصل في هذه القضية ولكن حتى يصدر مثل هذا القرار يبقى من حق الجميع أن يناقش هذه القضية ويدلي بدلوه فيها والحديث هنا عن هذه القضية سوف يكون من خلال أربعة عناصر رئيسية في حلقات متتالية بين كل حلقة والأخرى أسبوع على الأقل حتى نعطي مجالا أكبر للنقاش والحوار .
العنصر الأول : مفاهيم أساسية عند الكاتب .

العنصر الثاني : التجمعات الفكرية لمدونات الإخوان .

العنصر الثالث : ملاحظات حول الوضع الحالي لمواقف الإخوان من النقد العلني .

العنصر الرابع : ضوابط مقترحة للنقد العلني .

العنصر الأول : مفاهيم أساسية عند الكاتب

1- أنا لا أعترف بما يسمى بمدوني الإخوان المسلمين لأن هذه التسمية توحي بوجود تنظيم هيكلي يضم كل المدونين الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وهذا لا يمنع أن هناك مدونون من الإخوان المسلمين أي أن الأفراد المدونون ينتمون فكريا وتنظيميا إلى جماعة الإخوان المسلمين ولكن مجازا واختصارا للحديث سوف نشير إلى المدونين من الإخوان باسم مدوني الإخوان .

2- أي تقييم أو إحصائيات أو ملاحظات موجودة في هذه السلسلة هي خاصة بي وهي اجتهاد شخصي مني قابل للصواب وقابل للخطأ ولا يمكن فرض أي منها على الآخرين .

3- هذه السلسلة تسعى لعرض وجهات النظر المختلفة مع اعتبار أن للكاتب رأي في هذه القضية ربما يظهر أثره بين السطور وهو أن الكاتب يؤيد حق الإخوان في النقد العلني ولذلك أنا أعلن من البداية أن هذه السلسلة ربما لا تكون حيادية بشكل كامل وإن كنت سوف أجتهد أن أكون حياديا قدر الإمكان .

4- هذه السلسلة لها عناصر وحلقات لذلك نرجو من الإخوة القراء مراعاة عدم التعليق إلا على العنصر الذي تتم مناقشته دون استباق للأحداث وبعد أن ننهي الحلقات سوف نتيح المجال لمن يريد الإضافة أو التعقيب على كامل الموضوع .

العنصر الثاني : التجمعات الفكرية لمدونات الإخوان

من الملاحظ الآن أن مدوني الإخوان الآن صاروا يتجمعون في ثلاثة تجمعات فكرية أو ما يمكن أن نطلق عليها ثلاثة مدونات فكرية متمايزة تختلف عن بعضها البعض في الصفات ، وهذه المدارس المختلفة لا يجمعها تنظيم واحد بمعنى أن كل ما يربط بين المنتسبين لهذه المدارس هو الالتقاء الفكري والاتفاق على نقاط محددة دون تنسيق مسبق وكذلك من الملحوظ أن الكثيرين من المنتسبين لهذه المدارس الثلاث على اختلافها لا يجمعهم سوى الالتقاء الفكري بعيدا عن التنفيذ العملي بمعنى أنه ربما يؤيد البعض حق الأفراد في النقد العلني لكنه في نفس الوقت لا يمارس هذا النقد . وهذه المدارس الثلاث هي :

مدرسة أنصار النقد العلني .

مدرسة معارضو النقد العلني .

المدرسة الحيادية .

أولا : مدرسة أنصار النقد العلني :

والمنتسبون لهذه المدرسة يرون أن حق النقد العلني لسياسات وتوجهات الإخوان هو حق أصيل لكل الناس بما فيهم أعضاء الجماعة نفسها ، وإذا كانت الجماعة ( كمؤسسة ( تعلن في كل وقت أن باب الجماعة مفتوح لكل من يريد التعقيب على قرارات الجماعة وأن الجماعة تقبل النقد البنّاء أيا كان مصدره فإن من الأولى للجماعة أن تقبل النقد من أفراد الجماعة أنفسهم .

ومن أبرز من يمثلون هذه المدرسة وينتسبون إليها الدكتور مصطفى النجار مؤسس التجمع الأكثر بروزا وتنظيما للمنتقدين للإخوان بشكل علني وهي مدونة أمواج في بحر التغيير .

ثانيا : مدرسة معارضو النقد العلني :

والمنتسبون لهذه المدرسة يرون أن هذا النقد العلني خطأ وليس من حق الأفراد القيام به والأسباب التي بنى عليها المنتسبون لهذه المدرسة رؤيتهم أسباب واضحة ومحددة وسوف نتحدث عنها بالتفصيل فيما بعد .
ومن أبرز المؤسسين والمتحمسين لهذه المدرسة الأخ أحمد القبرصي وهو الأخ المؤسس لمدونة قبل أن يخرقوا السفينة وهو يستمد اسم المدونة ومنهجها من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري بسنده عن النعمان بن البشير رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ {مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا } .

ثالثا : المدرسة الحيادية :

والمنتسبون لهذه المدرسة يرون باختصار أن الموقف الأفضل على الإطلاق هو موقف اللا موقف فيرون عدم اتخاذ موقف محدد من هذه القضية ( سواء بالتأييد أو المعارضة ) ومن الغريب أنه رغم أن التدوين في حد ذاته يعبر عن نوع من الفاعلية والحركية العالية عند المدون إلا أن العدد الأكبر من مدوني الإخوان ينتسبون لهذه المدرسة مما يعبر ربما عن حالة الخمول أو السلبية من بعض الإخوان تجاه أمور وشئون الإخوان الداخلية وربما يكون الكثيرون من المنتسبين لهذه المدرسة يناقشون بالفعل قضايا الإخوان وقراراتها المختلفة ولكن داخل مؤسسات وأقسام الجماعة ولا يشغلون أنفسهم بالحديث عن مثل هذه الأمور بشكل علني رغم أن كثيرين منهم يناقشون وبفاعلية كبيرة القضايا العامة التي تخص الأمة كلها وفي كل المجالات وليس فقط في المجال السياسي وربما يكون لبعضهم أيضا رأي في قضية النقد العلني سواء بالتأييد أو الرفض ولكنه لا يعلن هذا الرأي مما يدفع المتابع إلى أن يضعه من ضمن هذه المدرسة .


والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة الآن : هل هذه التجمعات التي ذكرناها هي الأقرب للتعبير عن واقع مدوني الإخوان ؟ أم أن هناك واقعا آخر لم نستطع رؤيته ؟ وهل هذه القضية ( قضية النقد العلني ) تستحق كل هذا الاهتمام ؟ أم أن الأمر هين وهناك من القضايا ما هو أولى بالانشغال به ؟

وتساؤلات خاصة لمدوني الإخوان ( إخوان وأخوات طبعا ) : هل ترى نفسك منتسبا لأي مدرسة من المدراس المذكورة ؟ أم أنك من البداية ترفض مثل هذا التقسيم ؟

في الحلقة القادمة نتحدث عن العنصر الثاني لهذه السلسلة

ملاحظات حول الوضع الحالي لمواقف الإخوان من النقد العلني

حتى نلقاكم :

دمتم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحديث : تم إغلاق باب التعليقات انتقلنا إلى الحلقة الثانية ... تابعونا هناك .

الثلاثاء، يونيو 10، 2008

إعلانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات

إعلان رقم 1:
انهيتا على الامتحانات والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

إعلان رقم 2 :
أنهيت بحثا بعنوان : نظرات في الأصول العقائدية عند جماعة الإخوان المسلمين وهو موجود على صفحة أبحاث وملفات لمن أراد الاطلاع عليه .

إعلان رقم 3 :

خطة الأجازة :

في الجانب المهاري :
تدريب لمدة أسبوعين في شركة تتعلق بمجال الدراسة .

في الجانب الشرعي :
قراءة كتاب تاريخ الإسلام للإمام الذهبي ( 13 مجلد ) .
عمل بحث في فقه الصلاة وإن بقى وقت قبل دخول السنة الدراسية الجديدة يكون هناك بحث آخر في فقه الطهارة إن شاء الله .

في الجانب الثقافي :
قراءة كل ما يقع تحت يدي من كتب عن فلسطين .

إعلان رقم 4 :
مدونتي الحبيبة : كباية شاي :

الموضوعات الأساسية التي سيتم مناقشتها :
قضية النقد العلني داخل الإخوان .
مشكلة أبناء الإخوان .
وما يستجد .......

إعلان رقم 5 :
قمت بعمل مدونة جديدة : دعوة للمعرفة
الهدف منها تعليم الناس كيف يستخدمون الأدوات المختلفة على الشبكة وسوف يتم تحديثها كل فترة .

إعلان رقم 6 :
جاري حاليا التحضير لمدونة عن فلسطين وإن شاء الله سوف تكون مدونة متميزة ومختلفة عن معظم المدونات الموجوة حاليا .

إعلان رقم 7 :
الشكر موصول ومتصل لكل من شارك في التصويت ولكن رأيي أنا أن هذه المدونة مدونة فكرية بالدرجة الأولى وانا أستهدف منها تغيير أفكار الآخرين نحو الأفضل لي ولهم .

إعلان رقم 8 :
إن شاء الله قريبا سوف يتم افتتاح مدونة أخرى يكون فيها مقالات كتبتها الوالدة ولم تنشر من قبل ونسأل الله أن يكون فيها الإفادة للجميع بإذن الله تعالى ، وحتى الآن لم أستقر على إسم محدد للمدونة فمن أراد فليقترح .

جزاكم الله خيرا
شكر الله سعيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السبت، يونيو 07، 2008

39- لماذا أدون ... وبعد تفكير عميق أجبت ... أنا أدون .

  • أنا أدون لأنني مسلم أفهم من الإسلام أنني لابد أن أدعو إلى هذا الدين بكل ما يتاح أمامي من وسائل لا تتعارض مع هذا الدين : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } ( النحل 125 ) .
  • أنا أدون لأنني أحمل فكرة سامية ومنهاجا عظيما أريد لكل الناس أن يتعرفوا إليهما : " وفكرتنا أجمع ما توصف به أنها فكرة إسلامية " حسن البنا .
  • أنا أدون لأنني أرى خللا وأخطاءا في واقعنا المعاصر وأسعى لإصلاح هذه الأخطاء وأؤمن أن التغيير لابد أن يبدأ من تغيير معتقدات الناس وأفكارهم : { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } ( 114 النساء ) ، { إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ } ( هود 88 ) .
  • أنا أدون لأن التدوين فرصة للحديث بكل حرية : " الحرية الحقيقية هي التي تعلم صاحبها أن للآخرين الحق في الحرية " .
    أنا أدون لأنني أسعى للتعرف إلى المزيد من الأشخاص والأفكار كما أسعى إلى تعريف الآكرين أكر بنفسي : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ( الحجرات 13 ) .
  • أنا أدون لأنني أدرك أنني من الممكن أن أخطئ ولذلك أسعى لعرض أفكاري ليصحح لي الآخرون ما قد يكون فيها من خطأ : " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " الإمام الشافعي .
هذا أنا فماذا عنك ؟

إن كنت مدوّنا فلماذا تدون ( أو تدونين طبعا ) ؟
وإن لم تكن مدونا فلماذا لا تدون ؟

الخميس، يونيو 05، 2008

38- لمحات الانتصار في ذكرى الهزيمة - تدوينة متشحة بالسواد



اليوم تمر علينا ذكرى هزيمة الخامس من يونيو 1967 وهي تحمل معها العديد من الأحداث .

لمحة انبهار :
أنا بالفعل في غاية الانبهار من تلك الآلة الإعلامية المصرية التي كانت على ضعفها بالنسبة لغيرها حول العالم إلا أنها نجحت في قلب الأحداث 180 درجة وبشكل يجعلني أرفع القبعة تحية للعاملين في هذه الآلة الإعلامية وبعدها مباشرة أرفع السكين لأقطع بها الرؤس التي كانت تدير هذه الآلة الإعلامية . ( لمزيد من التوضيح اضغط على الصورة المقابلة )



لمحة سخط :
في سابقة هي الأولى من نوعها وربما هي الأخيرة حتى الآن قرر الرئيس القائد أن يتنحى عن كل منصب رسمي اعترافا منه بمسئوليته عن الهزيمة النكراء .
وفي سابقة هي الأولى أيضا قرر الشعب المنقاد للقائد الرئيس أن يقول لا ويقبل بأن يبقى على قمته من تسبب في مقتل الآلاف من أبناء هذا الشعب ( لمزيد من التوضيح اضغط على الصورة المقابلة ) .
ولك الله يا مصر



لمحة تذكرة :
نذكركم أن غزة لم تضع من أيدي الفلسطينيين ولكنها ضاعت من أيدي القيادة العسكرية المصرية كما ضاعت الضفة من أيدي القيادة العسكرية الأردنية .
نذكركم أن ستة أيام غيرت واقعا عربيا ودوليا
فعربيا : ما عدنا نتحدث عن أننا سنلقى بإسرائيل ومن وراء إسرائيل في البحر .
ودوليا : لم يعد هناك من يتحدث عن حدود قرار 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين فلم يعد هناك من يتحدث عن حدود 1948 على الرغم من ظلمها ولكن صار الكل يتحدث عن حدود 1967 وذلك بعد صدور قرار 242 من مجلس الأمن .

لمحات الانتصار :
يبقى الأمل في أننا أصبحنا ندرك أن النصر لا يكون إلا بالاستعانة بالله عز وجل .
يبقى الأمل في جيل كامل من الشباب الآن صار يدرك واقع امته ويسعى لإيجاد حل لمشاكل هذه الأمة حتى وإن اختلفت التوجهات والأفكار من شاب إلى آخر .
يبقى الأمل في أننا ( كأمة إسلامية ) قد استعدنا غزة وقريبا تعود باقي فلسطين .

نأسف للاختصار ولكن أنتم أدرى بواقع المأساة
أخيرا لابد من عودة إلى الرائع أحمد مطر في كلمات ليس لها علاقة بالهزيمة ولا بالمأساة وإن كانت كلمات الرجل تنبض كل يوم بالفرحة والسخرية من واقع مرير

قطفوا الزهرة..
قالت:
من ورائي برعم سوف يثور.
قطعوا البرعم..
قالت:
غيره ينبض في رحم الجذور.
قلعوا الجذر من التربة..
قالت:
إنني من أجل هذا اليوم
خبأت البذور.
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد
من صمت القبور.
تبرد الشمس..
ولا تبرد ثارات الزهور!