الخميس، أبريل 08، 2010

أستاذي وصديقي المميز

قابلته كثيرا ، ولكن اللقاء الذي يعتبر الأول فعلا كان بعد لقاءات كثيرة عابرة ، كان ذلك يوم جنازة الشيخ ماهر عقل عليه رحمة الله .

يومها ذهبت مع اثنين من إخواني في سيارة أحدهما إلى كفر صقر بلد الشيخ لنصلي العصر والجنازة هناك .

في الطريق جاورنا أستاذي بسيارته وطلب مني أن أنزل أنا بالذات لأركب معه لأنه يريدني ليتحدث معي .

كنت حينها أكتب في مقالات النقد العلني على المدونة ، وحينها وجدث الدكتور يحاورني كأنه هو الذي كتب هذه المقالات ويناقشني في تفاصيل ربما لم أنتبه إليها من قبل بين سطور ما كتبته من مقالات حول هذه القضية .

تحدثت معه يومها عن فلسطين وعن أمواج التغيير وتحدثنا كثيرا عن الإخوان ، وفي النهاية اكتشفت أننا – كالعادة – لم نكن نتحدث ، وإنما كان يستمع فقط .

يوما من الأيام كان عندي مشكلة ما واتصلت به وطلبت أن أقابله فأعطاني موعدا في عيادته الساعة 11:00 مساءا ، وصلت إلى العيادة الساعة 11:10 متأخرا عن موعدي 10 دقائق فقط لأجده قد أغلق العيادة وانصرف لأني لم ألتزم بالموعد المحدد . . الطريف أنني حين اتصلت به لأعتذر عن عدم التزامي بالموعد المتفق عليه وجدته يبادرني هو بالاعتذار لأنه اضطر أن ينصرف قبل الموعد المتفق عليه بـ 10 دقائق فقط ، واتفقنا على موعد آخر وذهبت أليه لأجده في الانتظار .

كانت المشكلة متعلقة بي وبأحد الإخوة ، حكيت له عن المشكلة ووعدني بأنه سيحاول حل الموضوع بالشكل المناسب .

كان هذا في شهر يوليو 2008 ، في شهر نوفمبر 2008 بعد 4 شهور من ذلك الحوار قابلته بالصدفة في صلاة الجمعة ليكون أول سؤال بعد السلام : ما هي أخبار الأخ فلان ؟ وهل تم حل المشكلة ؟ فعلمت يومها فقط أنه كان أحد أطرف حل هذه المشكلة .

في جنازة الشيخ ماهر رحمه الله كان العزاء في السرادق وليس على المقبرة ، لذلك بعد الدفن عدنا مرة أخرى إلى كفر صقر بلد الشيخ لنقدم العزاء ، في الطريق أذن المغرب علينا ( كنا في ذلك الوقت في رمضان) فتوقفنا لنفطر ونصلي المغرب في أول مسجد صادفناه على الطريق .

ولأننا على سفر فقد نوينا أن نجمع المغرب مع العشاء ونصليهما جمع تقديم ، يومها قدمني أستاذي لأصلي بهم العشاء جمع تقديم ، وتصادف أن كان في نفس الوقت في المسجد جماعة أخرى تصلي المغرب يؤمها الدكتور : أكرم الشاعر عضو مجلس الشعب .

ساعتها وأثناء الصلاة جائني ما يقرب من 20 أخ كلهم يكلمني (وأنا أصلي) يطلب مني أن أخرج من الصلاة لأن هناك جماعة أخرى .

أتممت صلاتي يومها لأني – على حد علمي – لا أرتكب خطئا شرعيا بصلاتي بهذا الشكل في وجود جماعة أخرى في المسجد .

بعد أن انتهت الصلاة التفت إلى أستاذي متسائلا فبادرني بقوله : أنت على صواب يا أخ مصعب ، طالما أنك واثق من موقفك وصحته فلا تهتم لما حولك .

أستاذي يعلمنا كل يوم قيمة الوقت ، فالمدة المسموح لنا بالتأخير فيها عن الموعد المحدد معه هي دقيقتين فقط ، ليس من أجل التأخير وإنما لاحتمال أن تكون الساعات غير متطابقة في التوقيت فهو يضع احتمالا أن تكون إحدى الساعتين مقدمة دقيقة وتكون الأخرى مؤخرة دقيقة أخرى فيكون الفارق في المواعيد دقيقتين لا غير بعدها يكون الموعد لاغيا وعليك تحديد موعد آخر مع الدكتور .

لي كل الشرف أن يكون صديقي وأستاذي الدكتور إيهاب إبراهيم الذي خرج اليوم من الحبس بعد اعتقال دام لشهرين بالتمام والكمال ( من 8 فبراير حتى 8 أبريل 2010 ) كان فيهما رفيقا لـ 13 آخرين من بينهم الدكتور محمود عزت والدكتور عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محمد عبد الغني .

تحية إليه دائما

وأسأل الله أن يتقبل منه .

وأسأل الله أن يجعل هذه الأيام في ميزان حسناته . . اللهم آمين

هناك تعليق واحد:

فليعد للدين مجده يقول...

اخي الكريم مصعب
انا بلا شك اقل كثيرا مما تقول ، نحن مجرد مسلمون شعرنا بوجوب الاصلاح بالاسلام و ما زلنا نحاول السعي والتعاون علي ذلك، لا نملك غير هذا، ولا ندعي سوي ذلك، واللهم اجعلنا جميعا خيرا مما يظنون
تقبل الله منك حسن اخوتك ورقة مشاعرك وأعانكم الله علي صلاح الدين والدنيا