( ملاحظات حول مقال : فن الانحدار وحرفية الانهيار وما تلقيته من تعليقات حول المقال )
مصعب رجب
أهوى دائما أن أحتفظ بنسخة مطبوعة من المقالات التي تحمل فكرا متميزا حتى وإن كنت أختلف مع هذا الفكر ، ولكن ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أطبع فيها مقالا أنا كاتبه ، ولكن كنت أحتاج إلى هذه النسخة المطبوعة بشدة حتى أستطيع استيعاب معظم ( إن لم يكن كل ) ما في التعليقات من أفكار كلها مهمة بالفعل .
هذا التمهيد أراه مهما لأن الهدف منه هو طمأنة الجميع إلى أن كل ما في هذا المقال سواء المقال نفسه أو التعليقات أو حتى ردودي عليها كل ذلك قد أعدت قراءته أو لنقل أعدت دراسته مرة أخرى حتى خرجت بهذه الملاحظات التي أرجوا أن تكون على صواب وأعتذر مقدما عن الإطالة ولكن أعتقد أن كل ملاحظة تناقش موضوعا هاما لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله .
1- الأفكار الثوابت :
طالما ظلت الأفكار حبيسة العقول أو الأوراق الخاصة وطالما أنها لم تخرج للنور فإنها يمكن أن تكون خاطئة وليست المشكلة في خطئها بقدر ما أنها في تجذر هذه الأفكار داخل العقول حتى أنها قد تصبح قناعات وثوابت وعقائد عند الإنسان لأنها لم تجد من يصححها .
سعدت كثيرا بكل من اتفق معي أو عارضني وسعدت أكثر بكل من ناقش ما كتبت بموضوعية فهذا صحح عندي بالفعل بعضا من المفاهيم التي كادت أن تتحول إلى تلك الثوابت التي كنت أتحدث عنها .
لذلك أنا أشكر الجميع وأخص بالشكر كلا من : محمد ناصر - أروى الطويل - حبيب - غادة ورفيدة - جودة ، فتعليقاتهم بالفعل كانت الأفضل في رأيي حتى وإن اختلفت مع بعض ما فيها .
لذلك أنا أقول أنه أيا كان ما يكتبه الجميع فإن الأفضل دائما أن تعرضوا هذه الكتابات على الآخرين وتتعرفوا إلى رأيهم فيها .
2- نظرة المجتمع للإخوان :
الواقع الذي نعايشه جميعا كأفراد في المجتمع هو أن الكثيرين من عامة الناس ( بعيدا عن القلة المثقفة ) ينظرون إلى الإخوان على أنهم ملائكة لا يمكن بل لا يجوز أن يخطئوا وسواء كانت هذه النظرة عن حسن نية أو عن سوء نية فإن من أهم نتائجها أن هفوات الإخوان تصبح جرائم في نظر العامة والأسوأ من ذلك أن بعض تصرفات الإخوان التي لا تتعارض مع الشرع قد يعتبرها عامة الناس كبائر لا تغتفر لأن ثقافة هؤلاء العامة تفرض عليهم ذلك .
هذا الواقع يفرض على الإخوان بشكل أو بآخر أن تنضبط تصرفاتهم بضابط آخر " إلى جانب " الضوابط الشرعية هو ضابط أعراف المجتمع .
3- قصة ثعلبة :
ثعلبة هو ذلك الرجل الفقير الذي جاء إلى النبي وطلب منه أن يدعوا له الله أن يرزقه مالا كثيرا فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما عاهده ثعلبة أن ينفق من هذا المال في سبيل الله تعالى ويتصدق منه على الفقراء ... وتمر الأيام وينمو مال ثعلبة حتى وكلما زاد ماله زاد ابتعاده عن النبي صلى الله عليه وسلم فترك الاستماع إلى النبي بعد الصلاة فصار يصلي ثم يغادر مسرعا ثم ترك صلاة الجماعة ثم ترك صلاة الجمعة وأخيرا ذهبوا إليه ليأخذوا منه زكاة ماله فقال لهم : والله إنها الجزية ورفض أن يدفع للمبعوثين من النبي الزكاة فنزل فيه قول الله عز وجل : " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) " سورة التوبة .
4- مابين الحكم الشرعي والرؤية الحركية :
النقطة التي أثارها أخي أحمد الخشاب في نهاية التعليقات أنه لا يصح أن نقول أننا لا نناقش الموضوع من الناحية الشرعية ، وأنا بالطبع لا أوافق على هذا الكلام .
المقصود بالناحية الشرعية هو البحث في النصوص والأدلة عن حكم شرعي أما غير ذلك فنحن ننظر للقضية من زاوية اجتماعية أو حركية أو سياسية أو غير ذلك ، وهذا لا ينفي أن مرجعيتنا النهائية في الحكم على الأفكار هي أحكام هذا الدين فما تعارض معها نرفضه موضحين ما فيه من تعارض وما لم يتعارض مع النصوص فهو يخضع بعد ذلك لأحكام العقل المعترف بها شرعا والتي من ضمنها الاستحسان والعرف والمصالح المرسلة وفقه المصالح ، فكثير من الأفعال قد تكون مباحة من الناحية الشرعية ولكن لا يصح فعلها لأن ضررها أكبر من نفعها أو لأن هناك عملا آخر أولى بالتنفيذ أو لغير ذلك من الأسباب التي تختلف العقول والأفهام البشرية في تقديرها .
وحتى نصل إلى مثل هذه الأحكام " العقلية " ينبغي أن نبتعد قليلا عن الرؤية الشرعية ( فيما يتعلق بالمباحات ) ونناقش القضايا من مناظير أخرى غير ذلك المنظور الشرعي .
5- المظهر والجوهر :
بداية لابد أن نقر أن المظاهر ما هي إلا انعكاسات لما في داخل النفوس ( الجوهر ) ، ولابد أن نقر أيضا أن أي مظهر خارجي لابد أن له عند الإنسان نفسه مبررات تبيح له هذا الوظهر وترجحه ( ولسنا هنا بصدد مناقشة مدى صحة هذه المبررات وإن كان لابد من التأكيد على وجودها ) .
وفيما يتعلق بموضوعنا فإننا حين نتحدث عن مظهر الإخوان لابد أن نوضح النقاط التالية :
أ) بعض تصرفات الأفراد قد تتعارض مع أحكام التشريع وهذه لامجال للحديث حول قبول صدورها منهم لأنها بكل بساطة " حرام " .
ب) بعض التصرفات الأخرى تدخل في دائرة المباحات وهذه كما قلنا تخضع للدراسات العقلية وفي النهاية قد يصل البعض إلى أنها تصرفات صحيحة بينما قد يراها البعض الآخر جانبها الصواب .
جـ) لابد أن نكون على يقين تام أن كل التصرفات التي تتعارض مع الشرع ( حتى وإن أقرها المجتمع ) أشد خطرا من تلك التصرفات المباحة والتي قد يرفضها المجتمع وتأثيرها يكون أشد سوءا سواء على الفرد نفسه أو على الجماعة كأفراد يحيطون بهذا الشخص أو حتى الجماعة ككيان متكامل يعتمد في تكوينه في النهاية على هؤلاء الأفراد .
6- مظاهر وأفعال مرفوضة :
بعد كلمات أروى الطويل ، والفاتح الجعفري ، وغيرهما لابد أن نتفق جميعا على أن هناك مظاهر ووأفعال مرفوضة إما شرعا وإما حركيا لمن ارتضى أن ينتظم داخل جماعة الإخوان المسلمين .
من الناحية الشرعية :
المحادثات بلا داعي بين ( بعض ) الإخوة والأخوات سواء على المحمول أو على البريد الإلكتروني أو بأي شكل آخر هي بلا شك خلوة غير شرعية ( حرام ) .
إرتداء أي شيء لا يتفق مع أحكام الزي الإسلامي ( للرجل والمرأة ) أيضا بلا شك أمر غير شرعي ( حرام ) .
أخيرا : التفريط في صلاة الجماعة تحت مسمى اللقاءات والمواعيد أنا أراه محظورا شرعيا قبل أن يكون محظورا حركيا .
أما من الناحية الحركية :
فأنا لن أتحدث عنها حتى لا يقال أنني لا أنصب نفسي حاكما بأمره على الإخوان ولكن الضابط العام ( في رأيي ) أننا ملزمون كأفراد بتوجيهات الإمام البنا رحمه الله فيما يخصنا كأفراد مثل الأوراد والوصايا العشر وصفات الفرد المسلم وما شابه ذلك .
7- من المسئول :
أخيرا نقول أن هذا الوضع الحالي الذي يكاد يتفق عليه الجميع أن هناك انحدارا داخل صف الإخوان ( حتى وإن اختلفنا في تحديد مظاهره ) يدفعنا للتساؤل حول الأسباب التي أدت إلى هذا الانحدار .
البعض قد قال أن التربية هي السبب في النهاية والبعض قال أن أفراد الإخوان في النهاية جزء من المجتمع ويؤثر فيهم ما يؤثر في هذا المجتمع سلبا وإيجابا .
وأنا أتفق معكم أن التربية هي الأساس ولكن مهلا ... دعونا نتوقف للحظات .
هل يقع عبء تربية الإخوان على الأسر فقط أم أن بيوت الإخوان تتحمل نصيبا من هذا العبء ( خصوصا أن الكثير من مظاهر هذا الانحدار توجد بين أبناء الإخوان أكثر مما توجد في غيرهم من غير أبناء الإخوان ) ، وقبل كل ذلك ألا ينبغي أن يتحمل كل فرد ( فينا ) عبء تقييم نفسه وتقويمها أولا بأول ؟
أنا لا ألغي مسئولية قسم الأسر عن هذه " الظاهرة " ولكن فقط أقول أنه لايمكن أن نغفل أن هناك من المؤثرات ما يتداخل ( سلبيا في الغالب ) مع ما تقوم به الأسر لذلك تبقى المسئولية الأولى ( في رأيي ) قبل كل شيء على عاتق الأخ ( أو الأخت ) نفسه فهو الذي يجب أن يصحح ويصلح نفسه أولا بأول ... هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الحق والرشاد .
تحديث بتاريخ 11- 9 - 2008
لم أقم بالرد على التعليقات حول المقال الأخير ( فن الانحدار رؤية وقراءة متأنية ) وليس ذلك احتقارا أو استهتارا بأي من المشاركين لاسمح الله ولكن لأن كلمات كل من شارك في التعليق تستحق أن يفرد لها تدوينة خاصة تناقش ما بها من أفكار كثيرة لذلك أنصح الجميع بأن يكتبوا رأيهم ( كفعل وليس كرد فعل ) حول هذا الموضوع وحينها يمكن أن نعلق على ما يكتبون .
مصعب رجب
أهوى دائما أن أحتفظ بنسخة مطبوعة من المقالات التي تحمل فكرا متميزا حتى وإن كنت أختلف مع هذا الفكر ، ولكن ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أطبع فيها مقالا أنا كاتبه ، ولكن كنت أحتاج إلى هذه النسخة المطبوعة بشدة حتى أستطيع استيعاب معظم ( إن لم يكن كل ) ما في التعليقات من أفكار كلها مهمة بالفعل .
هذا التمهيد أراه مهما لأن الهدف منه هو طمأنة الجميع إلى أن كل ما في هذا المقال سواء المقال نفسه أو التعليقات أو حتى ردودي عليها كل ذلك قد أعدت قراءته أو لنقل أعدت دراسته مرة أخرى حتى خرجت بهذه الملاحظات التي أرجوا أن تكون على صواب وأعتذر مقدما عن الإطالة ولكن أعتقد أن كل ملاحظة تناقش موضوعا هاما لا يمكن التغاضي عنه أو تجاهله .
1- الأفكار الثوابت :
طالما ظلت الأفكار حبيسة العقول أو الأوراق الخاصة وطالما أنها لم تخرج للنور فإنها يمكن أن تكون خاطئة وليست المشكلة في خطئها بقدر ما أنها في تجذر هذه الأفكار داخل العقول حتى أنها قد تصبح قناعات وثوابت وعقائد عند الإنسان لأنها لم تجد من يصححها .
سعدت كثيرا بكل من اتفق معي أو عارضني وسعدت أكثر بكل من ناقش ما كتبت بموضوعية فهذا صحح عندي بالفعل بعضا من المفاهيم التي كادت أن تتحول إلى تلك الثوابت التي كنت أتحدث عنها .
لذلك أنا أشكر الجميع وأخص بالشكر كلا من : محمد ناصر - أروى الطويل - حبيب - غادة ورفيدة - جودة ، فتعليقاتهم بالفعل كانت الأفضل في رأيي حتى وإن اختلفت مع بعض ما فيها .
لذلك أنا أقول أنه أيا كان ما يكتبه الجميع فإن الأفضل دائما أن تعرضوا هذه الكتابات على الآخرين وتتعرفوا إلى رأيهم فيها .
2- نظرة المجتمع للإخوان :
الواقع الذي نعايشه جميعا كأفراد في المجتمع هو أن الكثيرين من عامة الناس ( بعيدا عن القلة المثقفة ) ينظرون إلى الإخوان على أنهم ملائكة لا يمكن بل لا يجوز أن يخطئوا وسواء كانت هذه النظرة عن حسن نية أو عن سوء نية فإن من أهم نتائجها أن هفوات الإخوان تصبح جرائم في نظر العامة والأسوأ من ذلك أن بعض تصرفات الإخوان التي لا تتعارض مع الشرع قد يعتبرها عامة الناس كبائر لا تغتفر لأن ثقافة هؤلاء العامة تفرض عليهم ذلك .
هذا الواقع يفرض على الإخوان بشكل أو بآخر أن تنضبط تصرفاتهم بضابط آخر " إلى جانب " الضوابط الشرعية هو ضابط أعراف المجتمع .
3- قصة ثعلبة :
ثعلبة هو ذلك الرجل الفقير الذي جاء إلى النبي وطلب منه أن يدعوا له الله أن يرزقه مالا كثيرا فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما عاهده ثعلبة أن ينفق من هذا المال في سبيل الله تعالى ويتصدق منه على الفقراء ... وتمر الأيام وينمو مال ثعلبة حتى وكلما زاد ماله زاد ابتعاده عن النبي صلى الله عليه وسلم فترك الاستماع إلى النبي بعد الصلاة فصار يصلي ثم يغادر مسرعا ثم ترك صلاة الجماعة ثم ترك صلاة الجمعة وأخيرا ذهبوا إليه ليأخذوا منه زكاة ماله فقال لهم : والله إنها الجزية ورفض أن يدفع للمبعوثين من النبي الزكاة فنزل فيه قول الله عز وجل : " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) " سورة التوبة .
4- مابين الحكم الشرعي والرؤية الحركية :
النقطة التي أثارها أخي أحمد الخشاب في نهاية التعليقات أنه لا يصح أن نقول أننا لا نناقش الموضوع من الناحية الشرعية ، وأنا بالطبع لا أوافق على هذا الكلام .
المقصود بالناحية الشرعية هو البحث في النصوص والأدلة عن حكم شرعي أما غير ذلك فنحن ننظر للقضية من زاوية اجتماعية أو حركية أو سياسية أو غير ذلك ، وهذا لا ينفي أن مرجعيتنا النهائية في الحكم على الأفكار هي أحكام هذا الدين فما تعارض معها نرفضه موضحين ما فيه من تعارض وما لم يتعارض مع النصوص فهو يخضع بعد ذلك لأحكام العقل المعترف بها شرعا والتي من ضمنها الاستحسان والعرف والمصالح المرسلة وفقه المصالح ، فكثير من الأفعال قد تكون مباحة من الناحية الشرعية ولكن لا يصح فعلها لأن ضررها أكبر من نفعها أو لأن هناك عملا آخر أولى بالتنفيذ أو لغير ذلك من الأسباب التي تختلف العقول والأفهام البشرية في تقديرها .
وحتى نصل إلى مثل هذه الأحكام " العقلية " ينبغي أن نبتعد قليلا عن الرؤية الشرعية ( فيما يتعلق بالمباحات ) ونناقش القضايا من مناظير أخرى غير ذلك المنظور الشرعي .
5- المظهر والجوهر :
بداية لابد أن نقر أن المظاهر ما هي إلا انعكاسات لما في داخل النفوس ( الجوهر ) ، ولابد أن نقر أيضا أن أي مظهر خارجي لابد أن له عند الإنسان نفسه مبررات تبيح له هذا الوظهر وترجحه ( ولسنا هنا بصدد مناقشة مدى صحة هذه المبررات وإن كان لابد من التأكيد على وجودها ) .
وفيما يتعلق بموضوعنا فإننا حين نتحدث عن مظهر الإخوان لابد أن نوضح النقاط التالية :
أ) بعض تصرفات الأفراد قد تتعارض مع أحكام التشريع وهذه لامجال للحديث حول قبول صدورها منهم لأنها بكل بساطة " حرام " .
ب) بعض التصرفات الأخرى تدخل في دائرة المباحات وهذه كما قلنا تخضع للدراسات العقلية وفي النهاية قد يصل البعض إلى أنها تصرفات صحيحة بينما قد يراها البعض الآخر جانبها الصواب .
جـ) لابد أن نكون على يقين تام أن كل التصرفات التي تتعارض مع الشرع ( حتى وإن أقرها المجتمع ) أشد خطرا من تلك التصرفات المباحة والتي قد يرفضها المجتمع وتأثيرها يكون أشد سوءا سواء على الفرد نفسه أو على الجماعة كأفراد يحيطون بهذا الشخص أو حتى الجماعة ككيان متكامل يعتمد في تكوينه في النهاية على هؤلاء الأفراد .
6- مظاهر وأفعال مرفوضة :
بعد كلمات أروى الطويل ، والفاتح الجعفري ، وغيرهما لابد أن نتفق جميعا على أن هناك مظاهر ووأفعال مرفوضة إما شرعا وإما حركيا لمن ارتضى أن ينتظم داخل جماعة الإخوان المسلمين .
من الناحية الشرعية :
المحادثات بلا داعي بين ( بعض ) الإخوة والأخوات سواء على المحمول أو على البريد الإلكتروني أو بأي شكل آخر هي بلا شك خلوة غير شرعية ( حرام ) .
إرتداء أي شيء لا يتفق مع أحكام الزي الإسلامي ( للرجل والمرأة ) أيضا بلا شك أمر غير شرعي ( حرام ) .
أخيرا : التفريط في صلاة الجماعة تحت مسمى اللقاءات والمواعيد أنا أراه محظورا شرعيا قبل أن يكون محظورا حركيا .
أما من الناحية الحركية :
فأنا لن أتحدث عنها حتى لا يقال أنني لا أنصب نفسي حاكما بأمره على الإخوان ولكن الضابط العام ( في رأيي ) أننا ملزمون كأفراد بتوجيهات الإمام البنا رحمه الله فيما يخصنا كأفراد مثل الأوراد والوصايا العشر وصفات الفرد المسلم وما شابه ذلك .
7- من المسئول :
أخيرا نقول أن هذا الوضع الحالي الذي يكاد يتفق عليه الجميع أن هناك انحدارا داخل صف الإخوان ( حتى وإن اختلفنا في تحديد مظاهره ) يدفعنا للتساؤل حول الأسباب التي أدت إلى هذا الانحدار .
البعض قد قال أن التربية هي السبب في النهاية والبعض قال أن أفراد الإخوان في النهاية جزء من المجتمع ويؤثر فيهم ما يؤثر في هذا المجتمع سلبا وإيجابا .
وأنا أتفق معكم أن التربية هي الأساس ولكن مهلا ... دعونا نتوقف للحظات .
هل يقع عبء تربية الإخوان على الأسر فقط أم أن بيوت الإخوان تتحمل نصيبا من هذا العبء ( خصوصا أن الكثير من مظاهر هذا الانحدار توجد بين أبناء الإخوان أكثر مما توجد في غيرهم من غير أبناء الإخوان ) ، وقبل كل ذلك ألا ينبغي أن يتحمل كل فرد ( فينا ) عبء تقييم نفسه وتقويمها أولا بأول ؟
أنا لا ألغي مسئولية قسم الأسر عن هذه " الظاهرة " ولكن فقط أقول أنه لايمكن أن نغفل أن هناك من المؤثرات ما يتداخل ( سلبيا في الغالب ) مع ما تقوم به الأسر لذلك تبقى المسئولية الأولى ( في رأيي ) قبل كل شيء على عاتق الأخ ( أو الأخت ) نفسه فهو الذي يجب أن يصحح ويصلح نفسه أولا بأول ... هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الحق والرشاد .
تحديث بتاريخ 11- 9 - 2008
لم أقم بالرد على التعليقات حول المقال الأخير ( فن الانحدار رؤية وقراءة متأنية ) وليس ذلك احتقارا أو استهتارا بأي من المشاركين لاسمح الله ولكن لأن كلمات كل من شارك في التعليق تستحق أن يفرد لها تدوينة خاصة تناقش ما بها من أفكار كثيرة لذلك أنصح الجميع بأن يكتبوا رأيهم ( كفعل وليس كرد فعل ) حول هذا الموضوع وحينها يمكن أن نعلق على ما يكتبون .
هناك 5 تعليقات:
بداية أنا عايز أشكرك على استكمالك للموضوع ..لأن الموضوع كان هيتساب عايم ...ويتقفل على كده...وبالطبع محدش يرضى حاجة زي كده ..المهم ..أتفق معاك في جزء كبير من الكلام اللي أنت قلته ..بالفعل فية انحدار ...وأيا كانت مظاهره أو أشكاله ..فكلنا متفقين على انه انحدار...أكبر دليل على كده ...ان فيه منا طق معينة مليانة اخوان ولكن متحسش بوجود ليهم الا في المواسم ...على رأي واحد من أخونا الكبار بقينا شغالين بنظام الأنفار...السبب في كده ممكن يكون البيت أو التربية أو الشخص نفسه لكني شايف ان السبب كل دول وان كان اللوم اكثر على نظام التربية داخل الجماعة ..أو على الأقل طريقة تطبيق النظام ...فاما ان الأخ اللي ماسك أسرة مشغول جدا بحاجات كتير فدماغه مش فاضية للموضوع ...أو ان ده تكليف جاله فبينفذ وخلاص ..أو ان الأخ مهتم بس البيت مطنش ..كلها أسباب اناشايف انها خلف الوضع اللي احنا فيه حاليا ...
اولا
الموضوع اللى فات فى غايه الأهميه قرأته وقرات بعض من التعليقات
والرؤيه ديه ليه اتفق مع اجزاء كبيه فيها
لكن لدى شويه تعليقات
حضرتك كتبت على كذا حاجه كده حرام
فى رأى بلاش ندخل فى موضوع كلمه حرام لأنه كبيره اوى
حتى وان كان الامر ده غير مباح
موضوع المظهر واللبس وكده
بما أنى يعنى بنت من الأخوات فأقدر أقولك
ان مشكلتنا الكبيره ان احنا ربطنا التزامنا بشكل معين
يعنى مثلا الخمار وافى الشروط
والايشارب واو الحجاب اللى بعض الاخوات فى بعض الاماكن بيلبسوه وافى الشروط
الطرحه الكبيره وافيه الشروط
لو فى منطقه كل الاخوات لابسين خمار واخت لبس ايشارب تبدأ الاخوات تنظر انها فعلت جريمه
وبيحصل
دا للأسف عيب فى تفكيرنا احنا
الا اذا كانت نيتهم ان ممكن يحصل انحدار فعلا وتتحول الطرحه الكبيره الى طرحه صغيره ودى وجهه نظر احترمه
لكن لو احنا ملتزمين بجد
هندعى دائما بالثبات اى ما كان شكل الحجاب
حبيت بس انوه على النقطه دى
اما مين المسئول
خصوصا عن المشاكل اللى بتظهر فى بيوت بعض الاخوان فى اولادهم
أقدر أقولك
احيانا انشغال الاخ الأب يعنى بمهامه الدعويه او فلنقل الحركيه
ويترك المهمه للأم
ويظهر بعض المشاكل
او احساس ااولاد وبنات الاخوه بنوع من التعود مع هذه الحياه
احنا طلعنا لقيين نفسنا كده
لكن هناك بيوت كثيره تحرص على التربيه اللى كلنا نفسنا نشوفها فى بيوت المسلمين كلهم
او الاسر الأخوانيه
احيانا الاسر بتربى كويس
وتكون الاخت مع الاخوات ماشاء الله
لكن مع اصحابها التانيين زيهم
العيب هنا بقى بيبقى عيب افراد
النفس مش قادره تتغلب ع الدنيا
عشان كده كنت دايما اقول ان لازم الاخت مننا لما تتدخل الجامعه تبحث عن الاخوات عشان تلاقى الصحبه
اى مكان تروحه تبحث عنهم
مش تبعد فى الآخر تقول مش عارفه آيه
فى رآى ان مشكلاتنا الاولى نابعه من افرادنا
لأن فى ناس ماشاء الله عليهم نحسبهم على خير
وصدقنى مش هينفع نسكت كتير على بيحصل من انحدار
لازم يبقى فيه وقفه
وقفه مع أنفسنا الأول
نشوف نفسنا رايحين فين
ونحل المشاكل الكبيره
التفريط بتاعنا فى الاشياء الكبيره
قبل الطرحه والخمار واللحيه
رغم اهميتهم
لكن لم نلاقى نفسنا مجرد اشكال بتتحرك وتظهر بمظاهر تبدو ملتزمه
ونلاقى جوانا وداخلنا علاقتنا مع ربنا عامله ازاى
يبقى لازم نتغير بجد ونحاول نكون شايلين للدعوه بجد
محتاجين الفهم والتجرد والاراده
مهما كانت الفتن حوالينا
انا طولت اوى لكن الموضوع بجد فى الصميم
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على الموضوع و أريد أن أعقب على عدة نقاط
بخصوص النقطة الثانية
فأرى أن ذلك يتنافى تماما لرسالتنا فكيف أن يكون جزء كبير من دورك هو تغيير ثقافة و مفاهيم للناس ثم تخضع بعدها لأعراف خاطئة
إن الالتزام بأعراف المجتمع هام و لكن ليس فى الحالة التى تذكرها عزيزى مصعب
بخصوص النقطة الرابعة
عندما تحدثت فى حديثك عن التفريط فى الحجاب كيف سنتحدث عن التفريط فى الحجاب دون أن نذكر أن الحجاب له أحكام و صفات شرعية محددة
إن كنت ترى أن التفريط فى الحجاب مشكلة إجتماعية تضر بمظهر الإخوان الإجتماعى فتلك مصيبة فهى تضطر بهم شرعيا و ليس إجتماعيا فالمجتمع لا يرى الرؤية الشرعية الكاملة للحجاب و بالتالى لن يحدث ضرر إجتماعى بل هو ضرر شرعى عميق
(من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) أخرجه الترمذي في السنن
إن دراسة الأمور تحتاج خلفية شرعية و العقلية التى تتطالب بها لابد لها من شرعية تحكمها كما قلت إذا فالمقدمة الشرعية لابد منها و هذا تستخرجه من كلامك نفسه الذى لم يستطيع أن يتكامل مع فكرة الابتعاد قليلا عن الرؤية الشرعية و لكن تستطيع إن صح التعبير الأخذ من الشرع ثم التبحر فى العلوم الأخرى
إن الإمام أبو حنيفة حينما يناقش أمرا من أمور الحياة يجلب العلماء الشرعيين و الغير شرعيين ليتفقوا معا لا فئة منهم دون علماء الشرع و لم يعلن أحد من علماء العلوم المختلفة رفضه وجود العلماء الشرعيين أو الابتعاد عن الناحية الشرعية التى كما قلنا لابد منها و أيضا المباحات لها أحكام فى المناقشة
بخصوص النقطة الخامسة
أرى فيها ترتيبا جيدا للأفكار
و إن كان من المطلوب منك أن تعطى مثالا فيما يتعلق بالناحية العقلية فقد تكون تقصد غير ما تستخدمه ألفاظك
بخصوص النقطة السابعة
أنا لست واحدا من ضمن الجميع الذين يتفقون على الوضع الذى تذكره
فلست أرى أن هناك ذلك الإنحدار الذى تذكره بخصوص اناحية الأخلاقية للإخوة و إن كان هناك مشاكل تراها فذلك لا يتعدى أفراد و لا يمكن أن يتحول إلى ظاهرة
فالحمد لله ما زال إخوانى فى درب أخلاقى ممتاز و كما قلت إن الأخطاء التى تراها لا يمكن أن نحولها لظاهرة
و لكن المشكلة الحقيقية التى رأيتها و لفت إليها الانتباه محمد ناصر كانت فى الميوعة التى تتسرب إلينا و الرفاهية التى أصبحت فى كثير من عملنا الحركى لنفقد معنى مهم ذكره سيدنا عمر بن الخطاب اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم
و هذه المشكلة أصبح حلها الشغل الشاغل لى فى الفترة القادمة
وفقك الله و وفقنا إلى خير ما يرضاه
و جزاك الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقولون أن بين الأبيض والأسود ملايين الألوان
بين الصواب المطلق والخطأ المطلق الكثير من الأشياء الأخذة للرد ولنقد والقبول والرفض
وبين اسلام النجاشى وبين المجاهد فى سبيل الله بماله ونفسه واهله
الكثير من الأشياء المقبولة والتى يقبلها الشرع والدين
النجاشى الذى كان يقيم شعائر ديانة قومه حتى مات وهو يكتم اسلامه عن الناس
النجاشى الذى صلى عليه النبى وهو بهذه المواصفات صلاه الغائب
والمجاهد الذى ضحى بنفسه وماله واهله من أجل الدفاع عن الدين وعن المجتمع
بين هذهين الكثير كما قلنا من الأشكال التى يقرها الشرع ولم يرفضها
والذى فهمته من كلامك
مصعب
أنك حصرت فكرة الإنحدار فى بعض الأشكال التى تراها انت من وجهة نظرك انها انحدار
هناك ناس لا تأخذ نفسها بالرخص
وهذا لا ينفى وجود الرخص فى الشرع ولا ينفى الأخذ بها
ولا ينفى الأشكال الأخرى من الإلتزام التى قد تراها انت انها لا تعد التزام من منطلق اخذك بالهمم ومعالى الأمور
هذه المنظار فى الحكم على الأشياء لا يأخذ بها فى الحكم على العموم فهو شئ مخصوص لحالات مخصوصة
وتبقى الناس من وجهة نظرى
أنها تأخذ الدين والشرع وتلتزم به بالطريقة الطبيعية السلسة والتى جاء معناها فى الرجل الذى جاء الى النبى
وقال له فيما معناه
يا رسول الله دلنى على عمل ان فعلته دخلت الجنة قال
تصلى الخمس صلوات
وتصوم رمضان
وتؤتى الزكاة
وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا
فقال الرجل لا ازيد على ذلك
فقال النبى:افلح أن صدق
هذا ما يعمله عامة الناس المسلمين
الذى اريد ان اصل اليه
هو أننا عندما نحتكم الى الشريعة لابد أن تتوفر عندنا هذه النظرة للتشريع
الذى يحتوى على افعال النجاشى
وافعال المجاهد فى سبيل الله
.....
.....
اما بخصوص نظرة الناس للإخوان
فاود أن اقول
هل المجتمعات تنظر الى افعال الأفراد؟؟
أم تنظر الى انجازات الفكرة ومدى صلاحيتها للمجتمع؟؟
المجتمعات تنظر الى الإنجازات وليس الى سلوك الأفراد
الناس مش فاضية تبص دا بيعمل ايه ولا مش بيعمل اييه
افراد الإخوان فى اخر المطاف من المجتمع يعتريها ما يعترى المجتمع من تغيير
الناس تلتف حول المؤسسات والمنظمات التى تدعوا الى التغيير
من خلال كم الإنجازات التى تحققها تلك المؤسسات والمنظمات للناس والمجتمع
فبالتالى انت محتاج تهتم بتحقيق اهدافك اولا واخيرا
وليس بمنظرك ادام المجتمع لأن هذا يأخذ من جهود المادية والمعنوية لكى تظهر بمظهر حسن امام المجتمع
وفى المقابل تبتعد عن مسار تحقيق الأهداف
......
.....
وتقبل تحياتى
إرسال تعليق