45- خواطر - بقلم : أ/ نبيلة كامل

خواطر حول سورة الأحزاب

بقلم : نبيلة كامل ( أم جهاد )

·قيل أنها سميت بسورة الأحزاب لأنها تعرضت للحديث عن غزوة الأحزاب .

هذه السورة تعرض فترة حساسة من حياة الجماعة المسلمة حيث تصور الآيات تصويرا واقعيا مدى تأثير جوانب شخصية الفرد في نسيج المجتمع الذي يعيش فيه وكذلك في حياة الدولة .
نذكر هنا أن هذه الفترة لم يكن قد تم فيها الاستقرار الكامل للدولة الإسلامية ولم تتمتع بالسيطرة الكاملة .

فما أشبه تلك الفترة بما نحن فيه الآن من ضعف السلطة الإسلامية وتكالب قوى الشر كلها على القوى الإسلامية الحقيقية ( وليست المزعومة ) ومن ثَم تؤكد الآيات والأحداث أن سلاح التفوق الوحيد في هذه
المعركة الشرسة هو مدى انسجام جوانب شخصية المسلم كلها ظاهرا وباطنا فرديا واجتماعيا وعالميا مع مقاصد الشريعة الإسلامية بل والتجرد الكامل لها وحدها .

((لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا))

إذن فالسورة تعمل في ثلاثة محاور :
1. تعديل أو إبطال العادات والتقاليد والأوضاع السائدة أو إنشاء تصورات وتنظيمات جديدة وربط كل ذلك بأصوله من العقيدة والتشريع وإخضاع كل ذلك وغيره ( مما لم يحدث ) للتصور الإسلامي الكبير .
2. بيان موقف الكفار والمنافقين واليهود وتكالبهم لهدم أو خلخلة كيان الدولة المسلمة الوليدة عن طريق الهجوم الحربي ( الأحزاب – بنو قريظة ... ) ولكن الله أفشلهم وخيب سعيهم .
3. استمرارهم في المكائد والدسائس بالإرجاف بين الصفوف والعبث بالأوضاع الاجتماعية والآداب الخلقية بغية بذر بذور الوهن والاضطراب بين المسلمين مما كان له أثره في بعض أفراد الصف ( وهم قلة ضئيلة والحمد لله ) ، لكنهم الآن – مع الأسف – أصبحوا السواد الأعظم في العالم .

تابعونا في الحلقات القادمة