الثلاثاء، يونيو 02، 2009

82- حول حوار الدكتور محمد مرسي على موقع الشرقية أون لاين

الحقيقة كنت قد كتبت تعليقا تفصيليا حول ذلك الحوار الذي أشرت إليه في التدوينة السابقة ، ولكن وجدت أنه من القسوة أن أتصيد الأخطاء لعمل أعلم جيدا أنه شابه الكثير من الخلل كما يبدو من صورته النهائية .

لذلك فقط أكتفي بعرض بعض الملاحظات حول ذلك الحوار :

أولا : ما زلت أؤكد على كامل احترامي لشخص أستاذنا الدكتور محمد مرسي ولكني ما زلت أؤكد أيضا أن هذا الاحترام لا يعني أبدا إضفاء هالة من القداسة أو الحصانة على آراء الدكتور محمد التي تبقى في النهاية مجرد آراء بشرية يمكن الاختلاف معها وليست وحيا من السماء .

ثانيا : عتاب لإدارة الموقع التي تأخرت كثيرا عن الموعد الذي حددته هي لنشر الحوار .
إذا لم يكونوا قادرين على الوفاء بالموعد الذي حددوه فلماذا حددوه من البداية ، على أي حال إدارة الموقع اعلنت اعتذارا عن هذا التأخير .
أيضا الإعلان عن الحوار والأسئلة في مكان من الموقع ، ونص الحوار والإجابات في مكان آخر ، ومطلوب من الزائر الكريم أن يستخدم ذكائه الخارق لمعرفة مكان الإجابات خصوصا إن لم يكن يدخل على الموقع يوميا لمتابعة الجديد ، ولا أدري على أي أساس قامت إدارة الموقع بإنشاء قسم إسمه ( تحقيقات وحوارات ) وقسم آخر إسمه ( ضيف وحوار ) ، إما أن يكون كلاهما قسما واحدا ، أو تكون التحقيقات في قسم والحوارات في قسم آخر .

ثالثا : الحوار نفسه :
أسئلة الزوار كانت على ثلاثة محاور :
المحور الأول : أسئلة عن الإخوان .
المحور الثاني : أسئلة عن القضايا العامة الدولية .
المحور الثالث : أسئلة شخصية للدكتور محمد .

بشكل عام فإن الحوار به العديد من السلبيات :

1- تجاهل الأسئلة الهامة :
- ما هو دور أساتذة الجامعة الذين ينتمون للجماعة في ظل استخدام البلطجة والعنف من جانب الأمن ضد طلاب الإخوان ؟
- هل يملك الإخوان برنامج للحكم أم مازالوا يتركون الأمر للظروف ؟
- لماذا لا نستهدف العمل الخدمي والنقابي وأعمال البر وخاصة في شريحة الطلاب كأولوية أو هدف حرج بغض النظر عن مقدم الخدمة وحينها نكون قد حققنا هدفا كبيرا في العمل مع المجتمع وإرشاده ؟
- إذا اختلف عضو صغير مع رأي المكتب ( مكتب الإرشاد ) ماذا يفعل ؟
- مع التطور الكبير للجماعة ظهرت وعلت بعض المشاكل منها عندما يتكلم بعض الأفراد بحرية ( الرأي والرأي الآخر ) نجد أن هذا خط أحمر ، لماذا ؟
- هناك ظواهر سلبية لدى شرائح من شباب الإخوان منها :
* استعجال النصر والاستعداد لقبول حلول تخالف الثوابت مثل : الحزب بديلا عن الجماعة بمفهومها الشامل ، الجمعية المشهرة انفصالا عن الجماعة .
* غياب أبجديات التناصح الرقيق عبر خطوطه الشرعية ( ظاهرة المدونات ) .
كيف يمكن معالجة هذه السلبيات ؟
- ما هو رأي حضرتك فيما يقوم به بعض المدونين من الإخوان من كتابة مقالات تنتقد بعض مواقف الإخوان ؟ وإذا كانت الإجابة أن هذا لا يصح فما هو البديل داخل الإطار التنظيمي ؟
- لماذا يتم الإعلان إعلاميا عن نية أ/ مهدي عاكف عدم الترشح لمنصب المرشد العام وهذا شأن داخلي للجماعة لا ناقة للإعلام فيه ولا جمل ؟


هذه الأسئلة وأسئلة أخرى غيرها تناقش قضايا هامة مثل (مناهج التربية - طبيعة المرحلة - التعامل مع السلفيين ...... ) هذه الأسئلة كلها لم يقترب منها الدكتور محمد في إجاباته فضلا عن أن الأسئلة لم تذكر أصلا في نص الحوار .

---------
2- العمومية في الإجابات :
الأسئلة الواضحة دائما ما تحتاج إلى إجابات واضحة خصوصا لو كانت حول قضايا كثر حولها الحديث واللغط ، ولكن الأسئلة كلها تقريبا كانت إجاباتها إجابات عامة وعائمة ودون أي كلام محدد وواضح المعالم .

