اقرأوه هنا أو هناك
ولكن التعليقات هناك فقط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوراق من واقع عايشته
دعوة الإخوان المسلمين من التأسيس إلى الإنتشار
ولا أعنى بالتأسيس النشأة الأولى على يد الإمام البنا بل النشأة على كل أرض جديدة ومجتمع جديد تنشأ فيه دعوة الإخوان لأول مرة .
لقد مرت دعوة الإخوان منذ نشأتها وحتى يومنا هذا بالعديد من المنعطفات والمتغيرات والعوامل الكثيرة المتداخلة والتى أثرت ومازالت تؤثر فى الجماعة ومكوناتها وحراكها واستراتيجياتها سلبا وإيجابا , والجماعة تتفاعل مع كل هذه العوامل والمتغيرات فى مراحلها المختلفة لتُنضج الفكرة وتعالج العثرة وتشيد البناء هذه العوامل فى مجملها عوامل خارجية بيئية إجتماعية وواقعية ثقافية ومرحلية سياسية وتحديات إقليمية ودولية و.,.,., ولابد لسفينة الدعوة أن تبحر وسط هذه الأمواج المتلاطمة والعواصف العاتية وهنا تتجلى مهارة الربان وطاقم القيادة فى السيروتفادى العقبات للوصول بالركب إلى بر الأمان وهنا تتنوع قرارات القيادة المحسوبة بحسابات دقيقة على حجم التحديات وقوة الأتباع وحيث أن حجم التحديات وقوة الأتباع تختلف من مرحلة لأخرى ولاتبدوا واضحة لكثير من الأتباع والمهتمين بالشأن الدعوى كان هناك كثير من اللبس والغموض أدى إلى وجود كثير من الأسئلة التى ليس لها إجابات شافية عند نفر غير قليل من أبناء الدعوة استغله أصحاب الهوى فى النيل من هذه الدعوة" ويريد اللذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " من أجل ذلك كانت هذه السطور لتوضيح بعض من ملامح الدعوة فى مرحلتين متباينتين حتى تتضح الرؤيا وتهدأ النفوس
وليس الحديث عن العوامل لأنها تحتاج إلى بحث مطول ودراسة مفصلة , إنما حديثنا عن المراحل التى أفرزتها هذه المتغيرات , وسيقتصر الحديث عن مرحلتين هما " مرحلة التأسيس ومرحلة الإنتشار " وهما مرحلتين متباينتين تماما ومتكاملتين فى آن واحد.
ملحوظة : الحديث يتطرق إلى العوامل السلبية فقط التى أدت إلى ظهور مشكلات وهذا لايعنى أن هذه المراحل ليس بها إيجابيات .
المرحلة الأولى هى مرحلة التأسيس :
وهى مرحلة النشأة واختيار الأتباع الذين سيكونون بطبيعة الحال هم الجيل الأول الذى سيتولى قيادة الدعوة ونشر الفكرة وتربية الناشئة وتدريب الكوادر , وفى الغالب تبدأ مرحلة التأسيس والنشأة بواحد أو بنفر قليل من الإخوان الذين ساقتهم أقدارهم إلى بقعة من الأرض أو حى من الأحياء السكنية التى لايوجد بها نشاط إخوانى أو عدد من الإخوان لهم تنظيم وترتيب فيه , هذا الأخ كان من الممكن أن يكون مثل غيره سلبيا يؤمن بالفكرة ولا يسعى لتطبيقها, لكنه بطبعه غيور على دعوته فتحرك لنشر فكرته رغم أنه قد يكون لايملك من المقومات الإدارية ما يؤهله لذلك ولكنهتحرك بدافع حبه و إخلاصه لدعوته , ويبدأ فى عرض الفكرة على الناس, وهنا تظهر سمات هذه المرحلة حيث أن
أولا : نوعية المنتج وجودته تعتمد على رؤية هذا الأخ وقدراته وثقافة المجتمع وقيمه وعاداته .,!! خطورة الأمر أن هذا الإختيار ونوعيته هو ما سيبنى عليه العمل فيما بعد ولفترات قد تطول وقد تقصر وهنا تتركز نقاط الضعف لأن الإختيارات محدودة والبيئةالدعوية الحاضنة غير موجودةوبالتالى المنتج سيكون ضعيفا .
ثانيا : العدد قليل والخبرات معدومة وهذا لايسمح بتعدد الآراء وممارسة الشورى بل فى الغالب رأى الفرد المسئول هو النافذ وهذا هو منشأ الإعتداد بالرأى والإعتزاز بالنفس وتصبح شخصية المسئول هى الشخصية المحورية والأحادية بكل سلبياتها ( وهذا لايعنى أن هذه المرحلة سيئة أو أن المسئولين فيها ليسوا على المستوى المطلوب ... أبدا ... بل هم منبع الخير للدعوة ) لكننا نتحدث عن سمات للمرحلة ليس للدعوة خيار فى التعامل معها وعلاج ماينتج من سلبيات,هذه الأعراض قد تمتد مع البعض إلى مراحل أخرى فى مواقع إدارية أخرى وعندها يظهر الخلل ولكن هذه النسبة قليلةجدا ولا تمثل ظاهرة لكننا نذكرها لنوضح لماذا تظهر هذه الأعراض.
ثالثا : التركيز على عوامل المنعة الداخلية : وهى بالطبع الأخوة والسمع والطاعة والثقة وليس العيب فى هذه الصفات ولكن التركيز على هذه الصفات يدفع البعض إلى اختصار الطريق فيقصر اختياراته على المطيع الذى لايناقش وضعيف الرأى المنبهر بغيره الكتوم الذى لايتكلم إلا قليلا ثم تكون التربية على الكتمان وأمن الفرد على الجماعة من باب " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع " " ومن حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه "الحديث ...
ومرة أخرى أُؤكد أن هذا الكلام لايعنى أن الإنتاج ضعيف وما بنى على الضعيف فهو أشد ضعفا ...لا ...لاأعنى ذلك بل أذكر عوامل الضعف والخلل نرصدها لتتفاداها الأجيال القادمة ليكون مستقبل الدعوة خير من حاضرها .
رابعا : التشدد فى التوثيق والتضعيف بالدرجة التى أفقدت الجماعة الكثير من العناصر هى الآن أفضل من كثير من العناصر الموجودة وهذا التشدد كان لايدع مجالا للمراجعة أو التردد وكان التركيز فيه على الصفات القادحة أكثر من التركيز على الصفات الإيجابية بل كانت تؤول معظم السلوكيات والتصرفات لحساب القدح فمن ناقش كثيرا وسأل كثيرا فهذا يعنى أنه مجادل ومن توقف قبل العمل يسأل عن تفاصيل العمل أو دوافعه وأسبابه يعد بأنه ليس لديه سمع وطاعة .,., وهكذا .
خامسا : الإنغلاق والإنكفاء على الذات والتربية الداخلية المغلقة والبعد عن المجتمع والحرص منه والحذر فى التعامل مما أوجد عند البعض بعض من نماذج المثلية فى التعامل وأعنى بالمثلية حسن التعامل وإجادته فيما بين الإخوان وبعضهم البعض مما أوجد عزلة نفسية عن المجتمع تعانى الدعوة من بعض آثارها اليوم , كما أنها عمقت الفجوة بين الأفراد وإدارة المجتمع المدنى ولا يعرفون لوائحها وقوانينها وهذا ما يحتاج إلى علاج ومراجعة عند الأفراد ويستحق هذا الجانب أن يبذل فيه جهد أوفر .
المرحلة الثانية مرحلة الإنتشار
وهى تعنى الإنتشارفى المجتمع والإنطلاق بالدعوة إلى آفاق بعيدة حتى تصل الفكرة إلى كل بقعة وتنتشر فى كل مناحى الحياة وهذا يتطلب سمات مغايرة تماما لمرحلة التأسيس وانتاجها يختلف عن جيل التاسيس ,.....
*الوصول لكل الناس : وهى تعنى الدخول فى كل المجالات والشرائح المجتمعية والهيئات الحكومية والمدنية العامة والخاصة والمشاركة فيها رجالا ونساءا
*حتمية التطور : التطور مع معطيات العصر واستخدام كل التقنيات والتحرك بما يناسب سرعة المتغيرات واستغلال كل الفرص واستثمار كل الأحداث لأننا إن لم نستخدمها لنا فستستخدم ضدنا
• حتمية الصراع: لكل فكرة فكرة مناوئة والنزول إلى الميدان يحتم صراع الأفكار والأيدلوجيات ولذلك ليس من الحكمة أن تترك للخصم تحديد متى وأين يقع الصراع ؟
• حتمية العمل السياسى: الإنتشار والعمل العام يحتم على القائمين على الدعوة إحتراف العمل السياسى وإلا فإن تجربة عبد الله بن الزبير ماثلة فى الأذهان وهو الخليفة المبايع بيعة شرعية ولمدة ثلاث سنوات خليفة للمسلمين ولكن .!.! وآه من لكن... حين تلعب السياسة ألاعيبها ويستطيع مروان بن الحكم أن يغير آراء الناس والقبائل فى مؤتمر البادية ليحدث إنقلابا على عبد الله بن الزبير ويحصل على بيعة غير شرعية يستولى بها على الحكم .
لكن العمل السياسى يحتاج إلى ميدان وممارسة وهذا مالم يكن متوفرا فى مرحلة التأسيس وبالتالى كان الولوج فجاة إلى ميدان السياسة يمثل مشكلة عدم وجود الكوادر السياسية صاحبة الخبرة والحنكة ولم يكن هناك من بد من التعامل مع الواقع واكتساب الخبرة من خلال الممارسة والمتابع للأداء السياسى للجماعة والنواب خلال العشرين عام الأخيرة يلحظ بوضوح مستوى الأداء ونوعية القضايا المثارة ولكن هذا واقع لابد من التعامل معه حتى لو دفعنا الثمن .
• استغلال كل الطاقات الدعوية والمجتمعية: لابد أن يدرك الجميع أن الإصلاح يحتاج إلى جهود جميع المخلصين ولا تستطيعه هيئة ولاجماعة بمفردها ولذلك فإن الدعوة فى هذه المرحلة من وجهة نظرى يقاس نجاحها وتقدمها بمدى توظيفها لكل الطاقات مهما كانت ولا ينبغى أن تعطل طاقة بحجج واهية بل قمة النجاح أن توظف المجتمع معك يتحرك معك ويتجاوب ويؤدى مشاركا فى كل أعمال الخير والإصلاح .
• حتمية التوظيف: وهو من أهم خصائص هذه المرحلة وهو يعنى توظيف الفرد فيما يحسنه وعلى مسارحياته واستغلال كل طاقاته فى كل المجالات التى يستطيعها ويحبها
• التأكيد على مدنية الدعوة: حيث أن شريعة الإسلام جاءت لمصلحة العباد ( حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله ) فنحن لا نعمل من أجل جماعة ولا تنظيم ولا ندفع الناس إلى السياسة من أجل مكاسب سياسية بل الدعوة تعمل لتحقيق مصالح الناس فى الدنيا قبل الآخرة ونتعبد إلى الله بذلك .
وبعد فهذه بعض السمات والخصائص التى تميز العمل فى المرحلتين دون حصر ومن خلال النظر إلى هذه السمات نستطيع أن نستخلص بعض السلبيات التى تواجه العمل وتسبب مشكلات للدعوة وقد تخسر الدعوة كثير من الجهود كانت فى أمس الحاجة إليها :
*لايمكن للعقلية التى أدارت المرحلة الأولى مرحلة التأسيس أن تدير مرحلة الإنتشار بنفس الفكر ونفس الرؤية
.* لابد من وضوح رؤية لجميع الأفراد عن طبيعة المرحلة واللحظة التى تعيشها الدعوة وما هو دورهم والمطلوب منهم.
*لايصح ترك طاقة من الطاقات المجتمعية والدعوية بحجة الوضع التنظيمى والمستوى التربوى وإلا كان هذا خلل ناشىء عن قصور فى الرؤية لطبيعة المرحلة التى تستوعب كل الطاقات وتقيم علاقات مع الجميع بما فيهم الخصوم " وهنا يبرز الدور السياسى وأهميته وحنكة القائمين عليه .
*لاينبغى أن تكون الإدارة فى يد شخص أو إدارة فردية لأنها ليست من مصلحة العمل والدعوة أبدا بل تكمن القوة السياسية للدعوة من الإدارة المؤسسية وتستطيع الدعوة أن تكسب بها مكاسب عديدة .
• فرض الواقع الدعوى والسياسى للدعوة بإعلان العمل ونشر الوسائل وتعمد الإعلان عنه حتى لو أدى ذلك إلى خسائر مبدئية ومنها المعسكرات واللقاءات والندوات والتدوينات والمؤتمرات وهذا يحتاج إلى حنكة وتخطيط وعوامل نجاحه بقوة موجودة بفضل الله.
• لابد من تنمية القدرات وإعادة التأهيل إلزاما وليس اختيارا بل ليكون شرطا من شروط تولى المسئولية .
• التعرف على المهام الدعوية لكل عمل دعوى فلا يصح أن يتولى شخص ما عمل أو لجنة أو عمل إدارى وهو لايعرف المهام الموكلة إليه ( وفى هذا الجانب هناك تجارب مريرة جديرة بالرصد ليس هنا مكانها ) .
.• هذه قراءة للواقع من عبد فقير تحتمل الصواب والمغايرة والإضافة والتحسين أردت المشاركة بها إثراءا للحراك وإلقاء لحجر فى الماء الراكد يحدث موجات للتغيير
• هذه أوراق عايشتها وأدعوكم للتفاعل معها بإيجابية وسيتسع صدرى لكل رأى مخالف
كتبها د / أنور حامد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الكلمات نقلناها كما هي دون أي تغيير على الإطلاق .
يبقى أن يشارك الجميع في إبداء الرأي حتى تعم الفائدة .
مصعب رجب
لقد مرت دعوة الإخوان منذ نشأتها وحتى يومنا هذا بالعديد من المنعطفات والمتغيرات والعوامل الكثيرة المتداخلة والتى أثرت ومازالت تؤثر فى الجماعة ومكوناتها وحراكها واستراتيجياتها سلبا وإيجابا , والجماعة تتفاعل مع كل هذه العوامل والمتغيرات فى مراحلها المختلفة لتُنضج الفكرة وتعالج العثرة وتشيد البناء هذه العوامل فى مجملها عوامل خارجية بيئية إجتماعية وواقعية ثقافية ومرحلية سياسية وتحديات إقليمية ودولية و.,.,., ولابد لسفينة الدعوة أن تبحر وسط هذه الأمواج المتلاطمة والعواصف العاتية وهنا تتجلى مهارة الربان وطاقم القيادة فى السيروتفادى العقبات للوصول بالركب إلى بر الأمان وهنا تتنوع قرارات القيادة المحسوبة بحسابات دقيقة على حجم التحديات وقوة الأتباع وحيث أن حجم التحديات وقوة الأتباع تختلف من مرحلة لأخرى ولاتبدوا واضحة لكثير من الأتباع والمهتمين بالشأن الدعوى كان هناك كثير من اللبس والغموض أدى إلى وجود كثير من الأسئلة التى ليس لها إجابات شافية عند نفر غير قليل من أبناء الدعوة استغله أصحاب الهوى فى النيل من هذه الدعوة" ويريد اللذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " من أجل ذلك كانت هذه السطور لتوضيح بعض من ملامح الدعوة فى مرحلتين متباينتين حتى تتضح الرؤيا وتهدأ النفوس
وليس الحديث عن العوامل لأنها تحتاج إلى بحث مطول ودراسة مفصلة , إنما حديثنا عن المراحل التى أفرزتها هذه المتغيرات , وسيقتصر الحديث عن مرحلتين هما " مرحلة التأسيس ومرحلة الإنتشار " وهما مرحلتين متباينتين تماما ومتكاملتين فى آن واحد.
ملحوظة : الحديث يتطرق إلى العوامل السلبية فقط التى أدت إلى ظهور مشكلات وهذا لايعنى أن هذه المراحل ليس بها إيجابيات .
المرحلة الأولى هى مرحلة التأسيس :
وهى مرحلة النشأة واختيار الأتباع الذين سيكونون بطبيعة الحال هم الجيل الأول الذى سيتولى قيادة الدعوة ونشر الفكرة وتربية الناشئة وتدريب الكوادر , وفى الغالب تبدأ مرحلة التأسيس والنشأة بواحد أو بنفر قليل من الإخوان الذين ساقتهم أقدارهم إلى بقعة من الأرض أو حى من الأحياء السكنية التى لايوجد بها نشاط إخوانى أو عدد من الإخوان لهم تنظيم وترتيب فيه , هذا الأخ كان من الممكن أن يكون مثل غيره سلبيا يؤمن بالفكرة ولا يسعى لتطبيقها, لكنه بطبعه غيور على دعوته فتحرك لنشر فكرته رغم أنه قد يكون لايملك من المقومات الإدارية ما يؤهله لذلك ولكنهتحرك بدافع حبه و إخلاصه لدعوته , ويبدأ فى عرض الفكرة على الناس, وهنا تظهر سمات هذه المرحلة حيث أن
أولا : نوعية المنتج وجودته تعتمد على رؤية هذا الأخ وقدراته وثقافة المجتمع وقيمه وعاداته .,!! خطورة الأمر أن هذا الإختيار ونوعيته هو ما سيبنى عليه العمل فيما بعد ولفترات قد تطول وقد تقصر وهنا تتركز نقاط الضعف لأن الإختيارات محدودة والبيئةالدعوية الحاضنة غير موجودةوبالتالى المنتج سيكون ضعيفا .
ثانيا : العدد قليل والخبرات معدومة وهذا لايسمح بتعدد الآراء وممارسة الشورى بل فى الغالب رأى الفرد المسئول هو النافذ وهذا هو منشأ الإعتداد بالرأى والإعتزاز بالنفس وتصبح شخصية المسئول هى الشخصية المحورية والأحادية بكل سلبياتها ( وهذا لايعنى أن هذه المرحلة سيئة أو أن المسئولين فيها ليسوا على المستوى المطلوب ... أبدا ... بل هم منبع الخير للدعوة ) لكننا نتحدث عن سمات للمرحلة ليس للدعوة خيار فى التعامل معها وعلاج ماينتج من سلبيات,هذه الأعراض قد تمتد مع البعض إلى مراحل أخرى فى مواقع إدارية أخرى وعندها يظهر الخلل ولكن هذه النسبة قليلةجدا ولا تمثل ظاهرة لكننا نذكرها لنوضح لماذا تظهر هذه الأعراض.
ثالثا : التركيز على عوامل المنعة الداخلية : وهى بالطبع الأخوة والسمع والطاعة والثقة وليس العيب فى هذه الصفات ولكن التركيز على هذه الصفات يدفع البعض إلى اختصار الطريق فيقصر اختياراته على المطيع الذى لايناقش وضعيف الرأى المنبهر بغيره الكتوم الذى لايتكلم إلا قليلا ثم تكون التربية على الكتمان وأمن الفرد على الجماعة من باب " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع " " ومن حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه "الحديث ...
ومرة أخرى أُؤكد أن هذا الكلام لايعنى أن الإنتاج ضعيف وما بنى على الضعيف فهو أشد ضعفا ...لا ...لاأعنى ذلك بل أذكر عوامل الضعف والخلل نرصدها لتتفاداها الأجيال القادمة ليكون مستقبل الدعوة خير من حاضرها .
رابعا : التشدد فى التوثيق والتضعيف بالدرجة التى أفقدت الجماعة الكثير من العناصر هى الآن أفضل من كثير من العناصر الموجودة وهذا التشدد كان لايدع مجالا للمراجعة أو التردد وكان التركيز فيه على الصفات القادحة أكثر من التركيز على الصفات الإيجابية بل كانت تؤول معظم السلوكيات والتصرفات لحساب القدح فمن ناقش كثيرا وسأل كثيرا فهذا يعنى أنه مجادل ومن توقف قبل العمل يسأل عن تفاصيل العمل أو دوافعه وأسبابه يعد بأنه ليس لديه سمع وطاعة .,., وهكذا .
خامسا : الإنغلاق والإنكفاء على الذات والتربية الداخلية المغلقة والبعد عن المجتمع والحرص منه والحذر فى التعامل مما أوجد عند البعض بعض من نماذج المثلية فى التعامل وأعنى بالمثلية حسن التعامل وإجادته فيما بين الإخوان وبعضهم البعض مما أوجد عزلة نفسية عن المجتمع تعانى الدعوة من بعض آثارها اليوم , كما أنها عمقت الفجوة بين الأفراد وإدارة المجتمع المدنى ولا يعرفون لوائحها وقوانينها وهذا ما يحتاج إلى علاج ومراجعة عند الأفراد ويستحق هذا الجانب أن يبذل فيه جهد أوفر .
المرحلة الثانية مرحلة الإنتشار
وهى تعنى الإنتشارفى المجتمع والإنطلاق بالدعوة إلى آفاق بعيدة حتى تصل الفكرة إلى كل بقعة وتنتشر فى كل مناحى الحياة وهذا يتطلب سمات مغايرة تماما لمرحلة التأسيس وانتاجها يختلف عن جيل التاسيس ,.....
أهم سمات هذه المرحلة
*الإنفتاح على المجتمع: وهذا الإنفتاح لم يعد له خيار بديل, والإنفتاح يعنىالدخول إلى المجتمع من كل أبوابه لأن المجتمع هو الرصيد الإستراتيجى للدعوة ودعوة بدون رصيد جماهيرى لا تأثير لها وستتآكل مع مرور الزمن والإنفتاح يعنى التواصل ومد جسور التعاون مع كل فئات المجتمع والمشاركة فى كل الفعاليات والمناسبات والحضور المجتمعى بثقل الرموز الدعوية فى كل الأوقات. *الوصول لكل الناس : وهى تعنى الدخول فى كل المجالات والشرائح المجتمعية والهيئات الحكومية والمدنية العامة والخاصة والمشاركة فيها رجالا ونساءا
*حتمية التطور : التطور مع معطيات العصر واستخدام كل التقنيات والتحرك بما يناسب سرعة المتغيرات واستغلال كل الفرص واستثمار كل الأحداث لأننا إن لم نستخدمها لنا فستستخدم ضدنا
• حتمية الصراع: لكل فكرة فكرة مناوئة والنزول إلى الميدان يحتم صراع الأفكار والأيدلوجيات ولذلك ليس من الحكمة أن تترك للخصم تحديد متى وأين يقع الصراع ؟
• حتمية العمل السياسى: الإنتشار والعمل العام يحتم على القائمين على الدعوة إحتراف العمل السياسى وإلا فإن تجربة عبد الله بن الزبير ماثلة فى الأذهان وهو الخليفة المبايع بيعة شرعية ولمدة ثلاث سنوات خليفة للمسلمين ولكن .!.! وآه من لكن... حين تلعب السياسة ألاعيبها ويستطيع مروان بن الحكم أن يغير آراء الناس والقبائل فى مؤتمر البادية ليحدث إنقلابا على عبد الله بن الزبير ويحصل على بيعة غير شرعية يستولى بها على الحكم .
لكن العمل السياسى يحتاج إلى ميدان وممارسة وهذا مالم يكن متوفرا فى مرحلة التأسيس وبالتالى كان الولوج فجاة إلى ميدان السياسة يمثل مشكلة عدم وجود الكوادر السياسية صاحبة الخبرة والحنكة ولم يكن هناك من بد من التعامل مع الواقع واكتساب الخبرة من خلال الممارسة والمتابع للأداء السياسى للجماعة والنواب خلال العشرين عام الأخيرة يلحظ بوضوح مستوى الأداء ونوعية القضايا المثارة ولكن هذا واقع لابد من التعامل معه حتى لو دفعنا الثمن .
• استغلال كل الطاقات الدعوية والمجتمعية: لابد أن يدرك الجميع أن الإصلاح يحتاج إلى جهود جميع المخلصين ولا تستطيعه هيئة ولاجماعة بمفردها ولذلك فإن الدعوة فى هذه المرحلة من وجهة نظرى يقاس نجاحها وتقدمها بمدى توظيفها لكل الطاقات مهما كانت ولا ينبغى أن تعطل طاقة بحجج واهية بل قمة النجاح أن توظف المجتمع معك يتحرك معك ويتجاوب ويؤدى مشاركا فى كل أعمال الخير والإصلاح .
• حتمية التوظيف: وهو من أهم خصائص هذه المرحلة وهو يعنى توظيف الفرد فيما يحسنه وعلى مسارحياته واستغلال كل طاقاته فى كل المجالات التى يستطيعها ويحبها
• التأكيد على مدنية الدعوة: حيث أن شريعة الإسلام جاءت لمصلحة العباد ( حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله ) فنحن لا نعمل من أجل جماعة ولا تنظيم ولا ندفع الناس إلى السياسة من أجل مكاسب سياسية بل الدعوة تعمل لتحقيق مصالح الناس فى الدنيا قبل الآخرة ونتعبد إلى الله بذلك .
وبعد فهذه بعض السمات والخصائص التى تميز العمل فى المرحلتين دون حصر ومن خلال النظر إلى هذه السمات نستطيع أن نستخلص بعض السلبيات التى تواجه العمل وتسبب مشكلات للدعوة وقد تخسر الدعوة كثير من الجهود كانت فى أمس الحاجة إليها :
*لايمكن للعقلية التى أدارت المرحلة الأولى مرحلة التأسيس أن تدير مرحلة الإنتشار بنفس الفكر ونفس الرؤية
.* لابد من وضوح رؤية لجميع الأفراد عن طبيعة المرحلة واللحظة التى تعيشها الدعوة وما هو دورهم والمطلوب منهم.
*لايصح ترك طاقة من الطاقات المجتمعية والدعوية بحجة الوضع التنظيمى والمستوى التربوى وإلا كان هذا خلل ناشىء عن قصور فى الرؤية لطبيعة المرحلة التى تستوعب كل الطاقات وتقيم علاقات مع الجميع بما فيهم الخصوم " وهنا يبرز الدور السياسى وأهميته وحنكة القائمين عليه .
*لاينبغى أن تكون الإدارة فى يد شخص أو إدارة فردية لأنها ليست من مصلحة العمل والدعوة أبدا بل تكمن القوة السياسية للدعوة من الإدارة المؤسسية وتستطيع الدعوة أن تكسب بها مكاسب عديدة .
• فرض الواقع الدعوى والسياسى للدعوة بإعلان العمل ونشر الوسائل وتعمد الإعلان عنه حتى لو أدى ذلك إلى خسائر مبدئية ومنها المعسكرات واللقاءات والندوات والتدوينات والمؤتمرات وهذا يحتاج إلى حنكة وتخطيط وعوامل نجاحه بقوة موجودة بفضل الله.
• لابد من تنمية القدرات وإعادة التأهيل إلزاما وليس اختيارا بل ليكون شرطا من شروط تولى المسئولية .
• التعرف على المهام الدعوية لكل عمل دعوى فلا يصح أن يتولى شخص ما عمل أو لجنة أو عمل إدارى وهو لايعرف المهام الموكلة إليه ( وفى هذا الجانب هناك تجارب مريرة جديرة بالرصد ليس هنا مكانها ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.• ماأردت بهذا العرض مدحا ولا قدحا ولاانتقاصا من أحد ولا دفاعا عن باطل ولا ينبغى قراءته قراءة جزئية ولكن المقارنة الهادئة تجعلنا نحسن تشخيص الداء ونتجنب الخطأ .• هذه قراءة للواقع من عبد فقير تحتمل الصواب والمغايرة والإضافة والتحسين أردت المشاركة بها إثراءا للحراك وإلقاء لحجر فى الماء الراكد يحدث موجات للتغيير
• هذه أوراق عايشتها وأدعوكم للتفاعل معها بإيجابية وسيتسع صدرى لكل رأى مخالف
كتبها د / أنور حامد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الكلمات نقلناها كما هي دون أي تغيير على الإطلاق .
يبقى أن يشارك الجميع في إبداء الرأي حتى تعم الفائدة .
مصعب رجب