إلى الدكتور المحترم : عمرو خالد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكتب إليك هذه الكلمات واحد من شباب الإخوان المسلمين ، واحد من أبناء مصر ، الذين آلمهم أن تشارك في دعم مرشح للحزب الوطني الديمقراطي في انتخابات يتابع الجميع مقدار التجاوزات التي تحدث فيها .
لقد أخطأتم بشدة حينما قبلتم هذه الدعوة المشبوهة ..
وحتى لا نتحدث عن كلام عام لا يمكن الرد عليه فإني أعدد لك بعضا من الأخطاء القاتلة التي وقعتم فيها بقبولكم لهذه الدعوة ..
الخطأ الأول : التعاون مع الظالمين :
قال الله عز وجل : وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ – هود : 113
في تفسير الآية ، قال الدكتور وهبة الزحيلي : ثم نبّه اللّه تعالى إلى خطر الميل مع الظالمين، فقال: وَلا تَرْكَنُوا .. أي ولا تميلوا إلى الظالمين بمودة أو مداهنة أو رضى بأعمالهم، أو استعانة بهم، أو اعتماد عليهم، فتصيبكم النّار بركونكم إليهم، فالرّكون إلى الظّالمين ظلم، وليس لكم من غير اللّه أنصار أبدا ينفعونكم، ويمنعون العذاب عنكم، ثم لا ينصركم اللّه، أي لا تجدون من ينصركم من تلك الواقعة لأنه تعالى لا ينصر الظّالمين . (التفسير المنير - وهبة الزحيلي)
ولا أريد الإطالة في النقل عن التفاسير المختلفة ، وكلها تؤيد هذا المعنى ، لذلك فقط أكتفي بذكر أسماء بعض من هذه التفاسير ، ويمكنكم الرجوع إليها : تفسير الكشاف – أبي القاسم الزمخشري ، المحرر الوجيز – أبي محمد بن عطية المحاربي ، النكت والعيون – أبي الحسن الماوردي ، الهداية إلى بلوغ النهاية – أبي محمد القيسي القيرواني ، التفسير الوسيط – محمد سيد الطنطاوي .
الخطأ الثاني : مخالفة القول العمل :
حينما تتحدث عن النهضة ، بدعم من الحزب الذي سعى في الأرض فسادا خلال الثلاثين عاما الماضية كلها والذي دمر كل معنى للنهضة في هذه البلد من يوم أن تولى الحكم فيها ، فما أراك إلا قد خالفت قول الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) – الصف : 2 : 3 .
الخطأ الثالث : إنكار الجميل :
حينما تدعم مرشح الحزب الفاسد ، ضد مرشح الإخوان المسلمين ، الذين تعلمت بينهم ، وانتميت إليهم ، وكنت واحدا منهم في يوم من الأيام ، ودعموك ودافعوا عنك حتى بعد أن قررت الانفصال عنهم ، حينما تقف ضدهم في هذا الموقف ، فأنت بهذا تنكر جميلهم وفضلهم عليك .
الخطأ الرابع : تجاهل أكثر من 2500 تعليق على صفحتك :
بدلا من أن تجيب الشباب الذين طالبوك بتوضيح موقفك ، وبدلا من أن ترد عليهم ، فقد اخترت يا دكتور أن تتجاهل هؤلاء الشباب ، ولا ترد عليهم ، وتكتفي ببيان هزيل يصدر عن مكتبك الإعلامي ، وحتى لا يصدر بتوقيعك أنت ، بيان عائم ليس فيه كلام محدد ، وبعدها تنشر خبرا على الموقع أنك ربما لا تذهب ، ثم بعدها خبر آخر أنك ستذهب .. ما هكذا تكون أخلاق الكبار ..
الخطأ الخامس : خطأ المكان ، والزمان ، والجهة المنظمة :
المكان : هو نفس المكان الذي اعتدى فيه الأمن الذي قام بحمايتك على مسيرات الدعاية ، وتسبب في إصابات بدنية لأكثر من 40 شخص ... كل هذا ليلة الجمعة ، قبل أقل من 24 ساعة من موعد ندوتكم الكريمة .
الزمان : الانتخابات ، في دائرة من أشد الدوائر الانتخابية اشتعالا ، وبعدها تقولون .. لا دخل لنا بالانتخابات .. من تخدعون بالله عليكم ؟
الجهة المنظمة : جمعية الاسكندرية للتنمية :
الجمعية كلها من الأصل مجرد وسيلة دعاية انتخابية للمحجوب تم تأسيسها في النصف الثاني من 2010 ، يرأس مجلس أمناءها اللواء عبد السلام المحجوب ، المرشح في نفس الدائرة والدعاية التي صدرت عن الجمعية ، والملصقات في الشوارع كلها تقول : لقاء مع الدكتور عمرو خالد برعاية وحضور اللواء محمد عبد السلام محجوب .
موعد تأسيس الجمعية ، وشخص رئيس مجلس الأمناء ، يضرب من الجذور أي حديث حول الموعد المحدد مسبقا ، وأن الأمر لا علاقة له بالانتخابات .
وما المطلوب ؟
المطلوب يا دكتور أن تحافظ على البقية الباقية من قيمتكم عند الشباب ، والتي تسببتم بإهدارها بهذا التصرف منكم ..
المطلوب اعتذار منكم ..
اعتذار لأهل مصر عن دعمكم للفساد والفاسدين ..
اعتذار للشباب الذين أغلقت صفحتك في وجههم ومنعتهم من الكتابة فيها ، وتجاهلت تعليقاتهم على موقفك فلم ترد عليهم إلى الآن .
اعتذار .. أعدك أن الكثيرين سيقبلون به .. ولن يتحدثون عن هذا الموقف ثانية ...
لكن البداية .. دائما كانت وستبقى من عندكم ...
أخوكم
هناك 5 تعليقات:
بورك فيكم !!
أخت مسلمة :
جزاكم الله خيرا
like
السلام عليكم
بدايه انا مش شيفاه مخطئ نهائى لانه متكلمش عن الانتخابات ولا جاب سيرتها وبعدين واحد زيه مطرود من البلد لما البلد نفسها تبعتله دعوه وتبدأ معاه من جديد يبقا اسفه يعنى غبى انه ميقبلش الدعوه دى
ثانيا هو يا يعمل اللى الاخوان عيزينه يا يبقا وحش هو ايه دخله بأنتخابات ولنفترض انه نفسه مش بيأيد حد فيهم يمكن الراجل يكون وجه نظره زى كتير اوى ان الحزب الوطنى من الاخوان مش هتفرق الالتنين هتبقا خراب
طبعا انا عارفه ان كلامى مش هيعجب حضرتك لكن هناك الرأى والرأى الاخر
فأرجو ان تتقبل رئيي بصدر رحب
اختك
حضرتك عبرت عما كان يجول فى نفسى ونفس الكثيرين من الشباب الذى يحب ويحترم عمرو خالد بحق
وأنا أعرف أن دكتور عمرو اعتذر قبل ذلك عن أخطاء حدثت وكانت هذه شجاعة منه
وننتظر أن يعتذر هذه المرة أيضا
إرسال تعليق