أحدهم يسأل :
لماذا لا يتم التعامل مع الأمن بشكل سلمي يعبر عن السخط مما يفعله من حملات اعتقال متتالية لرموز الإخوان ؟


والدكتور محمد يجيب :
... ونحن كما هو معلوم قولا وفعلا لا نؤمن بالثورة كأداة للإصلاح والتغيير ونعمل بمنهج سلمي ونضال دستوري وننبذ العنف وندينه سواء جاء من الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات أو الدول والحكومات .


إذا الشكل السلمي للتعامل مع الأمن هو الثورة والعنف !!! أفادكم الله .

وآخر يسأل عن الموقف من الشيعة فيحيله الدكتور إلى مقالات الإمام البنا رحمه الله في مجلة التقريب ( فمن يدلنا على طريق نصل به إلى هذه المقالات ، وما ضر الدكتور محمد لو حدد موقفنا - كجماعة إخوان - من الشيعة بوضوح ؟ ) .

وثالث يسأل لماذا لا يكون لنا حزب سياسي مثل العدالة والتنمية التركي فيحيله الدكتور إلى قرار الإخوان السابق في أول 2007 بالإعداد لبرنامج حزب سياسي وعدم التقدم بأوراق تأسيس الحزب .
يا سيدي الفاضل هذا القرار يعلمه الجميع وأتوقع أن من بينهم صاحب السؤال ولكن لو أنني أنا الذي أسأل فأنا أسأل لمناقشة هذا القرار من الأصل .

حتى حينما سأله أحدهم عن إطلاقه اللحية وهل هو توجه من الجماعة أم حرية شخصية كانت إجابة الدكتور محمد هي الدعاء بحسن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم دون الرد على السؤال على الإطلاق .

---------------
هذا كله ملاحظات شكلية على الحوار وليس من بينها أي تعليق على المفاهيم والأفكار الموجودة داخل الحوار والتي يستحق كثير منها التوقف عنده وسوف أعود لهذه الملاحظات الموضوعية مرة أخرى في وقت لاحق .
أعتقد بعد هذه الملاحظات فإنه كان من الأولى أن تعتذر إدارة الموقع عن نشر الحوار بدلا من أن ينشروه بهذه الصورة المستفزة .

كلمة أخيرة :
طالما قبلنا ان نخوض الإعلام وأن نعرض بضاعتنا على الناس فلابد أن نعرضها عليهم في أبهى صورة ولابد أن نتقبل كل ما يطرحونه من انتقادات لهذه البضاعة .


هناك 7 تعليقات:

فليعد للدين مجده يقول...

كما ذكرت اخي مصعب
لا معصوم بعد النبي صلي الله عليه وسلم
لكن يوجد النصح والمراجعة
فإن رأيت شيئا من احد اخوني فالواجب علي نحوه ان اراجعه ونصحه
لو فعلنا ذلك سينصلح الكثير من احوالنا
مشكلتنا هي السكوت والطناش
لكن يبقي ايضا دوما الاحترام الواجب لرموزنا وقادتنا والسابقين علينا

مصعب رجب يقول...

استاذي الكريم : د أيهاب :

لم أفهم جيدا ...
هل أخطأت في حق الدكتور محمد في شئ ؟
إن كنت أخطأت فأنا على استعداد كامل أن أعتذر .
وبالتأكيد لابد لنا جميعا أن نحترم كل الإخوان من نختلف معهم قبل من نتفق معهم .

د/ أيمن يقول...

السلام عليكم
سعدت جدا بمقالك و أتفق معك أن هناك عموما أمور كثيرة نتلقي عليها إجابات عامة أكثر تعقيدا من السؤال نفسه أو ذكر قواعد لا خلاف عليها ولا علاقة لها بالموضوع كما فعل إستاذي د.إيهاب ولم تكن هذه عاداته ( كما فعل في مدونته عندما وعدني بكتابه رؤية الإخوان في بناء الدولة الإسلامية ثم لم يفعل حتي الأن)
ممكن أسأل سؤال ماهو رد فعل من تتعامل معهم من الإخوان حول المقالة؟؟
ما أشقي مسؤليك بك !!!
أتمني لو فعل كل الإخوان مثلك

فليعد للدين مجده يقول...

الاخوين الفاضلين م. مصعب ود. ايمن
جزاكما الله خيرا علي سعيكما نحو الحقيقة وغيرتكما علي دعوتكما

ليس في ابداء الرأي أي غضاضة بل نحن مأمورون به لكنا أيضا مأمورون بأن نقدمه في أحسن صورة و في فهم لسياقه

لأن كل رأي وكل موقف يجب أن يقيم ضمن سياقه

واعذرني يا أخ أيمن في نسياني
وربنا يجعلنا من الموفين للعهود

غير معرف يقول...

أخي مصعب
مع موافقتي على رأيك وعلى أن تنتقد ما تريد..
أيهما أفضل..؟
أن ترسل هذا البوست إلى الموقع في رسالة خاصة.. أم تنشره كما فعلت..؟
الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ ..
وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الأخرين ..
من حسن الخلق الإسرار بالنصيحة وعدم التشهير والحرص على الستر، فالنصيحة أمام الناس توبيخ وتقريع لا يقبله الناس، قال مسعر بن كدام رحمه الله: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع.

وقال الشافعي رحمه الله:
تَعَمَّدني بنُصحِك في انفرادِ .. وجَنِّبني النصيحةَ في الجماعه
فإن النصحَ بين الناسِ نوعٌ .. من التوبيخ لا أرضى إستماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي .. فلا تجزَع إذا لم تُعطَ طاعه

أنا أعلم أنه لم يكن قصدك إلا النصح لتصحيح خطأ أو لتنبيه إخوانك ولكن احترس أخي مصعب.. قال الفضيل بن عياض : المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويُعيّر
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير ، وهوأنّ النصح يقترن به الستر ، والتعيير يقترن به الإعلان .
وكان يقال : ( من أمر أخاه على رؤوس الخلائق فقد عيّره )

مصعب رجب يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام الذين شاركوا في التعليقات :

جزاكم الله خيرا على المشاركة ، هذه واحدة .
والثانية : أنني أعتذر عن تأخر الرد لانشغالي في المذاكرة والامتحانات .
ـــــــــــــــــ
د أيمن :
حول سؤالك : ماهو رد فعل من تتعامل معهم من الإخوان حول المقالة؟؟
بكل وضوح أستطيع أن أقول أن هذا الحوار كغيره من الحوارات والمقالات لم يسمع عنه كثير من الإخوان لسبب بسيط ، هو أنه على النت وهم لا يستطيعون استخدام الكمبيوتر ، هذا إن كنت تقصد حوار الدكتور مرسي نفسه .
أما إن كنت تقصد مقالي أنا فيعلم الله عز وجل أنه لم يحدث شيء ولن يحدث شيء إن شاء الله اللهم إلا بعض الاختلاف في الرأي حول مدى صحة نشر هذا المقال على الملأ من عدمه ( قضية النقد العلني ) ولكن لم يحدث أي قرارات بالعقاب حتى الآن وثقتي بالإخوان أنه لن يحدث إن شاء الله .
ولكن اعذرني أخى الكريم :
هذه الجملة أنا لي تحفظ عليها :
ما أشقي مسؤليك بك !!!
الحقيقة أن مسئولي رجل أعتز وأفتخر كثيرا أنه مسئولي ( وليس هذا نفاقا فليس بيننا أي مصالح مادية انافقه من أجلها ) وحتى وإن اختلفنا حول أي قضية من القضايا والاختلافات كثيرة والحمد لله فإننا نبقى على حقوق بيعتنا وأخوتنا .
فما أسعدني بمسئولي وما أسعد مسئولي بمجموعة فيها كثيرون هم أفضل مني .

جزاكم الله خيرا

مصعب رجب يقول...

د إيهاب
أتفق معك تماما في كل ما تقول ولكن مازلت لا أفهم :
هل أخطأت فأعتذر أم أنها نصيحة للجميع فنسعد ان رزقنا الله من ينصحنا
؟
-----------------
أخي ( غير معرف ) :
رغم تحفظي وتحفزي من كل من يعلق عندي وهو غير معرف إلا أني أقدر لك نصيحتك وأسأل الله أن يجزيك عني خير الجزاء .
ولكن :
أخطاء الأفراد ليست كأخطاء الجماعات : بمعني أن من أخطأ ليس شخص الدكتور محمد مرسي وليس فقط مشرف موقع الشرقية أون لاين وإنما من أخطأ هو عضو مكتب الإرشاد ، ومن أخطأ هو الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين بالشرقية . هذه واحدة .

والثانية : الكلمة التي كتبتها في آخر هذه المقالة :
طالما قبلنا ان نخوض الإعلام وأن نعرض بضاعتنا على الناس فلابد أن نعرضها عليهم في أبهى صورة ولابد أن نتقبل كل ما يطرحونه من انتقادات لهذه البضاعة .
لم يجبرنا أحد أن نعلن عن مثل هذا الحوار ، ولم يجبرنا احد على اختيار من نحاوره ، وكل هذا تم في العلن وأمام كل الناس ، وبعض هؤلاء الناس استجاب لدعوتنا وقرر أن يشارك في الحوار ( وهذا أيضا تم في العلن ) ، وبعض هؤلاء الذين استجابوا تجاهلناهم ايضا ورفضنا ان نرد على أسئلتهم ( أيضا في العلن ) ، فما هو المنطق الذي يدعونا ليكون اعتراضنا على مثل هذا التصرف مستورا بأحجبة من السرية والكتمان .

والثالثة والأخيرة : أن في مثل هذا النقد العلني تنبيه لكثيرين حول ما يمكن أن يكرروه من أخطاء ارتكبها آخرون من قبلهم ، وكذلك في تحقيق لمعنى تداول الرأي إذ يمكن أن أكون أنا المخطئ وليس إدارة الموقع وحينها سيأتي من ينبهني إلى هذا الخطأ وعلى العلن أيضا .

جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته