الخميس، أغسطس 07، 2008

45- خواطر حول سورة الأحزاب (2-7)

المقدمة
الفقرة الأولى

2- جزى الله الشدائد كل خير . . . ميزت الأصيل من الدخيل

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) ))
  • إنها التربية الحقيقية ... تربية الأحداث وما تُكسبه للإنسان من خبرة وما تكشفه من خباياه وعيوبه حتى تنكشف المشاعر والضمائر والسرائر .
  • إنها الخليقة البشرية لا يصلحها ولا ينضجها بشكل صحيح إلا ذلك النوع من التربية التجريبية الواقعية ... القلوب والنفوس منصهرة بحرارة الابتلاء والقرآن ينزل ليطرق ويوجّه وهي ساخنة ، فالصحف وحدها لا تربي ، إنما هي المحكّات العملية الواقعية .
  • لنا في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم دروس وعبر :-
بدر : إن لله نصرا خاصّا ينزله على عباده المؤمنين إذا تحققوا بشروطه ولو كانت موازين النصر العادية غير متوفرة لصالحهم ، المهم تحقيق العبودية لله عز وجل .
أُحد : أي إخلال بطاعة القيادة ولو من أفراد قلائل يترتب عليه حرمان الصف كله من النصر والتمكين ... فأي ذنب يحمله هذا المخالف
الأحزاب : متى تكالب أعداء الله على المسلمين فإن الله سيجعل لهم فرجا ومخرجا من حيث لا يحتسون ... إذا هم ثبتوا وصدقوا الله عز وجل .
حُنين : أي خلل نفسي أو عيب داخلي يُخرج النفس الإسلامية عن ربانيتها ويُؤدي بها حتما إلى الهزيمة والخذلان بل والفضيحة في الدنيا والآخرة .
تبوك : لابد لكل مسلم أن يشارك في الجهاد بأي صورة وعلى أي حال مهما كانت ظروفه تنفيذا لأمر الله ورسوله وإظهارا للعبودية .
الحُديبية : على المسلم أن يرى في قرار قيادته الإسلامية الصواب والرشد والحكمة وعليه أن يسلم له وإن كان غير مقتنع أو مرتاح له وسيرى بركة الطاعة والانقياد عاجلا غير آجلا .
  • الشدائد والمحن تظهر الدخائل ، والمداخل إلى النفاق كثيرة ومنها :- شكٌ في وعد الله ، وحدة في اللسان ، وتخذيل عن القتال ، وتيئيس للمسلمين ، والطمع في الغنائم ، والشح في الإنفاق بأنواعه ، واستعداد للكفر ، وبخل بالنفس عن المشاركة في القتال ، وجبن في مواطن القتال ، والنقد الجارح ، ونقض العهد .
  • الطاعة المطلقة لأمر القيادة ( وإن رأى الجندي الصواب في غيرها ) في موقف حذيفة رضي الله عنه حين يقول : (( ... فَوَضَعْتُ سَهْمِى فِى كَبِدِ قَوْسِى وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« لاَ تَذْعَرْهُمْ عَلَىَّ ». وَلَوْ رَمَيْتُهُ لأَصَبْتُهُ ... )) ( سنن البيهقي: 18908 ، وقال البيهقي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِى الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ) .
  • التجرد الكامل والوفاء بالعهد مع الله وهو ثمرة الإخلاص ويرى ذلك في موقف :-
أنس بن النضر : ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... )) .
سعد بن معاذ : (( اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِى حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِى مِنْ قُرَيْظَةَ )) ( مسند الإمام أحمد : 25839 )
  • إظهار احترام ذوي المكانة والسبق ليكون ذلك أنفذ لحكمهم ورأيهم بما يحقق سلامة الصف وصلابته كقول النبي صلى الله عليه وسلم : « قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ ». يقصد سعداً بن معاذ ( مسند الإمام أحمد : 25839 ).

هناك تعليق واحد:

Ghada , Rofayda يقول...

جزى الله الشدائد خيرا....
جملة اعجبتني وبشده فلابد من شئ من الخوف يذكرك الامن ويحثك على الدعاء ويردعك عن المخالفة ويحذرك من خطر اعظم....

ودائما اقول...
ان الشدائد تصلح من النفس بمقدار ما تفسد من العيش


تحياااااااااتي

دمت بخير....