الخميس، أغسطس 21، 2008

45- خواطر حول سورة الأحزاب 3-7




المقدمة
الفقرة الأولى

الفقرة الثانية

3- بيت الدعوة ... انطلاق وقدوة

((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) ))

· صاحب الدعوة يتعهد أهله بالتربية على مبادئ وقيم دعوته حتى إذا عصفت بهم النوازع البشرية سمت بهم تربيتهم الإيمانية فالمشاعر الإنسانية عندهم لم تمت وإنما صَفَت وارتقت لمستوى الكمال الإنساني .

· بيت الدعوة منارة يهتدي بها وبنورها السالكون ... يملك ولكنه يتعفف لا بتكليف من عقيدة أو شريعة ولكن استعلاءاً وتحرراً من ثقل الدنيا وانطلاقا لما عند الله خير وأبقى .

· الداعية الحق رحيم عطوف لا يلتمس العثرات مهمته التعليم والتيسير لا التعنيف والتعسير (( موقف تخيير النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته )) .

· النساء في بيوت الدعوة كما يريدهن الله ورسوله :-

1. بغيتهم الله وحده والدار الآخرة ( الإخلاص ) .

2. التنزه عن الفواحش فهم قدوة لغيرهم ( ففي المعروف يضاعف الأجر وفي المنكر يضاعف العذاب ) .

3. عدم الخضوع بالقول والبعد عن الطرق المثيرة والموضوعات المثيرة .

4. القرار في البيت وما عداه ضرورة .

5. عدم التبرج أمام غير المحارم .

6. إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كما يريدها الله ورسوله .

7. الطاعة الكاملة لله ورسوله .

8. دوام ذكر الله وتسبيحه .

9. التعمق في فهم الدين والعمل به .

10. جعل بيوتهن محاضن لمدارسة أمور الدين ( القرآن والسنة ) .

وقد بين لنا رب العزة المدارج الموصلة إلى منزلة الكمال الإنساني :-

1. الإسلام : استسلام وتصديق وقناعة بمبادئ هذا الدين وتشريعاته .

2. الإيمان : أداء الطاعات والتكليفات الإسلامية ( فالإسلام والإيمان كلاهما وجهان لعملة واحدة وكل منهما يؤدي إلى الآخر ) .

3. القنوت : استشعار العبودية والرضا الداخلي عن الفرائض والتشريعات التي فرضها الله ورسوله .

4. الصدق : هو إتقان الطاعة وإحساس العبادة ابتغاء وجه الله .

5. الصبر : تكاليف العقيدة ومقتضياتها تحتاج إلى صبر وتحمل ، صبر على شهوات النفس ، على مشاق الدعوة ، على أذى الناس ، على التواء النوفس وانحرافها ، على الابتلاء والمحن ، وعلى السراء والضراء .

6. الخشوع : استشعار القلب هيبة الله وجلاله والتحرر من المؤثرات المادية الأرضية .

7. التصدق : هو دلالة على تحرر النفس من قيودها الأرضية : الشح ، الأنانية ، الأثرة ، عدم شكر المنعم .

8. الصوم : يُذكر هنا كصفة لازمة للعبد ثمرة لاستعلائه على ضرورات الحياة الأولية فلا يقتصر على صوم الفريضة وتأكيداً لغلبة الإرادة الإنسانية على الحيوانية .

9. حفظ الفرج : الشهوة الجنسية هي أعنف وأعمق ما في تركيب الكائن الإنساني لا يسيطر عليها ولا يخضعها لشريعة الله ويحقق من ورائها الحكمة العليا في إعمار الكون إلا تقي عابد يحيا في معية الله عز وجل وعونه .

10. ذكر الله كثيرا :

إنه الكيان الموصول بالله لحظة بلحظة .

إنه القلب المشرق ببشاشة الذكر .

إنها النفس التي يسكب فيها الذكرُ النورَ والحياة .

والطائع لله هو الذاكر .

أما العاصي فهو الغافل وإن اجتهد لسانه بالذكر وقراءة القرآن .

إنها أرقى مستوى حضاري يمكن أن تصل إليه المرأة في قديم أو حديث ، تُذكر في كل منزلة من هذه المنازل الراقية بجانب الرجل ... شقيقة له في كل التكاليف ، شريكة له في الواجبات ، إنها قِيَم حضارية راقية تتوارى منها خجلاً أي قوانين أو نظم اجتماعية وضعية أرضية .

ليست هناك تعليقات: