الأربعاء، أبريل 08، 2009

76- انتقاءية الدعوة

جماعة الإخوان المسلمين
كثيرا ما يسألني واحد أو غيره من أصحابي سؤالا محددا :
ماذا يفعل من يريد أن ينضم إلى الإخوان ؟
والحقيقة أن هذا السؤال لا يعني لي كثيرا - ليس استهانة بأصحابه - وإنما لأنني حين أجيب على مثل هذا السؤال فغالبا ما تكون الإجابة هي أن الإخوان هم الذين يختارون من يريدون ضمه إلى الجماعة ولابد من البداية أن نؤكد أن الوضع الي يعيشه الإخوان الآن بشكل عام والوضع الأمني بشكل خاص - وإن طال - فإنه سيظل وضعا استثنائيا وليس هو القاعدة .
وقديما عندما كان للإخوان فروع تغطى كل مصر فإن أمر الانضمام للإخوان في غاية السهولة مثله مثل الانضمام إلى أي حزب الآن وربما أسهل ، أما الآن وفي ظل التضييق الأمني الواضح للجميع فإن الإخوان يضيقون واسعا وذلك حرصا على عدم حدوث أي اختراق أمني للجماعة .
وقد صار لي الآن ما يقرب من 11 سنة بين الإخوان وخلالها تعلمت منهم وعنهم الكثير والحمد لله رب العالمين ، وفيما يتعلق بانضمام أفراد جدد للإخوان فإن مصادر الأفراد الجدد عند الإخوان - على حد علمي - هي ثلاثة مصادر :
الأول : أبناء الإخوان وهذا موضوع يستحق الحديث عنه بشكل منفصل فيما بعد .
الثاني : أقسام الأشبال والثانوي والطلبة وهذه أيضا يمكن الحديث عنها بشكل منفصل وليس مجالها الآن .
الثالث : الدعوة الفردية لأفراد الإخوان والمقصود بها الدور الدعوي الذي يمارسه كل أخ على حدة مع من حوله من الناس .
-------------
الدعوة الفردية ... سلبيات وإيجابيات

حينما يمارس أي واحد من الإخوان دوره الطبيعي الذي يفترض به أن يمارسه دائما بالدعوة إلى الله عز وجل وإلى الفهم الصحيح للإسلام فإنه بالتأكيد سيلقى استجابات متفاوتة من الناس ، ومهمة الأخ الأساسية - فيما يتعلق بضم جدد - هي أن يهتم بشكل أكثر تركيزا على واحد أو اثنين من هؤلاء الناس وهم الأكثر استجابة له والأكثر تفاعلا معه ومع دعواته .
وهكذا يختار الأخ من بين من يجيطون به من يجد فيه حدا أدنى من المواصفات الدينية والأخلاقية ليكون هذا الشخص قد وُضع على أول درجة من درجات سلم الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين .
إذن وبكل وضوح فإن عملية الدعوة الفردية هي عملية انتقاءية تعتمد بشكل أساسي على :
- رؤية الأخ وتقديره لذلك الحد الادنى المطلوب أن يوجد في المدعو .
- نشاط الأخ وقدرته على التواصل الفعال وعلى المدى الزمني الطويل مع الناس .
- رغبة المدعو نفسه في البقاء والانضمام للجماعة .
ولو أردنا أن نقارن بين سلبيات وإيجابيات هذا التطبيق الانتقائي فيمكن أن نلاحظ التالي :
  • الإيجابيات :
- هذا التطبيق يعد تدريبا عمليا لأفراد الإخوان على الاندماج والتواصل مع المجتمع .
- هذا التطبيق كجزء من منظومة متكاملة للتربية داخل الجماعة ونادرة الوجود أو معدومة خارجها هو أيضا جزء - في الوقت نفسه - من منظومة حماية الجماعة من أي اختراق أمني يمكن ان يحدث في ظل الوضع الاستثنائي الذي نعيشه الآن داخل مصر كلها وليس داخل الإخوان فقط .
- هذا التطبيق أيضا من الناحية العملية لا يمكن إيقافه - لمنع انتشار فكر الإخوان او لنقل الفهم الصحيح والمتكامل للإسلام في رؤية الإخوان - إلا بطريقة واحدة غاية في البساطة وهي : قتل كل الإخوان أما لو بقى واحد فقط من الإخوان فسوف يحمل هذه الدعوة على عاتقه وبشكل ربما أقوى مما لو كان معه غيره من الإخوان .
  • السلبيات :
- يعتمد هذا التطبيق بشكل واضح على الانتقاءية ، وهذه الانتقاءية تعنى بالتاكيد حرمان الجماعة من بعض الكفاءات التي ربما لا يستطيع أفراد من الإخوان الوصول إليها .
- يعتمد هذا التطبيق أيضا ومن البداية على مدى فهم الأخ لطبيعة الدعوة الفردية ومراحلها وكذلك على مدى تقدير الأخ للحد الأدنى المطلوب من الصفات ، ولابد من وجود اختلاف في التقديرات بين الإخوان .
هذا الإختلاف في التقديرات أو المعايير يؤدي في بعض الأحيان - وإن كان ليس كثيرا - إلى الابتعاد عن واحد يمكن أن يشكل إضافة للجماعة أو ضم واحد لا يشكل في النهاية إلا عبئا على الجماعة .
- هذا التطبيق بعيدا عن القواعد النظام والذي يطالب جميع الإخوان بتقديم أفراد جدد للجماعة بشكل دوري من خلال هرم عددي يعرفه الإخوان جيدا ، هذا التطبيق يصطدم بوضوح بالوضع القائم بالفعل داخل الجماعة وهو أنه كما أنه ليس كل الإخوان يحسنون الخطابة أو الأعمال العامة فكذلك ليس كل الإخوان يحسنون التواصل الطويل مع الأفراد حتى نفترض أنهم جميعا قادرون على أداء هذه المهمة .

دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
فليعد للدين مجده يقول...

الدعوة الفردية بوضعها الحالي تحتاج لإعادة نظر
ما رأيك يا باشمهندس؟

محمد الشوادفي يقول...

أخي مصعب كيف حالك :)

انا أول لما اخدت دورة في الدعوة الفردية من حوالى اربع سنوات وأخدت انتقاء المدعو، راودني.. أنا كده باحرم ناس من خير.

لكن تداركت نفسي وجاوبت بسرعة ان انا باختار أقرب ناس للدخول في هذه الجماعة المباركة وهما اللى هيدخلوا الناس اللي انا سايبهم.

وبكده يبقى انا اخترت الأقرب من أجل الأبعد.

تاني حاجه عايز اتكلم فيها، ليه انت قصرت دخول الصف على الدعوة الفردية.

لو انا سألتك كام واحد دخل الاخوان من خلال جلسة تلاوة؟ وكام من خلال يوم رياضي؟ وكام من خلال رحلة؟ و........

أقصد ان الاعمال العامة والتي يدعى لها المجتمع بأطيافه وسيلة فعالة لجلب أفراد للصف وان كان هدفها تغيير مفاهيم وليس الضم

دمتم بخير

العسكري عتريس يقول...

؟؟؟

جميل بس ليه ؟؟

يعنى ليه كاتب موضوع زي ده .. علشان الناس اللي بتسأل ازاي يدخلوا الاخوان وكده .. قولهم يجيبوا صورة البطاقه وصورتين ويقفوا في الطابوا اللي عند مكتب الارشاد ويسجلوا اشتركات :D


موضوع جميل ان الناس تعرفه بس مش مهم للناس اوى

مصعب رجب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د أيهاب إبراهيم :
أعتقد أنه ليست الدعوة الفردية فقط هي التي تحتاج إلى إعادة نظر

مصعب رجب يقول...

أخي محمد الشوادفي :
1- ما زلت أرى أن نظام الدعوة الفردية الحالي هو نظام انتقائي وحتى وإن كان بنفس الصورة التي تراها فسوف يبقى هناك جزء من الناس لا تصله الدعوة .

2- أنا لم أقصر دخول الصف على الدعوة الفردية ولو أعدت قراءة المقال مرة أخرى فسوف تجد أن هناك مصادر أخرى مثل الأبناء والأشبال والثانوي والجامعة .

تحياتي
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مصعب رجب يقول...

على باشا عتريس :
أولا : أنا كاتب الموضوع مش بس علشان الناس اللى بتسأل وإنما كمان علشان أنا شايف لاوضع غلط من وجهة نظري .

ثانيا : الموضوع بالنسبة لي - على الأقل - مهم

تحياتي
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

abonazzara يقول...

عام 1986 قابلت الحاج عباس السيسي في الإسكندرية وسألته : ازاي الواحد ممكن ينضم للإخوان ؟ فضحك رحمه الله وربت على كتفي وقال لي : "بالنية إن شاء الله ، اذا كانت نيتك تدخل الإخوان فأنت من الإخوان"
ولا أزيد
جزاكم الله خيرا